متابعة !!
إن هذا الحادث أكبر من كونه هجوماً مباغتا على قوة عظمى زلزل أركانها وأفقدها صوابها، إنه قلب لكل المعادلات ونسف لكل الحسابات التي بنى عليها الغرب الصليبي حضارته وسيطرته وأسباب قوته منذ 500 سنة واكثر أي منذ أن أخرج المسلمين من الأندلس وشرع في كشوفاته الاستعمارية الأولى.
فكل تلك المعادلات والحسابات والأسباب تقوم على التفوق العسكري والحضاري على الخصم في كل ميدان، وهو التفوق الذي بلغ ذروته في المرحلة الأخيرة، حيث لم يعد في إمكان العالم الإسلامي التفكير في مقاومة هذا العدو، الذي تأهل بالتقنية المتطورة ليصنع أشد الأسلحة فتكاً ودمارا ، وتوحد ليصبح معسكرا واحدا من حدود روسيا مع اليابان شرقا إلى أقصى الجزر التابعة لأمريكا غربا، وقد استنفد آلاف البلايين ليملك قوى جهنمية ومواقع استراتيجية وثروات طبيعية لا يقبل أن ينافسه أحد في شيء منها.
هذا والعالم الإسلامي يعيش عقدة النقص والتخلف فأنى لـه بجيوش كهذه الجيوش وقوى وموارد كتلك القوى والموارد وهو فقير متخلف في أهم أسباب القوة المادية وهو "التقنية" وأنى له أن ينافس في شيء ما من الميادين والعدو متربص به يحصي أنفاسه ويمتص دمه.
إنها حال مؤلمة لا تبعث إلا على الإحباط واليأس وربما أنتجت شكا في وعد الله وسوء ظن به بل تكذيبا لما جاء في كتابه ( والعياذ بالله ) عند بعض ضعاف الايمان , ولكن هذا الحادث جاء ليقول للمسلمين والعالم بوضوح:-
إن القلعة الحصينة التي بناها الغرب في قرون يمكن اختراقها بالحمام الزاجل! وإن الجيوش الغفيرة يمكن هزيمتها بمئات من طالبي الجنة! وأن التقنية مهما تطورت لا يمكن أن تقاوم الروح المعنوية للمؤمنين