عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2003, 10:35 PM   رقم المشاركة : 1
روعة شموخ
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية روعة شموخ
 





روعة شموخ غير متصل

تداعي الجسد لإصابة عضو من أعضائه ...

ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( عن النعمان ابن بشير رضي الله عنه ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ... ))
في هذا الحديث الشريف هل وصف النبي صلى الله عليه وسلم أمرا لم يكن يعرفه أهل العلم في زمنه ؟! نقول نعم لا في زمانه ولا بعد زمانه ولا بعد زمنه صلى الله عليه وسلم لا بقرن ولا بعشرة قرون أو ثلاثة عشر قرنا بل بعد أكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان ، فالحديث يخبر بحدوث شكوى للعضو المصاب على الحقيقة لا على المجاز فهل حقا يشتكي العضو على الحقيقة ؟ وكيف يشتكي العضو بلى لسان ؟ وهل كان الناس يفهمون إن الشكوى على الحقيقة ؟إن من يقرأ حقيقة ما كشفه العلم من انطلاق نبضات عصبية حسية من مكان الإصابة والعضو المريض إلى الدماغ والى مراكز الحس والتحكم الغير إرادي وانبعاث مواد كيماوية وهرمونات من العضو المريض وبمجرد حدوث ما يتهدد أنسجته ومع أول قطرة دم تنزف أو نسيج يتهتك أو ميكروب يرسل سمومه بين الأنسجة والخلايا تذهب هذه المواد إلى مناطق مركزية في المخ والأعضاء المتحكمة في عمليات الجسم الحيوية . إن من يعرف هذه الحقيقة لا يستطيع إلا أن يصفها بأنها شكوى على الحقيقة لا على المزاج أليست هي إخبار وإعلام وإستغاثه من ضرر ونازلة ألمت بالشاكي ... ولمن تكون الشكوى لغة ؟ أليست توجه للجهة التي يظن أنها تتحكم في مجريات الأمور وتملك من الإمكانات ما تنقذ به الشاكي وترفع عنه ما ألم به وما نزل به من ضرر ؟ ان الساعد الأيمن إذا أصيب بالمرض فأنه لا يوجه شكواه إلى الساعد الأيسر أو إلى الرجل اليمنى لأنها لا تملك توجيه وظائف الجسم لمواجهة المرض وإنما تنطلق النبضات والإشارات والهرومنات إلى المراكز الحيوية بالدماغ وهي التي تملك توجيه سائر الجسد لإغاثة العضو المشتكي ، وإذا اشتكى العضو تداعى له سائر الجسد لشكواه والتداعي يحدث لمجرد الشكوى فان لم توجد شكوى لو يوجد تداعي ( إذا اشتكى .......تداعى ) وفي الحديث الشريف إعجاز فقهي فهو يخبرنا بالكيفية التي ينبغي أن يمون عليها المسلمون في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم فمن أراد أن يفقه إلى أي مدى يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من من المسلمين أن يتوادوا ويتعاطفوا ويتراحموا فعليه أن يسأل علماء الطب والجسم البشري وأن يبحث وينظر كيف يفعل الجسد الواحد وبمقدار ما يعلم من تفاعل الجسم البشري ويتأمل فيها بمقدار ما يفقه مقصد الشريعة وأمرها ومقدار التعاطف والتراحم المطلوب من المؤمنين وصدق الله العظيم إذ يقول : ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) . ومن العجيب أن يستخدم العلماء الغربيون اسما

للجهاز العصبي الذي يتفاعل في حال تعرض الجسم للخطر والمرض بلغتهم وصفوا به حقيقة ما يفعله هذا ) sympathetic )) النظام والجهاز وهو

فكانت ترجمته الحرفية : المتواد ، المتعاطف ، المتراحم وهو عين ما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ( توادهم ، تعاطفهم ، تراحمهم ) فسبحان الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وأيده صلى الله عليه وسلم بالأيات البينات وجوامع الكلمات والعلم المعجز إلى قيام الساعة قال تعالى ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ))

انتهى الموضوع ...
اخترت هذا الموضوع من مجلة قيمة احبها كثيرا اسمها ( مجلة الاعجاز ) وللأسف فإن تواجد هذه المجلة نادر
اللهم اني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك مما لا أعلم ....
تقبلوا تحيات أختك
يالله استودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه






التوقيع :
شموخ في زمن الإنكســــــار00
قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
( إن الله معي فمن يستطيع أن يكون ضدي )