10
9
8
7
6
اللعنة الخامسة عشر: مفكرة الإسلام: ذكرت تقارير صحفية أن لجنة أمريكية، تضم عشر شخصيات بارزة، ستعكف على تقييم سياسات إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق والتطورات السياسية والاقتصادية في البلد المحتل. وقالت صحيفة (سياتل بوست إنتليجنسر)، نقلاً عن (الأسوشيتد برس)، أن الدراسة طلبها الكونجرس الأمريكي، وسيتم الإعلان عنها اليوم الأربعاء في الكابيتول هيل (مقر الكونجرس) من قبل وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، أحد أعضاء اللجنة، ولي هاميلتون، نائب رئيس لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر.
وأضاف التقرير "أن تشكيل هذه اللجنة يأتي في الوقت الذي تسود فيه حالة متزايدة من الضجر داخل الكونجرس إزاء الفاتورة البشرية والمالية لسياسات إدارة بوش في العراق، والالتزام غير المحدد للإدارة بالاحتفاظ بقوات أمريكية هناك في ظل تصاعد العنف الطائفي وهجمات المقاومة العراقية. 15مارس 2006م. اين المفر يا تارك الصلاة؟ هاهو الكونغرس يشكل لجنة حكماء لوضع خيارات إنقاذ أمريكا من ورطة العراق، فالرئيس الممسوس بخبال انه يتلقى أوامره من ربه لن يتراجع، لذلك وجد الكونغرس مخرجا يقوم على تولي لجنة حكماء تقديم (ستراتيجية الخروج) من العراق وإقرارها لتصبح (سياسة وطنية عامة) توفر لبوش مسوغا لعدم إغضاب ربه، فيتخلص من لعناته لكنه لن يتخلص من لعنة العراق.
اللعنة السادسة عشر: عمان - بترا- نسبت صحيفة (الغارديان) البريطانية لضابط أميركي رفيع المستوى قوله أن القوات الأميركية عندما تنسحب من العراق لن تبقى قواعد عسكرية هناك.
ونقلت الصحيفة في عددها الصادر أمس عن القائد الاستراتيجي البارز في القيادة المركزية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) والمسؤول عن "منطقة الشرق الأوسط" مارك كيميت قوله إن الوضع في العراق لن يكون مشابها لما يحدث حتى الآن في ألمانيا أو اليابان حيث توجد قواعد عسكرية أمريكية في البلدين منذ أكثر من 60 عاماً. وقالت الصحيفة أن كيميت الذي كان يتحدث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن أكد أن القواعد الجوية الأميركية الأربع الضخمة في العاصمة العراقية بغداد لا تعني بأي حال من الأحوال أن القوات الأميركية ستبقى في العراق لفترة طويلة، موضحاً أن تلك القواعد سوف تسلم إلى القوات العراقية بعد الانسحاب الأميركي الذي تحاشي تحديد موعده. وأوضح كيميت أن هناك استراتيجية أميركية تهدف إلى إعادة تمركز القوات الأميركية في منطقة تمتد من مصر في الغرب إلى باكستان في الشرق وكازخستان في الشمال إلى اوغندا في الجنوب. ونقلت الصحيفة عن القائد العسكري الأميركي قوله أن الولايات المتحدة تعلمت من الأخطاء التي ارتكبتها في السابق ولذلك فأنها في المستقبل ستكون أكثر حرصا في التعامل مع حضارة شعوب منطقة الشرق الأوسط. وردد ما يقوله القادة العسكريون البريطانيون بأنه من الضروري الآن أن تكسب الولايات المتحدة قلوب وعقول شعوب المنطقة وأضاف "ان البنتاجون يشكل الآن وحدة عسكرية خاصة ستكون مهمتها فهم الشرق الاوسط". - (الجارديان البريطانية 8 – 2 – 2006) نقلا عن صحيفة (الرأي) الأردنية.
