السلام عليكم..
اخي العزيز ** عاشق الوهم **
الصراحه مشكور على الموضوع الرائع
بارك الله فيك ويعطيك الف عافيه
بعد ان انتصر رسول الله صلى الله عليه وآله على يهود المدينة
المنورة من دون قتال، أمرهم بالجلاء عنها إلى بلاد
الشام وغيرها. وبذلك تخلصوا من عذاب مترقب على أيدي
المؤمنين المنتصرين، ناهيك عما ينتظرهم من عذاب في الآخرة.
قال الله تعالى: (ولو لا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم
في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار).
وقد يسأل البعض: هل كتب الله عليهم الجلاء،
ونفذ المسلمون حكمه فيهم لمجرد كونهم يهود،
كما يزعم الصهاينة الحاقدون، ليملأوا صدور يهود العالم
بالعداء والحقد عبر إعلامهم المضلل ومناهجهم
التربوية المنحرفة ضد الإسلام والمسلمين؟!
كلا؛ إنما الذي حدث كان نتيجة خيانتهم العهد،
ومحاربتهم الله ورسوله.
قال الله تعالى: (ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله)
أي وقفوا قبالتها على شق آخر، ناصبين أنفسهم للحرب ضدها،
ضاربين عرض الحائط كل المعاهدات.. إلى هذا الحضيض
بلغت العنصرية ونظرة التأليه للذات باليهود، أنهم يعطون
لأنفسهم الحق في محاربة الله وأوليائه، ونقض العهد متى
شاءت أهواؤهم، لأنهم وهم يعتبرون أنفسهم أبناء الله
وشعبه المختار؛ يرون أنفسهم فوق الحق والدين، وان لهم الرأي والتصرف المطلق في كل أمر.
وهذه صفة كل من تتضخم ذاته عنده؛ أوليس اليهود
يزعمون بأنهم النخبة، وان كل الناس خلقوا لخدمتهم؟!
ثم أليسوا هم الذين قالوا: (ليس علينا في الأميين سبيل)؟!
قال الله تعالى: (وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم
عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على
من يشاء والله على كل شيء قدير* ما أفاء الله
على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول وذي القربى واليتامى
والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم).
والمؤمنون مطالبون بالتفكر في هذا الجانب من تاريخهم والاعتبار به،
فإن ذلك يعمق فيهم المعرفة بربهم، ويؤكد لهم سلامة خطهم،
ويعطيهم الثقة بدينهم وبأنفسهم؛ وكيف تعرف
الهزيمة أمة تتيقن بأنها مؤيدة لإرادة الله المطلقة؟
بلى؛ ان الأمم وكذلك الكثير من الحركات في التاريخ
انهزمت وتراجعت حينما ضعف إيمانها بالغيب،
وهي تخوض صراعا قاسيا، وغير متكافئ
ماديا مع الأعداء؛ فلنعي ذلك
تحياتي وتقديري لك