الموضوع: نحن وأمريكا
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2003, 05:16 AM   رقم المشاركة : 4
العقيد فوووووكس
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية العقيد فوووووكس
 





العقيد فوووووكس غير متصل

اغلِى اغلِى يا شارع!
مقاله اعجبتنى جائتنى على البريد

اغلِى، اغلىِ، يا شارع، يا مدرسة، يا كنيسة، يا جامع..

كم كانوا يتباهون انك والاسفلت واحد. كم غفوت وشاهدت فيما

يشاهد الصاحي والنائم ثقافة تتهاوى وفضائيات تتعرى، تدخل

منشية إلى عالم العولمة، ولكنها عند السيد الرئيس، وجلالته،

وسموه، وعظمته، تظل حافظة أصالتها العربية، فلا تبقي سباق

جمال يحضره سموه، إلا وعرضته أمامنا، ولا تبقي برقية وصلت

لسيادة الرئيس من شقيقه رئيس موزمبيق إلا وقرأتها لنا مرات ومرات،

ولا تدع احتفالات مبايعة وتأييد لجلالة الملك المعظم إلا ونقلتها إلى

بيوتنا وغرف نومنا!

كم قيدوك يا شارع، ونشروا في أزقتك وفي ملابسنا الكلاب،

تلاحقنا إذا جعنا، وإذا تكلمنا، وإذا ذرفنا المدامع على ماض،

كانت فيه كرامة وحضارة وخليفة عادل.

كم أنزلوك يا شارع إلى زنازينهم وسراديبهم الملآة بالدبابات

والطائرات والمدافع، التي تكفي لابادتك.

اغلِ، اغلِ، يا شارع!!

ما إلك إلا هيفا، والتطبيع لازم لازم، وعربي أنا اخشيني،

فالوفاق عربي، والجامعة عربية، ونحن عرب عاربة، وعرب اقحاح.

مقتل مليون ونصف المليون عراقي. وشارون يرتكب مجزرة جديدة،

وفي اليوم التالي: شارون يرتكب مجزرة جديدة، وفي اليوم الثالث

والرابع..... والأم الفلسطينية تأخذ دور الجيوش العربية. لكن لا بد من

العودة إلى طاولة المفاوضات. استشهاد عشرات الفلسطينيين

وجرح المئات. لا بد من خطة تينيت وقرارات ميتشل

والاجتماعات الأمنية.

القذافي يلغي فلسطين وينادي بدولة اسراطين. وعبد الله يطرح

مبادرة تطبيع وتركيع. ويظن أنك من أملاكه، مزرعة من مزارعه يا شارع.

ومبارك ينقذ القمة. (فلو غادر عرفات رام الله، ولم يسمح له شارون

بالعودة، هل يستطيع أحد من الحكام المجتمعين أن يقنع شارون

بعودته) هكذا قال، سيادة الرئيس الذي كان على عرشه يجلس جمال

عبد الناصر. كم جمال فيك يا شارع؟ كم أيوبي وحسيني ومغربي

ومختار؟ كم ميت ينشد حياة الأكرمين؟ كم راية تفترق ولكنها تجتمع

عبد بحر يافا في فلسطين؟

اغلِ، اغلِ، يا شارع!!

اجمع أوراق الجرائد، ومزق صور الحاكم، واستعدّ لتكتب

من أول السطر الجديد:

جديدٌ في جديد.. لا حاكم يورث الحكم لأبيه، ولا ملك ثاني ولا ثالث،

ولا دستور يقتنيه الرئيس، ولا معتقلات ولا قيود، ولا كلاب تختبئ في

الملابس، وطن كبير من أقصاه إلى اقصاه فسحة خضراء، مرتع

لا تموت فيه الأحلام قبل أن تولد، وطن رائع. نولد فيه أطفالاً، ثم نذهب

إلى مدارس لا تقصفها الصواريخ، ونكبر قليلاً، ونبدأ بالأحلام: هذا قاض

لا يرتشي، وهذا عاشق لا يهزم، وهذا يحب صيد العصافير،

وهذا شاعر لا يسجن، ومبدع لا يقتل. لكن الأحلام تموت.

لماذا يقتلون احلامك يا شارع وهي في مهدها قبل أن تولد؟

لماذا يطفئون نور الله ويحجبون الشمس؟ لماذا يلفظك الوطن وأنت

الوطن، أنت ساكنه، وهو ساكن فيك. يا شارع حركه الغضب لعصور

طويلة فتجلى في أحلى المواقع.. يا شارع استكان مثل قبور الأموات،

يا عنوان قوافل الفرسان، يا صخرة جاثمة، اغلِ الآن. فلكل

ولادة ميعاد، لكل عاصفة جنونها وسطوتها وخرابها، لكن الشمس

خلفها تختبئ وتنبعث صافية تحضن العباد.

اغلِ يا شارع، فلكل ليل صباح غير صباح الدماء والشهداء.

وهناك على الأرض من يحلمون دون مغتصب يفرغ الرجال

من ذكورتهم، ويفرغ الأناث من أنوثتهم،

و(هناك على الأرض ما يستحق الحياة).

اغلِى اغلِى يا شارع، يا مدرسة يا كنيسة يا جامع!






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة