«جميلة» إحدى بائعات الهوى من المغرب العربي تمارس الدعارة في الدوحة ولها أماكن محددة تقصدها وفي أوقات معينة معروفة لزبائنها، تقول عن عملها: بعد انتهاء العمل أعود في المساء إلى الرجل المكلف بحمايتي لتسليمه الحصيلة ولمعرفة هل طلبها زبون لمصاحبته تلك الليلة، وقد أصبحت المنافسة مع مومسات شرق آسيا قوية ولذلك بدأنا نقبل أجورًا زهيدة أقل بكثير من السابق لاسيما وأنهن يحرصن على عدم نزول الحصيلة اليومية إلى حد أدنى معلوم وإلا تعرضن للأذى من قبيل «الكفيل» ولهذا أصبحن مرغمات في كثير من الأحيان على ممارسة الجنس مع عدد أكثر من الزبائن «خصوصًا من غير الخليجيين» حتى وإن اضطررن للاكتفاء بأجر زهيد.
تساهل في الاجراءات والفحص
تساقط ضحايا الدعاة من مختلف الجنسيات العربية وخصوصًا المغرب العربي يكشف عن وجود شبكات وعصابات نشطة في تجارة الرقيق الأبيض داخل المغرب وغيرها أو في دول الخليج، والملاحظ رواج هذه التجارة في دول بعينها ومحدوديتها بما يمكن أن يكون حالات غير موجودة في دول أخرى كالسعودية و نادرة في سلطنة عمان.
ربما كان النظام الذي يمنح تأشيرة الدخول هو السبب في زيادة أو تحديد تلك التأشيرات بما فيه من تساهل أو إمكانية اختراق من خلال تزوير المستندات والعقود التي تشترطها السفارات، فضلاً عن التساهل الواضح في الإجراءات الصحية للقادمين الذين يفدون وهم مصابون بالإيدز أو غيره من الأمراض الخطيرة، وذلك ما تترتب عليه أضرار وأخطار كارثية على الصحة العامة بانتشار هذه الأمراض نتيجة ضعف إجراءات الوقاية والسلامة في استقدام أمثال هؤلاء المومسات والسماح لهن بمزاولة أعمال تغطي المهن الحقيقية التي قدمن من أجلها.
وقع الفأس على الرأس
مصدر الخطورة الحقيقي في تصدير المومسات إلى دول الخليج هو تعمُّد مزاولة الدعارة بغرض نشر الإيدز وهو الاتجاه الذي يعمل فيه جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» الذي يقوم بتجنيد فتيات من جنسيات عربية لهذا الغرض، ولأهداف إضافية غير نشر الإيدز فإنه يقوم بتجنيد يهوديات لذلك يجدن اللغة العربية ويتم استخراج وثائق رسمية مزورة لهن بالجنسية المغربية أو غيرها ثم يقوم بتصديرهن إلى الخليج.
والقصص المأساوية على هذا الصعيد كثيرة ومعروفة على نطاق واسع في المجتمعات الخليجية، ومن ذلك قصة المغربية التي كانت تعمل راقصة في أحد فنادق الدرجة الأولى بالبحرين وتزوجت من خليجي ونقلت له مرضها «الإيدز» وأوهمته أنه السبب في عدواها وصدقها ثم اقنعته بإخفاء أمر مرضهما وقام بتطليق زوجته الأولى، وأيضًا قصة الشاب السعودي الذي نقل المرض لزوجته وكان مصدر المرض عشيقة مغربية أظهرت له أنها ستنتحر عندما علمت أنها مريضة وأوهمته أنه السبب وأن حبها له يدفعها إلى قبول هذه المصيبة بعد أن وقع الفأس على الرأس، والأسوأ من ذلك أن نادلة مغربية مريضة بالإيدز وتعمل في مطعم بأحد فنادق البحرين تعمد إلى استخدام أعواد الأسنان ثم تضغط بالملاعق والشوك على لثتها وأسنانها وبعد ذلك تضع هذه الأدوات على الطاولات ليستخدمها الزبائن.
