وإذا افترضنا أن الحكومة الجديدة وكذلك الإدارة الأمريكية يدركان جيدا أنهما لا يسبحان في الفضاء والخيال بل يتعاملان بمنهج جديد هو «الحل الواقعي» أي التعامل مع كل عناصر الواقع العراقي المعقد دون العمل على تغيير أي منهما والأخذ فقط بما يمكن القيام به فعلا وتتوافر فيه علامات التوافق السياسي بين كل الفرقاء، فإن هذه الصيغة الجديدة للعمل مطلوبة لخدمة الهدف الاستراتيجي الأكبر للسياسة الأمريكية ليس في العراق وحدها بل في المنطقة ككل وهو ربط هذه المنطقة من المغرب إلى باكستان بهذه السياسة سواء تغيرت إدارة بوش بإدارة من الحزب الديمقراطي أم بقيت السيطرة في البيت الأبيض للحزب الجمهوري، فحكومة تمنع انفجار الحرب الأهلية في العراق مطلوبة لإعطاء الصلاحية القانونية للقوات الأمريكية لكي تبقى طويلا هناك.. يمكن أن تتخلى القوات الأمريكية عن الانتشار في المدن ولكن تبقى قوية في 6 قواعد يجري بناؤها الآن. وحتى لا تفاجأ واشنطن بطلب المجتمع الدولي انسحابها من العراق بنهاية العام حيث ينتهي العمل بقانون الأمم المتحدة المتعلق بالقوات المتعددة الجنسيات، فإنها من الآن ترتب للبقاء طويلا من خلال الوجود في القواعد، ذلك الوجود الذي يتحقق بموافقة حكومة عراقية ويقره برلمان عراقي ولا شأن للأمم المتحدة فيه.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد إلى أي حد يقبل السنة والشيعة معا ببقاء القوات الأمريكية مع أنهما من اشد أنصار خروجها للتخلص من الاحتلال؟!.. التفسير الذي سيطرح آنذاك أنها لن تكون قوات احتلال وإنما قوات صديقة تعمل داخل قواعد أمريكية، وحتى لو تم القبول بهذا التفسير فسيظل الوجود في القواعد ماسا بالسيادة العراقية
اسف على الاطالة
ويعطيك الف عافية على الطرح
تحياتي
الزرد