عرض مشاركة واحدة
قديم 27-08-2006, 02:02 AM   رقم المشاركة : 3
الـحجاز
( ود فعّال )
 







الـحجاز غير متصل

من إحدى رسائل هذا المعلم شرحه لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب )
قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟!
قال: ( مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما قرّب ، قال: ليس عندي شيء أقرّب ، قالوا له : قرّب ولو ذباباً، فقرب ذباباً، فخلوا سبيله، فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب، فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل، فضربوا عنقه فدخل الجنة ) رواه أحمد .
هذا هو الأب .. فمن هي فاطمة ابنته ؟
إنها فاطمة بنت الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان آل مشرّف ..
ولدت في بيت علم .. فكانت نعم التلميذة العالمة العاملة ..
" ولدت فاطمة في أوائل القرن الثالث عشر الهجري، واتجهت إلى طلب العلم مقتدية بوالدها الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي غرس في أبنائه الحرص على التحصيل العلمي، فكان البيئة التي عاشت فيها أثرها الواضح في نشأتها ، واكتسبت حصيلة علمية جيدة نشرتها بين الناس..
فكانت تقوم بتدريس النساء والرجال، وإذا كان تدريسها للنساء متوقعاً ومعروفاً فإن تدريسها للرجال كذلك، نستدل عليه مما يروى أنها كانت تجلس لطلاب العلم وتجعل بينهم وبينها سترة أثناء التدريس .

فاطمة المهاجرة :لقد هاجرت فاطمة بعد سقوط الدولة السعودية الأولى مثل بقية أفراد أسرتها من آل الشيخ – رحمه الله – فراراً بدينها :
" كانت فاطمة من بين هؤلاء حيث خرجت مع ابن أخيها علي ابن حسين .
ويبيّن عثمان بن عبدالله بن بشر أن علي بن حسين كان في منتصف صفر 1235هـ/ الأول من ديسمبر 1819م في رأس الخيمة، حين قدم إليها البريطانيون بحملتهم الثالثة على القواسم فهرب منها.

في حين يبيّن هاري سنت جون فيلبي H. St . John Philby أنه خرج من الدرعية إلى قطر ومنها توجه إلى عمان.
وأما عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ فيقول : إن علي بن حسين هرب إلى عمان وقطر وأقام فيها، ويظهر من كلام آل الشيخ أن علياً ذهب إلى عمان ثم قطر التي أقام فيها . وهو على عكس رأي فيلبي.
ويذكر حمد الجاسر : أن فاطمة انتقلت إلى عمان مع علي بن حسين بعد سقوط الدرعية.

وفي اعتقادنا أن علي بن حسين ومعه فاطمة توجها بعد خروجهما من الدرعية إلى رأس الخيمة نظراً للارتباط السياسي الذي كان قائماً بين الدرعية ورأس الخيمة، إذ كان القواسم من الناحية السياسية تابعين للدولة السعودية الأولى، وبعد هجوم البريطانيين عليهم (أي القواسم) خرج علي بن حسين ومعه فاطمة إلى عمان، ولذلك سميت فاطمة ب "صاحبة الهجرتين "، وفي اعتقادنا أيضاً أن هذه التسمية أطلقت عليها لخروجها إلى رأس الخيمة مقصداً لهجرتها الأولى، ثم إلى عمان مقصد هجرتها الأخرى.

وفي عمان عملت فاطمة على نشر العقيدة السلفية بين العمانيين طوال فترة إقامتها هناك، وعندما استقرت أحوال نجد بتأسيس الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله (1240- 1249 هـ/1834-1825م) عادت إلى الرياض مع ابن أخيها " اهـ .
يا لها من هجرة وفرار من أجل الدين .. وثبات على العقيدة .. ورسوخ في الإيمان .. وصدق في اليقين بالله ..
الغربة وآلامها والحنين إلى أرض الأجداد ومهد الطفولة .. ما منعت فاطمة بنت الشيخ محمد من طلب العلم .. بل والتفرغ للدعوة إلى توحيد الله في دار هجرتها .. فكانت بفضل الله وتوفيقه أحد عوامل انتشار الدعوة السلفية في عمان بسعيها واجتهادها وإصرارها لنصرة ربها تبارك وتعالى .. مثل ما كان والدها – رحمه الله – منار إحياء عقيدة ونهج محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بإحسان من السلف الصالح في الجزيرة .