طالب ببقاء الجابر مع المنتخب واعترف بتجسسه على الأخضر.. مدرب القادسية بن ناصري : عدم الاستقرار عصف بالأخضر في ألمانيا
أكد مدرب فريق القادسية الكروي المغربي عبدالغني بن ناصري أن قائد المنتخب السعودي سامي الجابر قادر على الاستمرارية في قيادة المنتخب للمرحلة المقبلة، واصفاً اعتزاله بالخسارة الكبيرة على كرة القدم السعودية، وأوضح بن ناصري أن تحكيم المونديال رغم الأخطاء التي لازمته لا يمكن أن يوصف بأنه كان سبباً رئيساً في تراجع أداء بعض المنتخبات وخروجها من الأدوار الأولية، وأرجع بن ناصري خروج المنتخب البرازيلي من دور الثمانية رغم أنه كان حاملاً للقب البطولة السابقة إلى غرور لاعبيه، وتطرق بن ناصري إلى عدد من المواضيع التي صاحبت بطولة كأس العالم وخروج المنتخب السعودي من الدور الأول للمونديال من خلال الحوار التالي:
ـ ما تقييمك لمستوى المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم؟
هناك تباين بين المنتخبات ورغم ذلك كانت هناك مفاجآت مثل منتخب الإكوادور من أمريكا اللاتينية الذي أبهر الجميع، وللأسف لم يتأهل للدور نصف النهائي، كذلك المنتخب الأرجنتيني الذي برز بشكل محترم ولكن الصراع الذي دار بينه وبين المنتخب الألماني في النهائي بعيداً عن المنافسة، الجميع كانوا يتوقعون خروج الألمان بمستوى متواضع لكن حدث عكس ما كنا نتوقع وقدم مستوىً رائعاً توجه بتأهله لنصف النهائي.
ـ ما أسباب تراجع مستوى بعض المنتخبات؟
أعتقد أن المنتخبات القوية برزت بشكل رائع مثل المنتخب الألماني والإيطالي والبرتغالي الذي مرت عليه سنوات طويلة لم يحقق فيها مثل هذا الإنجاز خلال المستويات التي قدمها لأنه يستحق أن يكون من ضمن الأربعة الكبار، إضافة إلى منتخب إنجلترا الذي برز بشكل كبير وكان يستحق الوصول إلى نصف النهائي، ولكن المعروف أن كرة القدم لا تنصف من يعطيها دائماً، وأيضاً المنتخب الأسباني الذي كان يستحق المرور إلى ربع النهائي أيضاً ولكن يبقى عامل الحظ موجوداً لخدمة بعض المنتخبات، والعامل الآخر الذي تابعته في هذا المونديال هو الانضباط التكتيكي الذي جعلنا نشاهد صعوبة كبيرة في وصول أي فريق لمرمى الخصم، وشاهدنا أن الفريق يحقق انتصاراً بكل صعوبة، والإحصائيات تبين أن الكرات الثابتة كانت مصدر الأهداف من خلال بعض المباريات، وهذا يعني تطور الكرة، لكن المنهج الدفاعي أكثر من الهجومي، وأعتقد أنه بهذا الأسلوب سيصبح من الصعب الوصول إلى مرمى الخصم.
ـ وهل كان التحكيم سبباً في تراجع مستوى المنتخبات؟
التحكيم في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا بدون نقاش أثر بشكل كبير على بعض المنتخبات، وكل المحللين والنقاد لاحظوا ذلك، وأعتقد أنه لابد من إعادة النظر مرة أخرى في طريقة التحكيم وقوانينه، ونفهم جميعاً أن التحكيم يسعى لحماية اللاعبين، ولكن للأسف في مونديال ألمانيا غير مجريات بعض المباريات ببعض القرارات الخاصة بحق بعض المنتخبات كان بإمكانها أن تصل للمراكز المتقدمة.
