عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-2007, 12:22 AM   رقم المشاركة : 2
الهدار
مشرف المنتدى الثقافي
 
الصورة الرمزية الهدار

ورفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت ..


برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيراً كمشيع ... ‏إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة .. ‏ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. ‏إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سواداً ‏تلك الليلة ... ‏كانت ظلمة حالكة ... ‏سكون رهيب ..
‏هذا هو صمت القبور بحق ...


تأملتها كثيراً من أعلى السور ...‏واستـنشقت هوائها.. ‏نعم إنها رائحة القبور .. ‏أميزها عن ألف رائحة ..‏ رائحة الحنوط .. ‏ رائحة بها طعم الموت ‏الصافي ....
وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏إيه أيتها القبور .. ‏ما أشد صمتك
وما أشد ما تخفينه .. ‏ ضحك ونعيم .. ‏ وصراخ وعذاب اليم .. ‏
ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟ .‏لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم :
) ‏الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم (


‏قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة .. ‏ فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة .. ‏ وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .. ‏
هبطت داخل المقبرة .. ‏ وأحسست حينها برجفة في القلب ...‏والتصقت بالجدار ولا أدري لأحتمي من ماذا؟ ‏عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ... ‏
أنا لست جباناً .. ‏لكنني شعرت بالخوف حقا !!!
‏نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تـنـتظر ساكنيها ...


يتبع