عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-2006, 06:35 PM   رقم المشاركة : 7
(كيووت )
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية (كيووت )
 





(كيووت ) غير متصل

تابع لما قبله


ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام
إن المرأة المسلمة المعاصرة مغامرة ترى الحياة فرصة واحدة ، تسعى بكل ما أوتيت من قدرات روحية وجسدية إن لا يسبقها في الفضائل أحد ، فهي لا تنظر إلى أطراف أقدامها بل ، هامتها مرفوعة إلى السماء ، تصعد لتأخذ مكانها فوق الثريا ، طلقت الدعة والراحة والسكون ، وأتعبت في ذات الله نفسها ، مجاهدة صابرة ، وفارسة أصيلة ، حاضرة في كل ميدان مبارك ، رائعة في صرختها لأخواتها تنادي بصوت كله حنو ومودة البدار البدار ، من هاهنا الطريق أختاه.
إنها حارسة يقظة على الفضيلة ، لا يطمع فيها العدو ولا ييأس من برها المجتمع .
ـ السمة الخامسة : ( العلمية ) :
إن المرأة المسلمة المعاصرة تعتقد أن دراساتها ، فيما يتلاءم مع فطرتها وفي التخصص المرغوب لديها مما تقدر عليه , يخدمها ومجتمعها ، تراه حقاً واجباً عليها , فهي متوثبة دائما تبحر في خلجانه وتخاطر بنفسها في بحارة ومحيطاته ، وتغوص في أعماقه لا تسأم لقط دره وجمع كنوزه , ولا تفتر في كتابته ، ولا تلين لها قناة في تحصيله ، مهما لاقت من العنت والمشقة والحرمان في الاشتغال به , إنها تتلذ في مكابدته وتستمتع بالسهر في مذاكرته , حتى غدت مستودع علمه وكنز معرفته , لا تغيب عنها أصولة , ولا تشرد عنها فروعة ، قد أوثقت كل التخصص برباط حديدي عقلي ، لا يفله الزمن ولا تؤثر فيه عوامل الحياة , تتابع جديدة بالتصويب والاستدراك والتعليق .إنها تفعل كل ذلك مع يقينها التام أن مشاركتها في المعارف الأخرى ، وأخذها بنصيب وافر في كل طرف من الثقافة هو رفعة في قوامها العلمي وبنائها الشخصي .
واضعة نصب عينيها قول الله تعالى : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }المجادلة11 وقولة جل وعلا : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر9 .
حذرة من التعالم فيما ليس لها به علم ، بعيدة عن الكبر والتعالي بما آتاها الله منه , بل كلما ازدادت علماً ازدادت للخلق تواضعاً .
ـ السمة السادسة : ( المهنية ) :
إن المرأة المسلمة المعاصرة واعية تدرك إن لها طبيعة تختلف عن الرجال في التركيبة الجسدية والنفسية فهي ناعمة التركيب الجسدي والنفسي مكان للصون والستر خلافاً للرجل القادر على الحل والترحال , ومعافسة الضيعات الجسام ، تساعده عضلاتة المفتولة على تحمل المشاق , وتدعمه نفسه على مداراه اختلاف الطباع .وقد راعى القرآن هذه الخصوصية بقوله تعالى : {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ }الزخرف18 . وقال الشاعر :
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول
إنه وإن برزت أوساط نسائية في بعض البلدان الأجنبية إلي أعمال الرجال فأن ذلك دليل حرمان لها من حقوقها المهنية الصالحة . لذا يجب على المرأة المسلمة المعاصرة أن تنظر لها بعين الشفقة والرحمة ناهيك عن إخلالها بوظائفها الأساس لذا كان عليك أختي الفاضلة أن تكوني يقظة أشد اليقظة للدعوات المشبوهة التي أرادت هدم كيان الأسرة باعتبارها معاقل تربية صالحة باسم حق المرأة في العمل .
نعم إن المرأة المسلمة المعاصرة مهنية نشطة فيما تسمح به شريعتها , ويتناسب مع فطرتها مما لا يضر بإدارة بينها والقيام بحقوق زوجها وأولادها ، بعيداً عن الاختلاط والسفور والتبرج , ثم إن المرأة قد تعوزها الحاجة إلى العمل خارج المنزل بما ذكرت من الشروط ، غير إنها لا تفتح الباب على مصراعيه بل في وقت محدد ، وإلى زمن معين بمقدار سد الحاجة لا غير ، ثم تعود بكليتها إلى بيتها الذي هو مملكتها تملاؤه طاعة وبراَ وإحساناَ ، إذا كان الأمر كذلك وهكذا يجب أن تكون المؤمنة.
