* الماء *
قال تعالى : ( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زيدا رابيا , ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله , كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء , وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض , كذلك يضرب الله الأمثال )
شبه الله في كتابه العزيز الماء بالايمان والزبد بالكفر .. لماذا ؟
أولا : الماء يزيل النجاسة عن الثوب ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) ( وثيابك فطهر ) فكذلك الايمان يزيل نجاسة الكفر والمعصية عن القلب قال عليه الصلاة والسلام : الاسلام يجب ما قبله .
ثانيا : ان الله تعالى سمى الماء المنزل من السماء رحمة فقال ( وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ) وسمى القرآن رحمة فقال ( وهدى ورحمة للمؤمنين ) وجعل الايمان رحمة وسببا للرحمة فقال ( كتب في قلوبهم الايمان ) وقال كتب ربكم على نفسه الرحمة ) .
ثالثا : أن الله تعالى سمى القرآن مباركا فقال : ( وهذا ذكر مبارك أنزلناه ) وقال في الماء : ( ونزلنا من السماء ماء مباركا ) .
رابعا : كما أن الله تعالى اذا أنزل المطر من السماء لم يقدر أحد على دفعه , فكذلك لما أنزل القرآن من السماء لم يقدر أحد على دفعه وادخال الباطل عليه ( وانّه كتاب عزيز , لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) .
* الحبل *
قال الله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) شبه الله الحبل بالايمان ..
لماذا يا ترى ؟
أولا : أن من أراد أن يصعد من الأسفل الى العلو , وخاف من الانزلاق , فإذا تمسك بحبل أمن من ذلك الخوف . فالعبد اذا أراد أن يصعد من سفل البشرية الى عالم الجلال والكبرياء , وخاف أن ينزلق قدم عقله , فإذا تمسك بالقرآن أمن منه .
ثانيا : أن الأعمى إذا أراد الذهاب إلى موضع , فإن كان بين مكانه وبين ذلك الموضع حبل ممدود , وتمسك بذلك الحبل ذهب فارغا من كل خوف , فكذلك العقول البشرية كالأعمى في سلوك سبيل التوحيد والمعرفة , فإذا تمسكت بالقرآن أمنت من الخوف .
ثالثا : أن من سقط في البئر فطريق تخليصه أن يرسل اليه حبل حتى يتعلق به ويصعد , وينجو من المهالك , فالأرواح البشرية وقعت في هاوية عالم الأجسام , فالملك الرحيم أرسل اليها حبل القرآن , فمن تعلق به وصعد نجا , ومن لم يتعلق به ففي بئر الظلمات وقع وكان من الهالكين
* التراب *
قال الله تعالى : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) سورة الأعراف
شبه الله تعالى الايمان بالتراب والسبب ..
أولا : أن التراب ذو أمانة , من أودع فيه شيئا سلم اليه أضعافا قال الله تعالى : ( في كل سنبلة مائة حبة ) فكذا المؤمن إذا عمل عملا سلم اليه أضعافا ذلك العمل يوم القيامة قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصّابرون أجرهم بغير حساب ) سورة الزمر
ثانيا : من خاصية الأرض أنها يطرح عليها كل قبيح ويخرج منها كل مليح فكذا أرض الايمان يطرح عليها قبائح الكفر والذنوب ثم يخرج منها ثمرات المغفرة والرحمة والرضوان : ( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) سورة الفرقان
ثالثا : من خاصية الأرض أنها كالأم الحاضنة لك فهي كالمهد قال الله تعالى : ( ألم نجعل الأرض مهادا ) سورة النبأ . وكالخزانة لك ( خلق لكم ما في الأرض جميعا ) سورة البقرة . وكالأم المشفقة عليك : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) سورة طه .
فكذا الايمان منه يحصل جميع منافعك في الدنيا والعقبى ..