استمتاع بالمشاهدة فقط
للبحث عن قضية معقدة كهذه يعرفها الجميع وفي نفس الوقت ينكرونها، كان لابد من التوجه إلى أماكن وجود هذه الممارسات في الفنادق والملاهي الليلية، وبالفعل وفي أحد الملاهي الليلية بدولة مجاورة خليجية اتجهت إلى مدير الصالة بالملهى والذي يدعى «أبو أحمد المصري» وقد رفض الكشف عن اسمه لأسباب يحتفظ بها لنفسه على حد قوله، وفي بداية حديثه أكد ما يدور حول إصابة المومسات بالإيدز ونشرهن له أوساط طالبي المتعة الحرام ولكن كإشاعة وليس حقيقة، وقال: أنا أعمل في هذا المجال منذ خمس عشرة سنة ابتداء من مصر وحتى البحرين واسمع كثيرًا ما يثار بين الحين والآخر عن إصابة بعض العاملات بالملهى من بعض الجنسيات العربية والأجنبية ولكن هذا الكلام غير صحيح ولا يمت للواقع بصلة، والدليل أننا نخضع جميع العاملات للفحص الطبي فور وصولهن ولا نتهاون بمثل هذه الجوانب على الإطلاق.
وينفي أبو أحمد تسجيل أيّ حالة بالمرض لديهم لأن مرتادي الملهى لا يختلون بالراقصات ولكن يستمتعون بالمشاهدة فقط!!.
وعن مدى استمراريتهن بالعمل يقول: نحن نخضع لقانون الدولة التي نعمل بها ولدينا بعض الأساليب التي من خلالها يمكن التغلّب والتحايل عليها من أجل التهرّب من القيود التي يفرضونها على العاملات بالملهى.
عدم السيطرة على العلاقات
بالطبع يعمد مدراء الصالات الليلية إلى المراوغة من ناحية إبراء ساحتهم من دور هذه الصالات في ترويج الدعارة لأنها في الأصل غطاء ويتم فيها عرض البضاعة ثم تتم الاتفاقيات أو بصورة أوضح تتم في الظاهر عملية عرض وطلب وفي الباطن وفي مواقع أخرى قد تكون فنادق أو شققًا تتم فيها ممارسة الدعارة.
«أشرف» مدير إحدى صالات الفنادق الفخمة في المنامة يؤكد ما سبق أن قاله «أبو أحمد المصري» حول عدم المساس بالراقصات من قبل زبائن الصالة، ويقول: الروّاد يكتفون بالمشاهدة فقط أو الرقص من على طاولاتهم دون الدخول إلى المكان المخصص بالراقصات حسب التعليمات والقوانين الصادرة من وزارة السياحة، ونحن نخضع لرقابة شديدة ولا نستطيع التهاون أو تهميش القوانين لأن ذلك يتسبب في إغلاق الصالة.
ويضيف: بالنسبة للعلاقات بين الراقصات والمرتادين فنحن لا نستطيع منع تلك العلاقات لأن الطرق التي تتم بها متعددة وتصعب السيطرة عليها بأي حال من الأحوال، ولكن نحاول قدر المستطاع تحجيمها إلى أقل نطاق ممكن.
أسعار الليالي الحمراء
مدير أحد المطاعم كان أكثر جرأة في كشف المستور وحقائق الدعارة في المطاعم والملاهي، ولكنه طلب عدم ذكر اسمه أو اسم المطعم الذي يعمل به وكان له ذلك وانطلق محدثًا عن عالم أسود قائلاً: نحن نعتمد اعتمادًا كليًا على العلاقات بين الشباب والفتيات المغربيات والعربيات والأجنبيات، ونحاول قدر الإمان التنسيق بين الشاب والفتاة لكي يندمجوا بمثل هذه العلاقات لأنها ذات مردود مالي كبير ومختصر بالنسبة لنا، والاتفاقات تتم لدينا في المطعم وبعد التنسيق بين الفتاة والشاب يدفع الشاب المبلغ المطلوب منه وهو «1500 ريال» أو «150 دينار بحريني» و«2000 ريال» أو «200 دينار بحريني» إذا كانت الفتاة حديثة عهد بالعمل لدينا، وبعد انتهاء السهرة يذهب الشاب إلى غرفة الفتاة ويبيت معها إلى الصباح وتتكرر هذه العملية مع غالبية الشباب الخليجيين الذين يقصدون مطعمنا.
هكذا نتحايل على القانون
جاسم محمد مدير أحد فنادق العاصمة رفض ما يتداول حول التلاعب بالفحص الطبي للراقصات اللائي يأتين من المغرب والدول العربية وإخفاء أمر المصابات منهن بالإيدز أو أي أمراض تناسلية حتى لا يوثر ذلك على سمعة الفندق، وقال إن جميع اللواتي يأتين للعمل بالفنادق من راقصات أو مطربات أو عاملات مطاعم يخضعن لرقابة مشددة في الفحص الطبي لدى مراكز مخصصة لذلك.