ـ هل المنتخبات الأربعة التي تأهلت إلى نصف النهائي جديرة بذلك؟
المنتخبات الأربعة التي وصلت إلى نصف النهائي وصلت بكل جدارة واستحقاق، على سبيل المثال الكرة الألمانية على خلاف المباراة الأولى للألمانيين لاحظنا تحسناً وتطوراً كبيراً في المستوى، كذلك الفريق البرتغالي يستحق التأهل من خلال المهارات الفردية واللعب الجماعي الذي قدمه أفراده، بجانب الاندفاع والانضباط وسط الملعب، وتبين أن الفريق متكامل، وكذلك الحال بالنسبة للفريق الإيطالي فريق كبير وقوى ولديه مجموعة من اللاعبين الذين يملكون فرديات وانضباطاً تكتيكياً جيداً، ولذلك يستحق الوصول، أما الفريق الفرنسي لم يكن في الدور الأول بمستوى المونديال بصفة عامة، ولكن مع مرور المباريات أبهر الجميع قبل أن يفوز على منتخب البرازيل، فتحسن مستوى الفريق بتحرك زين الدين زيدان وبدا الفرنسيون يشعرون أن لديهم مقومات وإمكانيات النجاح والوصول للمباراة النهائية على أقل تقدير وحققوا ذلك فعلاً، أما الفريق البرازيلي فكان يعتمد على فرديات لاعبيه داخل الملعب، ولم يتضح أن هناك هيمنة للمنتخب البرازيلي، بل كان هناك غرور كبير من قبل اللاعبين واستخفاف بالخصم، وأعتقد أن المنتخب الفرنسي كان يستحق نصف النهائي أكثر من المنتخب البرازيلي، أيضاً إيطاليا اعتبرها بطلة الفصل الأخير بعد فوزها على ألمانيا.
ـ أفهم من كلامك أنك تشجع المنتخب الفرنسي وتعشق زيدان؟
لا لا أنا في حياتي لم أشجع المنتخب الفرنسي، أنا أشجع المنتخب البرازيلي ويعجبني المنتخب البرتغالي فعلاً وأعشق اللاعب زين الدين زيدان.
ـ أي المنتخبات الـ 36 المشاركة كان مفاجأة المونديال؟
الإكوادور كان أبرز المنتخبات، ولا ننسى أيضاً فريق غانا الذي أبهر الجميع، ولولا التحكيم ومواجهة المنتخب البرازيلي لعبر المنتخب الغاني إلى نصف النهائي، وهو فريق يستحق الاحترام من حيث السرعة والأداء وكل الصفات التي كانت يتطلب وجودها في منتخب مشارك في نهائيات كأس العالم كانت موجودة في المنتخب الغاني، وأتوقع أنه المنتخب الذي برز بشكل كبير، حيث ذكرنا بالمنتخبين النيجيري والكاميروني في العهد السابق، وكان من الممكن أن يكون في مستوى أفضل لولا صغر سن لاعبيه، وسوف ننتظر منتخب غانا في المستقبل على مستوى القارة الإفريقية أو المونديال المقبل.
ـ من تتوقع أن يخطف جائزة أفضل لاعب في المونديال؟
هو مونديال النجوم، لكن الكل كان ينتظر أن رونالدينيو البرازيلي سيبهر العالم في ألمانيا، لكنه خيب أمل البرازيليين فكان لاعباً عادياً داخل الملعب ولم يفعل شيئاً، وأعتقد كان الوحيد الذي كنا ننتظر منه كل شيء، وهناك مجموعة من اللاعبين ساهمت بشكل كبيرفي النتائج التي حققتها منتخباتها مثل رونالدو وديكو البرتغاليين وزيدان من فرنسا وبيرلو من إيطاليا، لكن لا أستطيع أن أحدد من هو أفضل لاعب في المونديال.
الإيجابيات إنه مونديال ناجح بكل المعايير، والألمان شعب معروف بالجدية والعمل، وهناك عوامل أثرت على ذلك، حيث نجد أن الملاعب على مستوى عالٍ وراقٍ ،وسلبيتها تكمن في نوعية العشب الذي يعرقل حركة اللاعبين، وهذا ما أثار انتباه المدربين.
