عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2006, 01:51 AM   رقم المشاركة : 4
اخو هدلا
( وِد لامِـــع )
 
الصورة الرمزية اخو هدلا
 






اخو هدلا غير متصل



مساحات الصمت زادت على مساحات الحوار. كنا لا نكف عن الكلام. وكان الكلام هو وسيلتنا لتبادل أفكارنا ومشاعرنا. وكان يقول لي: إن أشد ما يمتعه هو أن يستمع لصوتي ناقلاً أفكاري معبراً عن عواطفي. كان يدمن تحاوراتنا. كان يقول لي: إن ذلك لا يقل متعة عن اقترابنا الكامل، ذروة اللذة تحتاج عقله. كانت تعجبه أفكاري وآرائي، كان يرى فيها إبداعاً وفناً جميلاً وعمقاً. وكان يبادلني الحوار بنفس الحماس، وكنت أتلذذ بسماع صوته. كان أيضاً لا يكف عن الكلام نتكلم في أي شيء: علم، ثقافة، سياسة، مشاكلنا، أحلامنا، حبنا، أولادنا. كان يثري أفكاري بل ويثري روحي أيضاً، وكان هذا في نظري دليل، الاهتمام الكامل المتبادل ولذلك كانت تنتابني لحظات توتر حينما كان ينقطع الحوار دقائق، كان الصمت يقلقني. كان الافتراض الطبيعي عندي هو أننا يجب ألا نكف عن الكلام أبداً مادمنا معاً وجهاً لوجه، لحظات الصمت الوحيدة كانت حينما نجلس نقرأ قبالة بعضنا البعض. ولكننا كنا نقطع هذا الصمت عشرات المرات حول ما كنا نقرأ، ولذلك كان من المستحيل أن يؤدي عملاً متكاملاً بتركيز وأنا معه.
هكذا كنا ولسنوات قليلة.
ثم بدأت مساحات الصمت تزيد تدريجياً ويقل الحوار تدريجياً. وتحتضر الكلمات.







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



شكرا للاخت فوق الغيوم ع الاهداء