الاحتفالات.. الضغوط النفسية وراء الخروج المر
خرج الفريق الوحداوي الأول لكرة القدم خالي الوفاض من مسابقة كأس ولي العهد أمام الهلال في نصف نهائي المسابقة، بعد أن تلقى هزيمتين متتاليتين أمام الزعيم، الأولى كانت بالرياض وانتهت هلالية(2/3) والثانية التي أقيمت في مكة المكرمة وسط حضور جماهيري كبير خاصة من الجانب الوحداوي، حيث انتهى اللقاء بفوز هلالي أيضا(0/2)، ولم يقدم فريق الوحدة في هذه المباراة المستوى المأمول منه رغم المساندة الجماهيرية الكبيرة له، حيث لم يشهد ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع حضوراً لجمهور الوحدة مثل هذا اللقاء، حيث كانت تأمل تلك الجماهير أن يحقق لها فريقها إنجازاً طال انتظاره بعد غياب دام (37) عاماً عن منصات التتويج.
الضغط النفسي تسبب في الهزيمة
ومن الواضح أن فريق الوحدة الشاب لم يستطع تحمل تلك الضغوط النفسية الكبيرة التي صاحبت اللقاء، فمن حضر لمشاهدة اللقاء ورأى تلك الأعلام التي جهزتها إدارة نادي الوحدة يشعر للوهلة الأولى بأن الفريق حقق بطولة، فالاحتفالات بدأت قبل أن يبدأ اللقاء، وشعر اللاعبون بأنهم متوجون بالفوز رغم القوة الهلالية التي لايستهان بها، فقدم اللاعبون في تلك المباراة مستوى متواضعاً جدا، فالدفاع كان تائهاً والوسط أعطى الفريق الكثير من الهدايا بالكرات المقطوعة التي سببت إرباكاً كبيراً للدفاع الوحداوي، والهجوم لم يستطع الوصول لمرمى الدعيع طوال اللقاء، فالضغط النفسي أرهق العناصر الوحداوية التي لم تتعامل مع هذه المباراة بالشكل المطلوب. فنفس العناصر التي شاركت في لقاء الذهاب هي التي لعبت هذه المباراة باستثناء واحد فقط، حيث لعب خالد الحازمي في مركز الظهير الأيمن بديلاً عن عبدالعزيز فلاتة، وعجز الفريق في شوط المباراة الأول عن الوصول لمرمى الدعيع طوال الـ(45) دقيقة، رغم أن القحطاني ياسر سجل في مرماهم، وكان متوقعاً أن يغير البنزرتي من طريقة لعبه في الشوط الثاني لأن الخسارة بهدف كالخسارة بعشرة في هذه المباراة، ولكن المدرب الوحداوي بدأ بنفس الطريقة واستمر عليها حتى مرور عشرين دقيقة من زمن الشوط الثاني، بعدها أخرج المهاجم ناصر الشمراني وحل بديلاً الكنجولي كازادي، وكان من المفترض أن يقوم البنزرتي بإخراج الظهير الأيمن خالد الحازمي وعودة علاء الكويكبي لمركز الحازمي والزج بكازادي منذ بداية الشوط الثاني، ولكن لم يحصل هذا في اللقاء حتى أنهى كماتشو آمال الوحداويين جميعا بهدف من المفترض أن لايأتي في مرمى حارس مثل عساف القرني، فالخطأ الذي نفذه كماتشو كان بعيدا والكرة لم تكن بتلك القوة ولكن ساهم القرني مثل زملائه في ولوج الهدف الثاني، مثلما تاه المدافع سليمان أميدو عن اللقاء وواصل تقديم مستوياته المتواضعة التي أربكت الدفاع الوحداوي كثيراً. وبعد خروج الفريق من المسابقة أشادت جماهير الوحدة بالعطاء المتجدد دائماً من المدافع كامل الموسى والمتألق أسامة هوساوي، فهما فقط كانا أفضل العناصر الوحداوية في المباراة التي أهلت الزعيم للقاء النهائي على كأس ولي العهد، حيث سيلاقي الفريق الأهلاوي على كأس المسابقة. هناك عدة عوامل كانت سببا رئيسيا في خسارة الفريق الوحداوي وعدم قدرته على منافسة فريق الهلال في التأهل للنهائي، ويمكن أن نحصرها كالآتي:
الإدارة الوحداوية تسببت في شحن اللاعبين والضغط عليهم نفسيا للأسباب الآنفة الذكر، مماجعل اللاعبين تحت ضغط نفسي رهيب ساهم في عدم مقدرتهم على الوصول للمرمى الهلالي.
