عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2002, 09:47 AM   رقم المشاركة : 2
الأشواق
( ود متميز )
 







الأشواق غير متصل

فضل عشر ذي الحجة


( 1 ) في فضل عشر ذي الحجة


* من فضائل عشر ذي الحجة أن الله تعالى أقسم بها جملة ، وببعضها

خصوصا ً . قال الله تعالى { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ }. وإنما أقسم

الله تعالى بمخلوقاتها لأنها تدل على بارئها ، وللإشارة إلى فضيلتها ومنفعتها

؛ ليعتبر الناس بها .. وقد ذهب المفسرون إلى أن الفجر أريد به فجر أول يوم من

عشر ذي الحجة . وقيل : بل أريد به فجر آخر يوم منه ، وهو يوم النحر . وعلى

جميع الأقوال ، فالعشر يشتمل على الفجر الذي أقسم الله به . وأما " الليالي

العشر " فهي عشر ذي الحجة ، وهو ما عليه جمهور المفسرين من السلف

وغيرهم ، وهو الصحيح عن ابن عباس . قال الحافظ ابن حجر في الفتح [ وأخرج

النسائي من حديث جابر رفعه قال : " العشر عشر الأضحى ، والشفع يوم

الأضحى ، والوتر يوم عرفة " ] وقال أيضا [ وللحاكم من حديث ابن عباس

قال : .." وليال عشر " .. عشر الأضحى ] .


* ومن فضائل هذه الأيام : أنها الأيام العشر التي أتمها الله تعالى لموسى عليه

الصلاة والسلام ، والتي كلم الله تعالى موسى في تمامها ، والتي كانت مرحلة

إعداد وتهيئة لمرحلة جديدة في تبليغ رسالة الله ودعوته ، وذلك في قول الله

تعالى : { وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ

لَيْلَةً } .


ـ قال ابن كثير " فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة ، والعشر هي ذي

الحجة ، قاله مجاهد ومسروق وابن جريج وروي عن ابن عباس وغيره . "


ـ يقول الأستاذ سيد : " لقد انتهت المرحلة الأولى من مهمة موسى التي أرسل

لها . انتهت مرحلة تخليص بني إسرائيل من حياة الذل والهوان والنكال والتعذيب

بين فرعون وملئه ، وإنقاذهم من أرض الذل والقهر إلى الصحراء الطليقة !؟ ،

ولكن القوم لم يكونوا بعد على استعداد لهذه المهمة الكبيرة . مهمة الخلافة في

الأرض بدين الله ..... وكانت هذه المواعدة إعداداً لموسى فسه ، كي يتهيأ في

هذه الليالي للموقف الهائل العظيم ، ويستعد لتلقيه ، وكانت فترة الإعداد ثلاثين

ليلة ، أضيفت إليها عشر ، فبلغت أربعين ليلة ، يروض موسى فيها نفسه على

اللقاء الموعود ، وينعزل فيها عن شواغل الأرض ليغرق في هواتف السماء ،

ويعتكف فيها عن الخلق ليستغرق فيها في الخالق الجليل ، وتصفو روحه وتشف

وتستضيء ، وتتقوى عزيمته على مواجهة الموقف المرتقب وحمل الرسالة

الموعودة .... " .


ـ وكأن المعني بهذا الكلام كل داعية يبتغي إعادة الرسالة إلى الأرض ، وكل

مسلم ينشد تهيئة روحه لما هو آت ، والله أعلم بما هو آت !! ، . وكأن الخوف من

تقلبات النفس التي تمثلت في بني إسرائيل ، كأنها خطر داهم يحرص على

تفاديه كل من أراد النجاة من عقبات اليوم الآخر وعقوباته .


ـ ولا يكون العيش مع النصوص القرآنية بمعزل عن الواقع ، فلا يقف فهم النص

على بيئة بني إسرائيل التي خرجوا منها وفروا من فرعون وجنده ، ولا على

مصر فرعون أو فرعون مصر ، ولا على صحراء سيناء .....؛ وإنما النص القرآني

يهيمن على كل بيئة مشابهة ، وحال مقارب ، وظرف مماثل ، ونفس أمّارة بالسؤ

، ومحبة للدعوة والراحة ، غير سالمة من آفات البيئة القديمة ، وما فيها من معان

سلبية بالية ، ولو على مستوى النظر والاعتبار ، وإذا كان الله سبحانه قد أنزل

على بني إسرائيل المن والسلوى إذ هم في الصحراء ، فإن صحراء القلوب

لتحتاج إلى مِنة من الله تعالى أن ينزل عليها اليقين والصبر والثبات والصدق في

جميع الأمر ، فيغتنم المؤمن أوقاتاً كانت لإعداد غيره ، عله يناله منها بعض

إعداد ... وهو فضل الله يؤتيه من يشاء .. والله واسع عليم .


* و " عشر ذي الحجة " هي ذات الأيام التي أكمل الله الدين لمحمد عليه الصلاة

والسلام ، وذلك في قوله تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ

نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ } . وهي أكبر النعم ، وقعت يوم عرفة من

هذه الأيام المباركة ، نعمة أكمال الدين ، فلا يحتاج زيادة أبداً ، وقد أتمه الله

فلا ينقصه أبدا ، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا ، وإنما مدار الأمر على مدى

تمسك المسلم بهذا الدين ، وإن تبدلت به الأحوال وتغيرت عليه الأوطان .