هل تذكرون كيميت؟ انه احد جنرالات أمريكا في العراق حتى عام مضى، ولذلك فهو يعرف ما هي حقيقة العراق وكم لعنة نزلت على راسه عند عمله فيه، خصوصا في سامراء البطلة. كيميت يقول ان العراق ومقاومته الباسلة قد بخرت احلام بوش والمحافظون الجدد الذين ارادوا ان يكون العراق انموذجا يحتذى به في الشرق الاوسط، كما قال بوش وغيره، بعد زرع ديمقراطية ابو غريب فيه، وكان هؤلاء يتحدثون عن البقاء في العراق نصف قرن على الاقل، وقرروا اقامة 14 قاعدة دائمة فيه! ماذا يقول الان كيميت؟ انه يقول لقد علمنا شعب العراق الادب ورسم لنا حدود تصرفنا واقنعنا بعدم اقامة قاعد دائمة فيه، وأجبرنا على تشكيل وحدة خاصة لدراسة "الشرق الاوسط" بعد ان واجهوا كارثة ولعنة الفشل في العراق.
اللعنة السابعة عشر: في مقابلة تلفزيونية لشبكة (أن بي سي) الأمريكية يوم 27 كانون الثاني صرح البليونير الأمريكي جورج سوروس انه قلق جداً من الحالة السياسية لعالمنا الحاضر. إن القوة المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية آخذة في التقلص. إن أمريكا تهزم الآن في العراق، وأنها فقدت هيبتها، ولهذا نرى أن هناك فراغ وفوضى الآن في العالم وهذا مما جعل من هذا الفراغ أن تستغله ايران لصالحها وتدفع للإمام مشروعها النووي التسليحي. إن ايران هي المنتصرة الوحيدة من الحرب على العراق (شبكة البصرة) 29 كانون الثاني 2006).
سوروس يعترف بهزيمة أمريكا على يد المقاومة العراقية ويحذر بصوت عال من مغبة عدم الانسحاب الفوري من العراق، بل انه يعترف بأن هيبة أمريكا قد تبددت في العالم وان القوة الامريكية اخذة بالتقلص! هل هذا يعني أن القرن الحالي لن يكون قرنا أمريكيا كما أعلن بوش الأب وهو يرقص فرحا؟ نعم بالتأكيد لقد دفن العراق وليس غيره أحلام أمريكا العتيقة بجعل هذا القرن قرنا أمريكياً بلا منازع، وكانت الخطة الأمريكية تنفذ بصواب وتفاؤل إلى أن أصيب بوش الأب بمرض استحواذي قاتل اسمه صدام حسين، وورث الابن عن أبيه هذا المرض، فجر أمريكا إلى التهام رمال العراق حلم القرن الأمريكي، وحوله إلى لعنة يتهرب منها كل أمريكي له عقل يفكر فيه، وعيون يرى فيها انه يتقدم نحو هاوية بعيدة المستقر! في ارض العراق حسمت المعركة الأخيرة الحواسم بين الشر الأمريكي والخير العراقي.
اللعنة الثامنة عشر: ويرى كوردسمان في فيتنام مثالا يبين ان "الحروب المحدودة" ينبغي أن يكون لها أهداف محددة، وان على أمريكا التراجع اذا ما اصبح الانتصار مكلفا جدا ويقول: سيشكل انهيار العراق هزيمة بالطبع، وعندئذ لا يمكن القيام بالكثير حتى ولو أرسلت المزيد من الجنود الأمريكيين إليه.
ويضيف كوردسمان: ونحن لا نعنى بهذا أن على أمريكا الانسحاب -هذه الحرب يتعين كسبها إن أمكن- بل هو اعتراف يعني أن على صانعي السياسة الأمريكية الاستعداد لكل احتمال، لكن إذا ما انزلق العراق لمستنقع حرب أهلية، لا يمكننا عندئذ الوقوف مع أي جانب (كريستيان ساينس مونيتور: ماذا سيحدث في العراق بعد الانسحاب الأمريكي).
