الســــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل وتحقيق فريد
سؤال وجيه يبحث عن نور الأجابه
استسمح منكم بعض الوقت لأجيب بعد بسم الله الرحمن الرحيم
ماهي الغيره ......؟
الغيرة هي صون العرض عما يشين ويعيب........
وعكسها الدياثه والدياثه هي ::والدياثة أن يرضى الرجل في أهله الخبث......
إن الرجل لا ينبل ولا يكرم إلا إن كان يغار على عرضه، فيصونه من التهم والمعايب، هو الذي يقدم نفسه وماله فداء لعرضه من أن يتطاول عليه لسان، أو يلغ فيه إنسان..
وإن الأمة لا تنبل ولا تكرم ولا تقوى إلا إذا كانت تصون أعراضها من الفساد، وتجنبها طريق الرذائل، وليس الأمر يتوقف عند حد النبل والكرم، بل لا يعد الرجل مؤمنا إذا فقد الغيرة على نسائه، ولاتعد الأمة مؤمنة إذا فقدت الغيرة على نسائها..
فالإيمان والغيرة صنوان، كلما زاد الإيمان زادت الغيرة، وكلما نقص نقصت، وإذا انعدم انعدمت..
وإن فقدان الغيرة من علامات النفاق، فلاتجد منافقا إلا وهو عادم للغيرة على أعراض الناس بل وعرضه، ولذا فإن المنافقين دوما يحبون أن تشيع الفاحشة في الأمة، فهم يحبون تبرج المرأة وسفورها واختلاطها بالرجال، يحبون انتشار الزنا والخنا، ويدعون إلى ذلك بتزيين طرائقه، وفتح أبوابه، تارة بالتلميح، وتارة بالتصريح إن استطاعوا، قال تعالى:
{ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة، والله يعلم وأنتم لاتعلمون}..
والكفر والدياثة صنوان، ولذا قال رسول الله: (لايدخل الجنة ديوث)، أي الذي لايغار على عرضه ـ انظروا كيف لايغارون على أعراضهم، يرضى أحدهم لزوجته أن يستمتع بها أي صاحب أو غير صاحب!! لتعلموا أن المرء إذا عدم الغيرة على نسائه فالبهائم خير منه، فإن بعضها تقاتل دون إناثها إذا تعرض لها معتد..
(((((((..........وحدود الغيرة واسعة.........))))))))
وليست الغيرة حد صون العرض من الزنا فحسب، بل صونه كذلك من أن يطلع على محاسنه رجل غريب، أو أن يخلو به، أو أن يحادثه أو أن يمس شيئا من بدنه..
فكل رجل مؤمن غيور:
لا يرضى لنسائه أن يظهر منهن شيئا من المحاسن ولو كان ظفرا..
ولا يرضى بأن يختلي بهن أحد، لا سائق ولا طبيب ولا ممرض..
ولا أن يحادثن أحدا إلا لضرورة، من وراء حجاب، دون لين في الكلام أو تكسر.0.
وإن الغيرة لا تقف عند صون المرء عرضه فحسب، بل:
تملي عليه أن يصون أعراض الناس، فلا يمد نظره إليها، ويحفظ لسانه ويده وفرجه من الاعتداء عليها..
وتملي عليه أن لا يرضى أن يعتدى على عرض مسلمة بأي طريقة كان، وهو ينظر أو يسمع، فالغيرة تحمله على نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم، والغيرة تحمله على نصح كل امرأة متبرجة سافرة..
فالغيرة إذن:
صون الرجل عرضه وعرض غيره من المؤمنين، من كل أنواع الاعتداء..
هذه هي حدود الغيرة:
فمن أنقص منها شيئا، فقد نقص من إيمانه بقدر ذلك، فإن تركها جميعا، انخلع من إيمانه جميعا ولابد.
((....إن قضية الغيرة من قضايا الدين الكبار، وقواعده العظام....))
لما نزل قوله تعالى:{ والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة}،
قال سعد بن معاذ: " يا رسول الله! إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة؟!!!!!
والله لأضربنه بالسيف غير مصفح.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من غيرة سعد؟، لأنا أغير منه، والله أغير مني". (أصله في صحيح البخاري، النكاح، باب الغيرة)
ثم نزلت آية الملاعنة بين الزوجين..
لم يكن سعد أغير من رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذي تحمل الأذى والمكائد والحصار من أجل إقامة الشرع الذي يكفل للناس كرامتهم، ويضمن لهم العفة والطهر، ويحيي في قلوبهم الغيرة، جاهد بنفسه وأهله وماله، وخرج تاركا أرضه وبلاده، ليقيم دين الغيرة وصون العرض..
وإذا كانت غيرة سعد قد قصرت على زوجه، فإن غيرة رسول الله امتدت إلى الأمة جميعها، فرضي أن يعيش حياة الحرمان والزهد والتعب والجهد، من أجل أن ينعم الناس جميعهم، في حياة مليئة بالأمن والطمأنينة على أموالهم وأعراضهم، فقد كان من أعظم ما يهم المرء في ذلك الحين عرضه، من زوج وبنت وأخت وأم، وكم كان يخاف عليهن من السبي والإذلال والفجور، فجاءت دعوة رسول الله فحفظت وصانت أعراض الناس، فعاش الناس لايخافون إلا الله، وأمنت النساء خديعة وظلم المجرمين..
أليس رسول الله هو أغير الجميع؟..
هذا والله سبحانه أغير من رسول الله، ولأجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ومن غيرته سبحانه أنه أرسل الرسل وأيدهم لتدعوا الناس إلى دين العفة والطهر والأخلاق الفاضلة، وتوعد من ارتكب شيئا من المنكرات بالعقوبة في الدنيا والآخرة، قال عليه الصلاة والسلام:
( والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته) البخاري..
وقال: (ما أحد أغير من الله، ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن)..
ولولا غيرة الله على محارم عباده لعاش الناس حياة البهائم، ولربما كانت البهائم أكرم منهم! وإن من غيرته سبحانه أنه أذن لعبده أن يموت دون عرضه، ولو قتل فإنه شهيد، فقال رسول الله :
( من قتل دون عرضه فهو شهيد)..
((.. إن الغيرة تنمو بالرعاية، وتموت بالإهمال والتهاون في الصغائر.. ))
وإنه لأمر خطير حقا أن يرضى الرجل لامرأته أن تنظر عورات الرجال..
وإنه لمن قلة الغيرة أن يجتمع الأب مع بنيه وبناته على فلم هابط يرون تفاصيله التي لا تخفاكم دون حياء أو خجل..
وإنه لمن قلة الغيرة أن يدع الرجل أهله يحادثن الرجال باعة كانوا أو غير ذلك وهو منزو في بيته أو في سيارته ينتظر فراغهن..
وإنه لمن قلة الغيرة أن يأذن الرجل لنسائه أن يظهرن الوجه أو اليدين أو القدمين، ولعل بعضهم إلى الغفلة أقرب..
وإنه من قلة الغيرة أن يأذن الرجل لوليته أن تعمل مع الرجال، مهما كان العمل ساميا..
وإن من قلة الغيرة أن يأذن لحرمه أن يسافرن بلا محرم، سواء كان لأجل العمل أو النزهة، وأخيرا ..
هدى الله هذه الأمة، ورزقها الغيرة، وجنبها الحيرة.
هذا ما رأيت وجوب كتابته وسرده عن موضوع الغيره والتي هي من الفطره ........
كما أنني أأسف على الأطاله
والله من وراء القصــــــد
أخوكم ومحبـــــــكم
ضحيــــــة صمــــــــــت
المملكه العربيه السعوديه
الرياض