ـ ذكر ابن كثير في تفسيره : ـ لَمَّا نَزَلَتْ " الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ" وَذَلِكَ يَوْم

الْحَجّ الْأَكْبَر بَكَى عُمَر فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : مَا يُبْكِيك ؟ قَالَ :

أَبْكَانِي أَنَّا كُنَّا فِي زِيَادَة مِنْ دِيننَا فَأَمَّا إِذَا أُكْمِلَ فَإِنَّهُ لَمْ يُكْمَل شَيْء إِلَّا نَقَصَ

فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقْت . وَيَشْهَد لِهَذَا الْمَعْنَى الْحَدِيث الثَّابِت " إِنَّ

الْإِسْلَام بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" .


ـ وهذا سيد يبدع من جديد ، ويحثنا على أن نقف مع هذه الحادثة بوقفات ثلاث :

فيقول : " إن المؤمن يقف أولا : أمام إكمال هذا الدين ، ويستعرض موكب الإيمان

، وموكب الرسالات ، وموكب الرسل ، منذ فجر البشرية فما يرى ؟.. يرى هذا

الموكب المتطاول المتواصل ، موكب الهدى والنور ، ويرى معالم الطريق على

طول الطريق ... ويقف المؤمن ثانياً : أمام إتمام نعمة الله على المؤمنين ، بإكمال

هذا الدين ، وهي النعمة التامة الضخمة الهائلة التي تمثل ( مولد الإنسان ) في

الحقيقة ... ويقف المؤمن ثالثاً : أما ارتضاء الله الإسلام ديناً للذين آمنوا .. يقف

أمام رعاية الله سبحانه وعنايته بهذه الأمة ، حتى ليختار لها ديناً ويرتضيه ..

وهو تعبير يشي بحب الله لهذه الأمة ورضاه عنها ، حتى ليختار لها منهج

حياتها ، إن ارتضاء الله الإسلامَ ديناً لهذه الأمة ، ليقتضي منها ابتداء أن تدرك

قيمة هذا الاختيار ، ثم تحرص على الاستقامة على هذا الدين ، جهد ما في

الطاقة من وسع واقتدار ... " .



ـ يوم يعيش المرء لأمته تلمس هذه الكلمات جوانح نفسه وتدفعه دفعاً إلى أن

يكون صاحب اهتمام كبير ... ويوم يعيش المرء بعيداً عن الأمة جسداً يبعد عنها

روحا ً ، وما ثمة غير انشغال بدفع ضِر أو جلب خير حفاظاً على دين من مساس ،

وهي الذكرى تنفع المؤمنين ، فتعيد كلماتي هذه بعض أحوال عاشها المرء منا

، يوم أن كان يحمل هم أمته ، أيام عشر ذي الحجة هي خير تذكار ووقت

للتزود .


* ومن فضائل " عشر ذي الحجة " أنها خاتمة أشهر الحج ، وفيها تقع مناسك

الحج ، الحج الذي يغفر الذنوب ، ويجرد المرء من خطاياه كيوم ولدته أمه ، قال

ابن رجب : " لما كان الله تعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنيناً إلى مشاهدة

بيته الحرام ، وليس كل أحد قادراً على مشاهدته في كل عام ، فرض الله تعالى

على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ، وجعل موسم العشر مشتركاً بين

السائرين والقاعدين ، فمن عجز عن الحج في عام قَدَرَ على عمل ِ يعمله في

بيته ، فيكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج . " .


تذكر .... ما قدمه لك الإمام البخاري :


‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ ‏: ( ‏مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي

هَذِهِ قَالُوا وَلَا الْجِهَادُ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ ‏‏ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ ‏ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ

يَرْجِعْ بِشَيْءٍ ) .


ـ لـيال العـشـر أوقـات الإجـابة ـــــــ فـبادر رغبـة تـلحـق ثـوابـه

ألا لا وقـت للــعـمـــــال فــيـه ــــــــ ثواب الخير أقرب للإصابة

من أوقات الليالي العشر حقاً ــــــــ فـشمـر واطـلبن فيها الإنابة







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


نادراً تلتقي اشخاصً في غاية الروعة ... خلقاً وأدباً وثقافة ،،،،،،
لاتمل مجالستهم العامرة وأحاديثهم المنسابة في القلوب ..
نعجب بهم اعجابً ليــــس له حدود (مع انفسنا) ..
نحاول ان نعبر لهم بطريقة او بأخرى عن مانكنه لهم .. فتخون الكلمات
...يعجز اللسان عن التعبير ،،،،، فنكتفي بالسكوت :
ننظر إلى احلى وأجمل ماعلى الأرض لنقتطف منه شيئاً ينطق عليه صمتنا ....
فلا نجد لهم ثمناً في ذلك القليل .. ننظر الى السماء وزخارفها .. علنا نشاهد شبيهاً ،،،
يظلون الأجمل والأبهى في عيوننا ..اولئك... لهم في قلوبنا جم الحب والاحترام والتقدير ...
ليس ممقدورنا ان نعبر عن إعجابنا واحترامنا مهما قلنا او وصفنا ..
(إلا) بنظراتنا وتصرافاتنا العفوية البسيطة ..علها تقول عما عجز عنه اللسان .. وظل حبيساً في قلوبنا (إلى الأبـــــــــد)