موضوع مهم ... وحساس بالدرجة الأولى ...
دراسة الطب ...
أستغرب ... وأتعجب أكثر ... في موقف .. ربما يحدث للكثير
أذكره لكم بإختصار ... وعلاقته بالإخوة المتزوجين ...
في حالات الولادة... يأتي الرجل و زوجته إلى المستشفى في عجالة من أمرهم .. لأن الزوجة على أبواب الولادة ... والدقيقة تكون كالساعات أو الأيام في ذلك الوقت ...
يدخلون المستشفى .. يأتي الزوج مسرعاً ... ويقول للمرضة ... زوجتي سوف تلد ... تذهب الممرضة .. وتنادي الأطباء ... يسألون الزوجة .. ويفحصونها ... وعندما .. تدق ساعة الولادة .. يسأل الزوج عن الذي سوف يقوم بتوليد زوجته ...
ما إن تقول له الممرضة ... بأنه الطبيب الفلاني... حتى يدق ناقوووس الغـــيـــرة ... يسأل الزوج الممرضة ... ولكن أين الطبيبة ؟؟... ترد الممرضة قائلة للزوج ... بأنه لا يوجد غير طبيب واحد ... أو لا توجد طبيبة حالياً ... يحتار الزوج في أمره ... ويخنقه القدر ... وتلطمه أمواج الضياع .. تارة يميناً وتارة شمالاً ... لا يعرف ماذا يفعل ... يتصل على والده ... ثم على أخاه ... ثم على أمه ..
وفي نهاية المطاف ... يرضخ للأمر الواقع .. ويسلم أمره لله ... ويوافق ...
بعد لحظات .. يولد مولود السعادة ... لا يعرف أيفرح بقدوم هذا المولود ... أم يندب حظه على تلك الفضيحة .. ؟؟؟
تخرج الممرضة من غرفة العلميات ... لتقول للزوج .. مبارك لك .. أصبحت أباً ... إنها فتاة ...
يحمد الله وسط ضياع اللحظة .. وتشتت الفرحة وسط صرخات العار ... ماذا سوف يقول لأهله ... إن سألوه ...؟؟؟
المهم .. تمر الأيام ... وقد تكتم الزوجين على أحداث ذلك اليوم ... ولم يعلم أحد حقيقة الموضوع سواهما ...
تكبر البنت في كنف حنان الأب وفي أحضان رحمة الأم ... تنتهي من إمتحان الثانوية العامة ... وتنتظر نتائج الإختبارات ... على أحر من الجمر ... يأتي ذلك اليوم الموعود ..
يذهب الوالد بسرعة .. و يبتاع إحدى الصحف اليومية .. لأن الأسماء تم إعلانها في الصحف ...
يذهب إلى البيت لأنه أعطى زوجته و إبنته وعداً بأن لا يقرأ النتيجة إلا معهما ..
يدخل البيت ... وتتجمع العائلة في غرفة الجلوس ... تقرأ الأم نتيجة إبنتها ... بصوتاً يشدوو فرحاً ... يا ابنتي .. إن معدلك في الثانوية العامة هو 98% ... مبارك لكِ يا عزيزتي..
تتعانق الأم وابنتها .. والأب يسلم على رأس
ابنته ويبارك لها وسط إبتسامة عريضة كانت قد ملأت وجهه ... وفي خضم هذه الأجواء العائلية المعبقة بعــطر الحب ...
تسأل الأم ابنتها ... عن مستقبلها ورغبتها ... وفي أي جامعة سوف تكون دراستها ... في جامعة عليشة ... أم كليات البنات .. ؟؟؟
ترد الإبنة الطامحة لأعلى درجات التفوق والنجاح المهني ... بأن حلم حياتها ... ولطالما ... تصورت في مخيلتها ... بأنها سوف تصبح طبيبة ً عظيمة ... يفخر بها أبويها ...
هنا تتغير معالم وجه الأب ... وتخذله إبتسامة الفرح ... لتتحول إلى عبووس حزناً وغضب ..
تندهش الفتاة .. من حال الأب ... والأم تشاهد بإستغراب ... ماذا يحدث في هذا الموقف الصامت ..؟؟؟
الأب الغاضب على إختيار إبنته ... مع ... ذهووول الفتاة وتعجبها من تغير ملامح الأب فجأة بعد أن صرحت بحلم حياتها ...
يعترض الأب بشدة ... محاولاً أن تغير إبنته رأيها و رغبتها ... ولكن البنت تتمسك برأيها وتتمنى وتترجى الأب ... وبقوووة .. في أن يسمح لها بأن تواصل مشوارها لكي تستطيع أن تحقق حلم طفولتها البريئة ...
الأم ... تكتم أنفاسها .. وتهمس في أذن إبنتها ... القرار الأول و الأخير .. لوالدكِ ..
ولكن الأب الذي يعيش في صراعاً داخلي ... حيث أنه يخاف من حديث أهله .. أمه وأبوه .. إخوته ماذا سوف يقول لهم .. أبناء عمومته وقبيلته .. ماذا سوف يشرح لهم .. وكيف يفسر لهم الأمر ..؟؟؟
عاد الأب إلى إبنته ... اعتدل واقفاً ... وصرخ في وجهها ... طب .لا.
انتزعي هذه الفكرة من رأسك ... لن أدع ابنتي تخالط الرجال ... أبداً ..
تريدين أن تواصلي تعليمكِ الجامعي .. حسناً ... واصلي ... ولكن غير تخصص الطب ...
تبكي البنت ... تودع حلمها الجميل ... الذي اقترب .. و اقترب .. وبقدر ما كان قريباً جداً ...
بقدر ما تحول إلى بعيداً جداً جداً .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قصة صغيرة ... تبلورت في مخيلتي ... في دقائق ... كتبتها عاجلاً ... بعد أن أثارت كلمات السيدة ريما .. حفيظتي .. فأخرجت ما في جعبتي على هيئة قصة .. أتمنى أن أكون من خلالها قد استطعت إيصال صوتي و رأيي ...
____________________________
بالنسبة للأخ العزيز الهدار ... الذي ..كان رده جميل كالعادة .. لأنني دائماً ما أرى في ردوده ما يستدعيني للتعليق عليها ....
أخي العزيز الهدار ... بالنسبة .. لمسألة الفصل بين الجنسين .. بحيث تكون هناك بيئة ملائمة للنساء .. يمارسون فيها هذه المهنة .. دون إختلاط الرجال ...
أحب أن أوضح نقطة ... هامة ... ألا وهي ...
أن هناك معدات طبية تكلف دولة كثيراً ... ربما مئات الالأف أو ملايين الريالات ...
... إذاً ... العملية سوف تكون مكلفة جداً جداً جداً للدولة ...
هذا رأيي .. وشكراً ..
________________________________
سيدة ريما ... لطالما عهدتك ... متميزة في طرحك .. و رائعة بحضورك ... وقوية في وجودك ...
أسعدني المرور من هنا ... والتحديق في مضمون موضوعكِ المفيد والعميق ...
تحية طيبة ... أرسلها لكِ .. على أوتار المحبة ...
دمتي بخير سيدتي العزيزة ..