مرة أخرى يدس كوردزمان برأسه في موضوع اللعنة التي نزلت على رأس أمريكا، ويدعوها إلى الاستعداد للهرب من العراق كاحد الخيارات العملية المطلوبة، والمعيار هو التكلفة، فإذا أصبح الانتصار مكلفا جدا فان اله امريكا (الدولار) سيصاب باذى شديد مما يتطلب الانسحاب لابقاء رب امريكا منتعشا! هل ترون كم هي منحطة قيم امريكا؟ عندما تصبح الخسارة والكسب الماديين هما المعيار الاوحد لتمييز الصواب عن الخطأ، وتلك هي القاعدة الاساسية للحياة في امريكا، تحل اللعنة الربانية ونرى خراب سادوم وعمورة الحديثتين!
اللعنة التاسعة عشر: اعترفت وزارة الدفاع الاميركية بهرب حوالي 8 آلاف جندي أميركي من الخدمة منذ العام الاول لاحتلال العراق. وقالت مجلة (يو أس أي توداي) الاميركية نقلا عن مصادر في البنتاغون أن السجلات المؤرخة منذ خريف 2003 تشير الى فرار 4454 جنديا و3454 عنصرا من جنود البحرية و1455 من المارينز و82 من سلاح الجو من الخدمة في جيش الاحتلال في العراق منذ شهر تشرين الاول من عام 2003. (شبكة البصرة) – 7 -3 -2006. الآلاف يهربون من الخدمة العسكرية في واحد من ادق واصدق التعبيرات عن عار أمريكا الذي اخذ يستحوذ على مشاعر آلاف الأمريكيين، بسبب جرائم بلدهم ضد الإنسانية. فأي لعنة أوضح من اضطرار آلاف الأمريكيين للهرب من أمريكا وطلب اللجوء في كندا وغيرها مع أن ملايين الناس يحلمون بالهجرة إلى أمريكا؟ ألا تدل الهجرة المضادة هذه على سقوط الحلم الأمريكي؟
اللعنة العشرون: صادق الكونجرس الأمريكي بهدوء على قرار عدم إنشاء قواعد عسكرية دائمة في العراق وقد مرَّ هذا القرار دون معارضة من الجمهوريين أو الديمقراطيين إلا أن وسائل الدعاية الأمريكية تجاهلته تماماً، فلم يتحدث عنه التلفزيون ولا الصحافة ولا الإذاعات قط. وهذا أول الغيث، والثاني أن الكونجرس اختار لجنة من السياسيين القدماء برئاسة جيمس بيكر لتقدير الوضع السياسي والعسكري في العراق لكي ينصح البيت الأسود بالانسحاب. شبكة البصرة 21 -3 -2006. الم نقل ان المطلوب هو ان يفبرك الحكماء حيلة للانسحاب من العراق دون اغضاب رب بوش؟ هاهو الكونغرس يبدأ العملية باقرار رفض انشاء قواعد دائمة في العراق، والذي يعني عمليا ان البقاء في العراق مؤقت تحكمه الظروف كما قال كوردزمان. أين اللعنة هنا؟ انها في تحكم الفشل في سياسة امريكا تجاه العراق رغم انها كانت مهيأة لجعل العراق منطلقا لاقامة امبراطورية امريكية عالمية.
اللعنة الحادية والعشرون : أخر لعنة هي تلك التي ادمي بها ظهر جورج بوش بزنجيل زبجنيو بريجنسكي مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق الذي دعا إلي انسحاب امريكي شامل من العراق، معتبرا أن الاحتلال الامريكي محكوم بالفشل بغض النظر عن المدة التي يستغرقها.
وقال بريجنسكي، الذي كان مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق جيمي كارتر، إنه في خلال سنة، يجب أن نتمكن من إتمام مسار فك ارتباط والانسحاب من العراق.
وأشار في كلمة أمام ندوة (العراق: الخطوات المقبلة للسياسة الامريكية) التي نظمها مركز التقدم الامريكي، إلي عدة أسباب للانسحاب من ضمنها النفقة المرتفعة المحرمة للحرب إضافة إلي تمكن التمرد العراقي من ضرب شرعية ومصداقية الوجود الامريكي. وقال بريجنسكي: علينا أن نصدر حكما باردا. هل ستكون مضاعفات الحرب الأهلية أكثر تدميرا من مضاعفات الحفاظ علي المسار؟ علما أن الحفاظ علي المسار هو العنوان الذي وضعه الرئيس جورج بوش لسياسته في العراق.
