عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-2006, 10:09 AM   رقم المشاركة : 2
عازف الحروف
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية عازف الحروف
 





عازف الحروف غير متصل

متذوق الشعر

كلام جميل، وكلمات غالية يجب أن تكتب بماء الذهب رغم أنها خرجت في حاله غضب من الكاتب ، لكن نحن لا نمررها هكذا ، بل نستفيد منها ونسقطها على واقعنا وحال بلادنا وأوضاعنا الاقتصادية .

سأقوم بتكملة موضوعك وتوضيع معنا المقاطعة وكيف نقاطع الدنمرك وماهية شروط المقاطعه0
إن المقاطعة الحقيقة هي الاكتفاء الذاتي بمعنى الكلمة ، والاستغناء عن الغرب والشرق في جميع الأمور من الإبرة إلى المصنع من الخبز إلى اللحم .. كل شيء.

فهل نستطيع. ؟ بالنظرة التفاؤلية والايجابية وما لدينا من إمكانات ، نعم نستطيع ، عندما نحارب الفساد فى الافكار ، الفساد في الشعوب ، الفساد في الذمم ، في الأخلاق في كل شيء .

عندها نستطيع أن نحقق شيء لهذا الدين ، نستطيع أن نحقق استقلالنا الحقيقي الشامل لكل مناحي الحياة ، والاقتصادي والثقافي .. . .

فهل دولنا الإسلامية استطاعت أن تحقق شيئاً من هذا الاستقلال ؟
إن المقاطعة الحقيقية يجب أن تكون نابعة عن فكر ومنطق سليمين لموازين القوي الحقيقية .
كيف نقاطع ونحن لا ننتج!! نقاطع الدنمرك ونتجه إلى فرنسا ، نقاطع فرنسا ونتجه إلى ألمانيا ، نقاطع ألمانيا ونذهب إلى الهند ، نقاطع الهند ونذهب الصين، هكذا ندور كما يدور الثور المعصوب العينين في الطاحونة ، نعتقد أننا نمشي في الطريق الصحيح والى الأمام ونحن ندور حول أنفسنا .

هل هدف الاكتفاء الذاتي هدف واضح ومطلب حقيقي لدى الشعوب والحكومات الإسلامية ، وهل تسعى الشعوب والحكومات لتحقيق الاكتفاء الذاتي ؟

إن ثقافة الاكتفاء الذاتي غير موجودة في واقع العرب والمسلمين اليوم وكثير منهم يدور مع مصلحته ومزاجه، إلا من رحم ربي.


أما الشعوب الإسلامية فلقد أصابتها التخمة والسمنة فكيف تريدها أن تقاطع وهي أكثر الشعوب كسلاً واستهلاكا.

إن الإسلام جاء ليأمرنا بالعمل ويحثنا على الاكتفاء الذاتي في جميع شؤون الحياة ، لكن الأمر عندنا غير ذلك ، فأمة دينها يدعوها للعمل ، والعمل عندها عبادة تجدها في آخر سلم الاقتصاد العالمي في جميع الأمور .


إن ثقافة الاكتفاء الذاتي ثقافة معتمدة اعتماداً كاملاً على روح الولاء والبراء وعلى روح التعاون وعلى روح الإخوة ، إن مثل هذه الأفكار لو تحققت لدى شعوبنا وحكوماتنا الإسلامية ، لاستطعنا أن نحقق نهضة اقتصادية في وقت وجيز جدا .



ولقد اكتوينا من أسلوب التعميم الذي مورس علينا ، بعد 11 سبتمبر ، وأصبحنا نخاطب الغرب والأوربيين بعدم التعميم ، ولقد تفهم كثير من الأوربيين هذا المعنى ، واعتذروا لنا عن سوء أي تصرف قد يحدث من بعض الأوربيين ، وبالتالي نقع في نفس المأزق الذي رفضنا أن يتعامل به الآخرون معنا!! فالصحفي الدنمركي أو الصحيفة هي التي قامت بهذا العمل ، وحرية الصحافة عندهم مصانة ومحمية من القانون وليس للدولة حق أن تتدخل فيها ، فكيف بنا شعوباً وحكومات نقاطع هذه الدولة لجريرة شخص أو فرد فيها قال تعالى " ولا تزر وزارة وزر أخرى " .


إن رئيس الوزراء قد يعتذر وسيعتذر للمسلمين والعرب ولكن الاعتذار سيكون بطريقة الضغط وتحقيق المصالح ، فأصحاب المصلحة الاقتصادية قد يضغطون عليه ليعتذر ويكون الاعتذار بطريقة خاطب العرب والمسلمين على قدر عقولهم، وهذا استخفاف بعقولنا وتنقيص من قدرنا ونحن أمه تحترم العقل وتقدر الحرية وتدعوا للتسامح والحوار ونرفض الظلم والإكراه ،هل تسمح لنفسك أن يجاريك إنسان بما تهوى لمصلحة شخصية يطلبها منك ؟ لا أعتقد أن أي عاقل يقبل بهذا الاستخفاف ، فما بالك في دين الله هل يرضاه له أحد ، إن فكرتي الإسلامية لا تسمح لي أن يستغفلني الآخرون من أجل حفنة من الريالات . إن المسلم مطالب أن يحاور الآخرين بما لديه من منهج رباني يحاورهم ليقنعهم، فان لم يقنعهم فلا يستعمل عليهم أسلوب فرض الرأي والتحجير الفكري و " رأيي صواب لا يحتمل الخطأ "وكل مظاهر التخلف الفكري و الحضاري.


إن لدينا بضاعة ممتازة ودين خالص ونقي... ولكن تسويقنا لهذه البضاعة من أسوء طرق التسويق والعرض، فنحن السبب في تشويه صورة الإسلام ونحن السبب في صد الكثيرين عن دين الله.




عازف الحروف