وبالنسبة لاستقدامهن إلينا قال: منهن من تأتي عن طريق دولة خليجية أخرى بتأشيرة زيارة لمدة أسبوعين تعود بعدها إلى الإمارات، ومن ثم تعود للعمل مجددًا معنا، وهذه الطريقة نتحايل بها على القانون للفتيات اللواتي عليهن طلب من الزبائن والبعض الآخر يأتين إلى الينا بتأشيرة عمل فنانة بصفة رسمية.
تارك الأمر على اللّه
بعض الشباب من مرتادي صالات الفنادق والملاهي في عاصمة الدولة الخليجية المجاورة يمكنك أن تعتاد على وجودهم في أيّ مرة يمكنك أن تزور هذه الأماكن، فهم زبائن دائمون ومتميزون.
سالم.م.د شاب سعودي وجدته في مطعم أحد الفنادق أكد أنه دائم التردد على هذا الفندق لأنه يقدم له كل ما يريده من شهوات وملذات، وعن كيفية التقائه بفتيات المطعم من بائعات الهوى يقول: يكون التنسيق أثناء السهرة بالنظرات والإشارات والتنقيط بالورود، وبعد ذلك يتم طلبها من مدير الصالة بطريقة سرية وغير لافتة.
وعندما أخبرت هذا الشاب بأن معظم هؤلاء الفتيات مصابات بالإيدز وأن بعضهن مرسلات خصيصًا لأجلهم تجهم وجهه واعتدل في جلسته وقال: وما أدراكم بأنهن مصابات بهذا المرض؟، فقلت: هناك تقارير موثوقة تؤكد ذلك، فقال أنا تارك هذا الأمر على اللّه، وكل ما يصيبنا هو مكتوب علينا، وأعرف أن ما أفعله محرم ولكن بعض الأوقات والظروف تحتّم عليّ فعل ذلك لأسباب احتفظ بها لنفسي.
فقلت: وما الظروف التي تجعلك ترمي نفسك في التهلكة؟، فقال: أنا موظف في القطاع الخاص وغير متزوج ومعظم وقتي في العمل، وعملي مقسوم إلى قسمين في اليوم وانتظر عطلة نهاية الأسبوع لكي أهرب من ضغط العمل ومشاكله، وهنا وجدت الذي أبحث من الراحة النفسية، فسألته: وماذا عن الإيدز؟، فقال: «فال اللّه ولا فالك» إن شاء اللّه إننا بعيدون عن هذا المرض، وهؤلاء الفتيات يخضعن للفحص الطبي الذي يضمن سلامتهن من الأمراض.
معسّل في العاصمة
استهتار سالم بالفعل الحرام وتركه على اللّه ثم استهتاره باحتمال إصابة الفتيات، ربما كان حالة عامة وليست استثنائية ودليل ذلك الروّاد الكثيرون لصالات فنادق ومطاعم وملاهي العاصمة.
إبراهيم.غ.غ شاب سعودي وجدته في أحد المقاهي وسألته عن العاملات في المقهى وأنهن في حقيقة الأمر مومسات قد يحملن الإيدز، فقال: أنا لا أعلم عنهن شيئًا، فأنا أحضر هنا من أجل المعسل فقط وأذهب بعده إلى السينما وبعد ذلك إلى أحد المطاعم لتناول العشاء ومن ثمّ أرجع إلى الدمام.
وقد سمعت عن أن بعض هؤلاء مصابات بالإيدز ولكنني لم أعر ذلك اهتمامًا، فهذه الأخبار ترويجية من أجل هدف معين يسعى مطلقوها للاستفادة منها بأي طريقة!!.
مبارك يبكي
أما مبارك «شاب قطري» فقد انخرط في نوبة بكاء شديدة عندما سألته عن واقع وحال فتيات المراقص والمطاعم، فكان ذلك سببًا لسؤاله عن هذا البكاء، فقال: تذكرت أحد أصدقائي المقربين الذي انتهت حياته بسبب اولئك الفتيات العاهرات، حيث أصيب بمرض الإيدز ولم يمهله كثيرًا، وكان ذلك منذ ثلاثة أعوام وأنا منذ ذلك الحين ملتزم بعدم الاقتراب من بنات الليل اللواتي دمرن حياة صديقي وآلاف الشباب الخليجيين، وحضروي للبحرين مع زملائي من أجل التمشية وقضاء وقت مرح في الأسواق والسينما وبعض الأماكن العامة.
