عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-2006, 04:04 AM   رقم المشاركة : 2
فجــر
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية فجــر
 






فجــر غير متصل



"
خفقة مطـــــر

..جالساً حد الشرفة.. ترتشف بقية الماضي.. سنة من الاشتياق واللاعودة.. تصبح كما تمسي.. تنتابك خفقة مطر عند قدوم الفجر، تقذفك ريح شمالية إلى بحر صاخب بالصفاء، ماسكاً بالقلم تستبيح عذرية الورق، ناظراً خلال النافذة، وجوه خلفها أمامها، بينك وبين ما سيأتي.. يا المختبئ في تجاعيد مياه البحيرة، المحتمل الموت عند لحظة غضب كافرة.. فاركاً عينيك مخافة انتهاء الحلم.. صورتك هناك توحي بالبقاء أسير رمادية المكان.. مخفياً ابتسامتك المغتالة حد الحزن المقدس.. متوهماً صورتها صورتهم عند ولادة اللعنة.. لاعقاً آخر الثواني قبل تمام السنة، خطواتك على جسد البداية نظرتك من على السلم الصاعد نحوها، رفعك لأصابع النصر.. يبهتون في مكانهم، ثلاثة كانوا أم أربع.. لم تبهت الصور والأوهام.. المزداد استمراراً.. وجهك الذي انتابته لحظة فرح مجرمة.. تصب بقية البرتقال في الكأس تستمر في لعبة الكلمات، لا تملك قلماً أو ورقة، تنظر إلى المرآة ترخي لصورتك العنان تصطدم ترتد تعود إلى عدد الأيام مررت بها مرت بك، مررنا بها.. صوتهم عبر أسلاك الهاتف يزداد بعداً وصوتها ما يزال شاحباً... بريدك الذاهب وراء القارة إلى أخرى يعلق برائحة عرقك الناضح في وسط أرق مضني عندما تشعر بالمزيد من الأيام المنتحرة..

دعني هنا وأترك المكان لآخر رشفة من عصير أو قضمة من حلوى.. أترك القلم يستبيح الورق.. وامنحني شبه حياة كانت أو ستكون أيها المتدفق في دمي المستنشق هوائيَّ الأخير... تخلى لي عن بقيتي.. خذ بقية الصور معك.. بلا ذكرى.. بلا وهم سابق مرهق سأحيا وأستمر.. جالساً حد المكان، مدى الزمان تتآكل بلا نقصان تذوب بلا تلاشي... مقدس هو حزنك، ارتدائك للسواد وخطيئة هو الحنين إليها.. انقضت ساعة الوصول وقبلها لم يكن هناك من هناك أما ما سيكون فأجعله يتدفق مع مطر قادم.. قد تنتهي اللعنة حينها وأعود إلى تلك الوقفة عند حلم لم يبدأ ونوم يستجدي نومه.. سأمنحك كل الحزن في الدنيا على وجه لا يعرف الحزن وسأتركك في رحيلي عند تلك الأرض تعانق اللا جدوى، أيها المتبقي من حاضري القديم المتوقف عند هذه الهنا، المتقهقر دوماً عند كابوسك الحالم وهمك الممض.. "جميلٌ أنت في المنفى.. قتيل أنت في روما..".. أترك مكاني لبقية ما في القدح من مرارة.. تتريث تمسح على جرحك وعلى شكل القلب المتشقق على صدغك الأيسر.. تمنحني ابتسامتك المقيتة وتتركني..تتركني قتيلاً.... سعيداً... وبعد...........

:


غازي القبلاوي- كاتب وطبيب ليبي







التوقيع :

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

والفراق ..
يقتحم دوماً ..
من يهاب انتظاره ..!