واعتبر بريجنسكي أن الحرب الأهلية قد تؤدي إلي سيطرة العراقيين الشيعة والأكراد، لافتا إلي أن المظلة الامريكية المعدة لمنع هذه الحروب تعاني من ثقوب بحيث تنتهي إلي تغذية هذه النزاعات. ورأي أن الولايات المتحدة ستحتاج إلي نصف مليون جندي لإحداث فرق في مواجهة التمرد العراقي لكننا لسنا في وضع يتيح لنا القيام بذلك.
ودعا بريجنسكي إلي حوار نووي امريكي مع إيران علي مثال المحادثات السداسية المتعلقة بالبرنامج النووي الكوري واعتبر أنه مهما طال أمد الاحتلال الامريكي للعراق فإنه محكوم بالفشل ففي حرب الاستنزاف، يكون المحتل الأجنبي دائما في الوضع غير المؤاتي. هذا احتلال فاشل.
واعتبر أن العراق لم يدخل بعد في حرب أهلية، بمعني أنه ليس في حالة صدام شامل بين الشيعة والسنة، ولكننا نغذي هذه الحرب عن غير قصد. واقترح بريجنسكي أن تطلب الولايات المتحدة من القادة العراقيين أن يطلبوا منا المغادرة واعتبر أن السياسيين العراقيين الذين أعربوا عن رغبتهم باستمرار الاحتلال الامريكي يمارسون قيادة سيئة. وقال: إننا نتصرف وكان العراقيين هم رعايانا، إننا نعلمهم الديمقراطية عبر اعتقالهم وقصفهم وإذلالهم.
وانتقد ما اعتبر انه فشل بوش في القيادة الوطنية لدعم التزامه بالحرب في العراق وشحذ الروح الامريكية، قائلا: لو كانت الولايات المتحدة فعلا في حرب لكانت هناك حاجة إلي تعبئة وطنية تتضمن فرض ضريبة علي الأغنياء، وضريبة حرب وتجنيد إلزامي. وانتقد بريجنسكي أيضا استراتيجية الأمن القومي الجديدة التي أصدرها بوش، معتبرا انها صيغة خاطئة للحقيقة. وحث بريجنسكي بوش علي توسيع دائرة مستشاريه، معتبرا أن للكلمات مضاعفات. إن سوء الاستخدام المتعمد للكلمات يمكن أن يكون خطيرا، وإن التغيير الجذري لصيغة الحقيقة يمكن أن يسفر عن أمة يحركها الخوف. (يو بي آي).
ما قاله بريجنسكي امر خطير، فلقد اعترف بان النفقة المرتفعة للحرب محرمة، وهذا اعتراف اخر بان اله امريكا الاوحد هو الدولار، وما دامت امريكا تخسر مالا في العراق اكثر مما تسرق فان البقاء في العراق محرما! كما انه يعترف با ن احداث فرق وليس الانتصار على المقاومة يحتاج الى ارسال نصف مليون جندي امريكي للعراق، ومع ذلك فان هذا الخيار كما يقول غير ممكن ولا يجدي! والافضح فيما قاله بيجنسكي هو انه يقول يجب على القادة العراقيين ان يطلبوا منا الانسحاب كي ننسحب! لماذا؟ كي لا يقال ان المقاومة هزمت امريكا! اذن هذا اعتراف صريح جدا بان المقاومة كسبت الحرب ستراتيجيا وان الحرب في الواقع قد حسمت لصالح المقاومة وان ما يجري حاليا هو اعداد الطريقة المناسبة للانسحاب من العراق بطريقة تحفظ ماء وجه امريكا، الذي جففته نيران المقاومة العراقية بنجاح تام.
لماذا كل هذه اللعنات الداميه ؟
هذا ماسوف تطالعونه في تحليل سياسي محايد 