الموساد يوظفها
الشباب الذين التقيتهم تتقاسمهم الحسرة والاستهتار بحقيقة بنات الليل، فمنهم من يرتدع كما فعل مبارك القطري ومنهم من يستهتر وهؤلاء تطول قائمتهم.
أحمد.ع.م شاب بحريني من مدينة عيسى روى لي قصته مع إحدى الفتيات والتي تعرف عليها قبل فترة قائلاً: تعرفت على مومس لبنانية كانت تعمل في أحد فنادق الدرجة الأولى في تلك البلد، وقد اعترفت لي بأنها عملت في فلسطين المحتلة بجنسية مغربية وأنه تم توظيفها من قبل الموساد لاصطياد شخصيات فلسطينية، ثم غادرت فلسطين إلى البحرين لتعمل في فندق وتصطاد فرائسها من الخليجيين بطريقة احترافية وماهرة جدًا، ولم تفصح عمّا إذا كانت مصابة بالإيدز أم لا، ولكنّى فهمت من خلال حديثها أنها مصابة ولم تأت إلى هنا إلا من أجل تنفيذ مخطط الموساد في تدمير الشباب الخليجي، وفضحت أمرها لي بعد أن كانت على وشك الرحيل لانتهاء مدة عملها في البحرين بعد أن ضاجعت كثيرًا من شباب الخليج وأنا آخرهم، وقالت أنها ستعود مرة أخرى للخليج ولكن ليس للبحرين باسم مختلف وجواز مختلف.
وأضاف: هناك بعض المواطنين يستقدمون الفتيات من المغرب العربي إلى دولة خليجية مجاورة على أنهن عاملات أو زوجات ويجعلونهن يمارسن البغاء أينما تريد ويأخد منها يوميًا مئة دينار إضافة إلى مضاجعتهن متى أراد، وهذا ما يفضلنه لأنه سريع المفعول وآمن جدًا.
فقيرات عاهرات
لصادق.ك.س «في العقد الرابع من عمره» تجربة مفاجئة مع بنات الليل يقول عنها: ذات يوم تفاجأت بجرس الهاتف يرن في غرفتي بأحد الفنادق «في الدولة المجاورة»، وعندما رفعت السماعة إذ على الطرف الآخر فتاة تعرض ممارسة الجنس والمميزات التي ستقدمها له عندما تأتيه إلى الغرفة، فبادرتها بالموافقة من باب الفضول والمعرفة بالشيء ليس إلا، وبالفعل جاءت إلى الغرفة، وتحدثت معها طويلاً في أسباب قدومها إلى الدولة الخليجية فقالت: نحن نأتي من بلدنا فقراء لا نجد ما نأكله وتكون تأشيرة دخولنا كعاملات في الفنادق ولدى حضورنا يجعلوننا نعمل بالدعارة في الخفاء دون علم الحكومة، ورفضت إكمال الحديث، وعندما سألتها عن الأمراض التي ينقلنها للشباب اكتفت بالقول نحن لا نشكو من شيء والعلّة بشبابكم الذين يمارسون الجنس مع أيّ فتاة مهما كانت دون النظر إلى مصلحتهم ومصلحة أهلهم، وأنت إما أن تريد ما دعيتني له أو دعني أرحل.
البرلمان المغربي يناقش القضية
تزايد وتيرة تصدير الفتيات المغربيات إلى الخارج، وخصوصًا دول الخليج لامتهان الدعارة أصبح قضية برلمانية عندما طلب بعض النواب نقاشها والاستماع لإفادة الوزيرة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج نزهة الشقروني.
الوزيرة الشقروني اعترفت بأن ظاهرة الاستغلال الجنسي والاجتماعي للنساء المغربيات المهاجرات عرفت تزايدًا في السنوات الأخيرة، وقالت إن الجهات المسؤولة اتخذت عدة اجراءات لمحاربة الظاهرة على رأسها تحذير المغربيات المرشحات للهجرة من مغبة السقوط في حبال شبكات الدعارة، والتأشيرة على عقود التشغيل من طرف وزارتي التشغيل وسفارتي كلا البلدين وتوقيع المشغّل، بالإضافة إلى ضبط كيفية التعاقد مع أرباب العمل والفتيات العاملات في مجال الفن «مغنيات وراقصات»، خصوصًا إذا كانت وجهتهن إحدى دول الخليج العربي.