فإن المرأة المسلمة المعاصرة مهنية بارعة جداً , وربة بيت متميزة للغاية , شعارها الإتقان والجودة العالية , وسرعة الانجاز , إنها تعمل في صمت وهدوء بعيداً عن جلب أنظار الآخرين , بعيداً عن الشكوى والتذمر , لا تقدم على أعمالها برؤية عشوائية جاهلة , بل تعطي العمل مهما كان حقه الكافي من الـتأمل والتفكير والتخطيط السليم , لا تأنف أن تستشير حتى ، إذا استكملت معالمه ورسمت خارطته , شرعت تستدعي له أفضل الوسائل المتاحة , ثم تشرع مستعينة بالله تعالى في تنفيذه خطوة خطوة , تعطي كل خطوة نصيبها من الوقت والجهد التام , لا تقطف الثمرة قبل نضجها , قبل أن , حتى إذا لم يبق إلا اللمسات الأخيرة للإخراج أضفت عليه من المراجعات الدقيقة جهداً لا يقل عن على عمله ، فإذا اطمأنت إلى جودته ألبسته حلة براقة تحكي روعة مزاجها ، ودقائق شخصيتها ، فإذا حان وقت عرضه على الآخرين تخيرت له المكان والوقت المناسب والإضاءة الكافية التي من شأنها تبرز جماله .
إنها هكذا في بيتها , وهذا في عملها متميزة جداً فالله ما أجمل بيتها لا تمل النفس من الجلوس فيه ولا النظر في جنباته , صحي طيب الرائحة , نظيف المرافق هادئ الألوان , متناسق الخامات , كل شيء وضع في مكانه الصحيح . كل ذلك بعيداً عن التبذير والإسراف
إنه وللأسف الشديد زاد من الرتابة في البيوت تشابهها وطرائق العيش فيها ، حتى لا يكاد الناظر يلمس فرقاً بين بيوتات المجتمع ومعايش أهله .
إن المرأة المسلمة المعاصرة تستطيع أن تصنع من بيتها ومكان عملها جنة تجدد كل حين بإذن ربها .
إن المرأة المسلمة المعاصرة ربة بيت ناجحة , ينعم زوجها وأهلها بحسن عشرتها تضع نصب عينها قوله صلى الله عليه وسلم: (( خيركم خيركم لأهلة )) .
ـ السمة السابعة : ( العفة ) :
إن المرأة المسلمة المعاصرة عفيفة عن المحارم والمآثم ، تضبط نفسها عن الشهوات إلا على الوجه المشروع في اعتدال وفق الشرع والمروءة , إنها يوسفية العفة كما ذكر الله : {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }يوسف23 تعلم علم اليقين أن أكثر ما يدخل الناس النار هو (( الفم والفرج )) . كما في الحديث الحسن وأن حفظ الفروج وغض الأبصار سبب في دخول الجنة ، كما قال صلى الله علية وسلم : (( اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة : أصدقوا إذا حدثتم , وأوفوا إذا وعدتم , وأدوا إذا اؤتمنتم , واحفظوا فروجكم , وغضوا أبصاركم , وكفوا أيديكم )) . والحديث حسن قال الله تعالى : {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ }النور33 .
إن المؤمنة الحقيقية هي التي تتوجت بتاج العفة باطناً وظاهراً حيثما كانت لا تساوم على حجابها مهما كانت الضغوط والمغريات والسخرية والاستهزاء كما قال تعالى : {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31 . وهكذا أيتها العفيفة علق الله الفلاح في الدنيا والآخرة على العفة كما قال تعالى : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ }المؤمنون1 إلى قوله تعالى : {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ }المؤمنون5 .
إن المرأة المسلمة المعاصرة لا تبيع عرضها وعفتها بملئ الأرض ذهباً ترضى أن تمزق إرباً إرباً ولا ينال من عفتها قدر أنمله واحدة .
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال
وكـل كسـر فإن الله جابـره ومـا لكسـر قناة الدين جبران
أيتها المسلمة الواثقة بربها إن الحشمة في اللباس تقتضي ستر المفاتن وعدم الخضوع بالقول وترك التطيب عند الخروج ولمن لا يحل له ذلك منك فلا تغترين بالخرجات الولاجات المطاردات للموضات المتشبهات بالكافرات ، فإن التوسط هو الجمال الحقيقي الذي لا يعلوه جمال .
ـ السمة الثامنة : ( الثبات ) :
أختي الكريمة إن المرأة المسلمة المعاصرة سابقة بالخيرات , منافسة في الطاعات , تسارع إلى مغفرة من ربها ورضوان , ليس في قاموس شخصيتها الوقوف أو التقهقر للوراء , لا تبدد طاقاتها




--------------------------------------------------------------------------------