قال احدهم: كنت في طريقي إلى محطة السكة الحديد عندما أعطتني زوجتي خطابا وطلبت مني أن القيه في صندوق الخطابات في المحطة، وأوصتني ألا أنسى إلقاءه. ورغم ذلك فقد نسيت الخطاب، وبينما كنت في طريقي للخروج من المحطة، أحسست بيد تربت على كتفي وسمعت شخصاً يقول:
ـ لا تنس الخطاب:
وبينما كنت في طريقي إلى اقرب صندوق للخطابات، إذ ناداني شخص آخر وقال لي: لا تنس الخطاب:
ودهشت لذلك وسألت نفسي... كيف تسنى لهما معرفة أمر الخطاب.
ولكن بعد أن ألقيت الخطاب في الصندوق، فوجئت بشخص ثالث يقول لي:
ـ لا تنس الخطاب:
فقلت له: لقد ألقيته فعلاً.. ولكن من الذي أنبأك عن هذا الخطاب؟
فابتسم الرجل الغريب وقال:
ـ ما دمت قد ألقيته في الصندوق فيجب أن تزيل هذه اللافتة الآن...
ومد يده فنزع ورقة كانت ملتصقة على ظهري بدبوس.. وقد كتب عليها بحروف كبيرة: «ذكروه أن يلقي الخطاب الذي معه!»
فالنسيان آفة وداء لا يدركه إلا من عاناه، فما أكثر الفرص التي ضاعت بسببه، وما أكثر المواعيد التي أخلفت، وما أكثر الوقت الذي ذهب هدراً، وما أكثر الأمور التي ارتبكت وتعطلت من جرائه
تحياتي واسف على الاطالة
الزرد