ـ كيف تقيّم مشاركة المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 2006؟
أعتقد أن المنتخب السعودي بالإحصائيات عابه عدم الاستقرار وهو ما أثر باعتقادي نفسياً، لأن منتخب 94 بأمريكا كان منتخباً مستقراً، وأنا كنت (جاسوساً) في ذلك الوقت على المنتخب السعودي، وكنت أعمل حينها مساعداً لمدرب المنتخب المغربي كونهما في نفس المجموعة، فتابعت استعداداته في (موناكو) الفرنسية عندما لعب المباراة الودية أمام فولونا، وأعتقد أنه كان منتخباً متكاملاً ويضم مجموعة واضحة حتى من ناحية الجهاز الفني، وهذه من العوامل التي جعلتنا نشاهد منتخباً رائعاً في مونديال أمريكا، وأعتقد أن المسؤولين في الكرة السعودية عرفوا اللغز، وهو أن اللاعب السعودي موهوب في كل النواحي ولكن تنقصه التجربة الاحترافية، ويجب على اللاعب السعودي أن يرحل خارج السعودية على أساس أن من يواجه الكبار في مستوى الاحتراف الحقيقي يجب أن يكون مثلهم، وأعتقد أن مجهودات المسؤولين بدأت تظهر في ذلك، وأؤيد خطوة نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل على الأمور التي تبناها من أجل تطوير الكرة السعودية، ومنها أن اللاعب السعودي يجب أن يحترف خارجياً.
ـ بوجهة نظرك من يتحمل خروج المنتخب السعودي من الأدوار التمهيدية خالي الوفاض؟
يتحمل خروج المنتخب السعودي مجموعة من الأمور وليس مجموعة من الأشخاص، وأعتقد أن هناك لجنة خاصة بتحليل هذه المعطيات وإفراز الأمور السلبية والإيجابية، وهذه العملية ستفيدنا كثيراً، ومن بعدها نحلل ونعرف نقاط القوة والضعف والخلل، وأعتقد أننا نستطيع معالجتها للمستقبل البعيد.
ـ أي من اللاعبين السعوديين تتوقع احترافه خارجياً؟
أعتقد أن سعد الحارثي ومحمد الشلهوب وياسر القحطاني يمكنهم ذلك، بجانب نواف التمياط الذي من المفترض أن يحترف منذ مدة، لأنه لاعب يملك مستوىً عالياً وأخلاقاً بمكانة الاحتراف في أكبر الأندية الأوروبية.
ـ وماذا عن مشاركة المنتخب العربي الآخر المنتخب التونسي؟
تونس كانت في مجموعة المنتخب المغربي في التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، وأنا أعرف المنتخب التونسي جيداً، حيث كانت إمكانياته محدودة حتى إننا لم ننتظر الشيء الكثير منهم لأنه منتخب تنقصه الموهبة، يعتمد على ا للاعب سانتوس وعند غيابه تأثر أداء المنتخب كثيراً لأنه مفتاح اللعب مع الجزيري، ولم أتفاجأ بخروجهم لأننا لعبنا معهم أيضاً في نهائي كأس إفريقيا 2004 وعرفنا مستواهم، وأعتقد أن المنتخب المغربي كان أجدر بالتأهل أكثر من تونس.
ـ هل كنت تتوقع خروج المنتخبين السعودي والتونسي من الأدوار التمهيدية؟
بالمقارنة مع إسبانيا وأوكرانيا أعتقد أن الأسبان كنا نعرف أنهم متأهلون عن المجموعة، وحتى لو اطلعنا على الإحصائيات كان متميزاً، والفريق الأوكراني يملك لاعبين على مستوى عال يلعبون في بطولات أوروبية قوية، فشاهدنا فريقاً أوكرانياً القوي جداً، وكان يمكنه الوصول لنصف النهائي، فكانت هناك حظوظ للمنتخبين السعودي والتونسي لكن لم تكن بنفس حظوظ الأوكران.
ـ ما رأيك في قرار قائد المنتخب السعودي سامي الجابر بالاعتزال؟
سامي الجابر اسم لن تنساه الكرة السعودية على مدى العصور، فهو سطر اسمه مع كبار اللاعبين العالميين المشاركيين في نهائيات كأس العالم، ويتمتع بأخلاق عالية، وجميع صفات القائد موجودة فيه، وهو بمثابة الوالد لجميع اللاعبين، وأعتقد أنه بإمكانه الاستمرار مع المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا لأن الكرة السعودية بحاجة ماسة لشخصية مثل سامي الجابر، وأعتقد أنه سيكون من ضمن الجهاز الفني للمنتخب السعودي في البطولة المقبلة.