سوق النخاسة
أرقام واحصائيات أسواق الدعارة في دول الخليج غير مشرفة وتتطلب دراسات عاجلة من مجلس التعاون لدول الخليج العربية لوقف تجارة الرقيق الأبيض ومخاطره الأخلاقية واحترام حرمته الشرعية. وفي دراسة لإحدى الجمعيات النسائية بالأردن قدرت فيها أن رقم المعاملات في سوق بيع المغربيات لأوكار الدعارة بالخليج قد تفوق مليون دولار سنويًا، وجاءت المغربيات في المرتبة الثالثة لسوق الدعارة بدول الخليج، بحسب تلك الدراسة، ووصفت الجمعية تلك السوق بأنها «سوق نخاسة صرفة تعبّر عن انحدار إنساني وأخلاقي»، وحسب أحد تقارير جمعية إنسانية خليجية تعتبر الدعارة مصدرًا لرزق أكثر من 92% من المغربيات المقيمات حاليًا بدول الخليج العربي.
وبحسب مصدر دبلوماسي فإنه في العام 2001م، حضر إلى الدوحة تركيان بصحبة مغربيتين وتونسية وأسسوا شركة للتدليك والتجميل وبدأت نشاطها بالاشتغال في القوّادة، ثم جلب مغربيات لامتهان الدعارة، وبعد مرور سنة أسست شركة مماثلة في دبي لممارسة نفس النشاط، وتمكن القائمون على هذه الشركة من استدراج مئات المغربيات بواسطة عقود عمل وهمية لامتهان الدعارة في أوكار وفنادق معينة.
وظاهرة تصدير المغربيات كمومسات إلى دول الخليج تعود إلى الثمانينات ولكنها كانت في إطار محدود إلى أن اتسعت بمرور الأيام ووصلت حاليًا ذروتها، وقد اعترف كثير من الدبلوماسيين بدول الخليج بأن سفارات وقنصليات المملكة المغربية أصبحت عاجزة الآن في التعاطي مع هذه الظاهرة التي تجاوزت كل الحدود، ووجدت القنصليات المغربية بدول الخليج نفسها غير قادرة على متابعة كثير من المشاكل المرتبطة بالعديد من المغربيات اللائي غرّر بهن، وللأسف فإن أغلب سفارات وقنصليات المغرب لا علم لها بأوضاع كثير من المغربيات يقمن بطرق مشروعة وغير مشروعة منذ مدة بدول الخليج، ونادرًا ما تتصل إحدى الضحايا بالسفارة أو القنصلية لطرح مشكلتها، ولذلك وللحد من تداعيات هذه الظاهرة لابد من التنسيق بين مجلس التعاون والخارجية المغربية والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج لوضع حد لتصدير المغربيات لأغراض الدعارة ومتابعتهن داخل دول الخليج وتوفيق أوضاعهن تحقيقًا للمصلحة العامة؛ ومنعًا لانتشار الرذيلة في المجتمعات الإسلامية.
الخفي والظاهر
انتشار تجارة الرقيق الأبيض في دول الخليج تجاوزت الظاهرة إلى الحالة الواقعية التي تلقى بتبعات خطيرة على الواقع الاجتماعي والاقتصادي في هذه الدول، ولم يعد مجديًا دفن الرؤوس في الرمال في الوقت الذي تزداد فيه هذه التجارة اتساعًا ونموًا مضطردًا.
وفي الواقع ينبغى أن تنظر المؤسسات الرسمية الأمنية منها والاجتماعية والدينية لهذا الوضع من ثلاث نواح وهي الناحية الاقتصادية والصحية والدينية، إذ أن الشباب الذين يغويهم الشيطان للبحث عن هؤلاء العاهرات إنما يهدرون ويبددون أموالاً طائلة في هذا العبث الأخلاقي كان الأولى بها أولويات حياتية أهم، ومن الناحية الصحية فكثير من هؤلاء مريضات بالإيدز والأمراض التناسلية وفي ذلك خطر كبير على صحتهم واحتمال نقل العدوى لزوجاتهم، وأما الناحية الدينية فهي تحتمل ارتكاب المعاصي والذنوب والآثام وغضب الله واستحقاق لعنته وذلك ثمن غالٍ لمتعة رخيصة، فالمطلوب حملات توعوية دينية وصحية واجتماعية إلى جانب ضبط دخول العاهرات بدون محرم إلى دول مجلس التعاون ومراقبتهن في الفنادق والصالات والأماكن التي يشتبه ممارسة الرذيلة فيها، وذلك يلعب دوره الحيوي والمؤثر في حماية مجتمعنا من هذا الخطر الذي يتضخم يومًا بعد يوم
خاص جريدة دنيا الشــــرق
http://www.donyaalsharq.com