أجانب الفريق أصحاب مستويات عادية جدا ولم يكن لهم دور في وصول الفريق لهذه المرحلة وهم الأسوأ بين محترفي الأندية السعودية.
وفاة الظهير الأيمن في الفريق محمد اللحياني رحمه الله، مما سبب فراغا كبيرا في خانته وتأثير رحيله على زملائه اللاعبين حتى الآن.
هبوط مستوى بعض اللاعبين وبالأخص المدافع الدولي سليمان أميدو الذي كان ثغرة دفاعية واضحة في المباراتين الماضيتين.
الخبرة
علل لاعب الوحدة سلطان اللحياني خسارة فريقه من الهلال 2/0 في مباراة الإياب على أرض ملعب الملك عبدالعزيز بالشرائع إلى هدف الدولي ياسر القحطاني، الذي وصفه اللحياني بالهدف المحبط والمباغت الذي أنهى آمال الوحداويين مبكرا، وأضاف أن فريقه قاوم الزعيم في بعض فترات شوطي اللقاء.
وقال:"يجب أن نكون واقعيين، فريق الوحدة التقى بالهلال المدجج بالنجوم الدوليين الذين حسموها منذ مباراة الذهاب في الرياض. وقدم اللحياني اعتذاره لجماهير الوحدة التي دعمت فريقها، مؤكدا أن زملاءه كانوا عازمين على تحقيق الحلم الوحداوي بالتأهل للنهائي ومن ثم الفوز بالمسابقة. وقال اللحياني : إن فريقه قدم العرض المواكب للحدث في هذه المباراة التي تفوق الهلال فيها بخبرة لاعبيه وإمكانياتهم الفنية والمعنوية التي تفوقت على لاعبي الوحدة. وأضاف:"فريقنا قدم مالديه على الرغم من نفسياتنا المحبطة طوال الأسبوع الماضي لفراق زميلنا الغالي محمد اللحياني يرحمه الله، الذي ترك غصة في نفوس جميع اللاعبين والجماهير الوحداوية التي تكن كل الحب لأخينا محمد اللحياني الذي كان خير صديق للجميع.
وتابع:"الوحدة لعب مباراة الذهاب أمام الهلال دون أي تدريب لمدة ثلاثة أيام بسبب وفاة اللحياني. وبارك اللحياني للهلاليين تأهلهم إلى نهائي بطولة كأس ولي العهد، وخص بالشكر الرئيس الأمير محمد بن فيصل صاحب الأيادي البيضاء ووقفته مع أسرة محمد اللحياني التي لاتنسى، عندما قام بزيارة أهل اللاعب الراحل عقب مباراة فريقه أمام الوحدة. كما قدم سلطان اللحياني شكره للأمير بندر بن محمد نائب رئيس مجلس شرف الهلال عندما قام بواجب العزاء لمنزل والد الراحل محمد اللحياني.
التعويض في الدوري
قال بسام صلواتي : إن خسارة فريقه أمام الهلال وخروجه من مسابقة كأس ولي العهد لم تكن متوقعة في ظل الأداء الجيد للوحدة خاصة في مباراة الإياب التي تأهل من خلالها الهلال للنهائي.
أضاف:"إن الحظ والفرص المهدرة للهجوم الوحداوي حالت دون تحقيق آمال الفرسان الذين أبلوا بلاءً حسنا في هذه المباراة. وتابع:"فريق الوحدة قدم أداءً مقنعا على الرغم من قوة الفريق المنافس الهلال، الذي يملك عناصر دولية متمثلة في هدافه ياسر القحطاني الذي كانت له المبادرة في إحباط معنويات لاعبي الوحدة، بهدفه الذي قضى على كل الآمال التي كان ينتظرها الجمهور الوحداوي. واعتذر صلواتي لجماهير الوحدة لعدم التأهل، مؤكداً أن فريقهم سيكون الأفضل خاصة فيما تبقى من مباريات في كأس خادم الحرمين الشريفين، بحيث يسعى إلى تحقيق نتائج جيدة لأول مرة منذ فترة طويلة، واعتبر أن الجيل الحالي سيكون دعامة حقيقية للفريق في المواسم المقبلة.
المستقبل وحداوي
وأرجع اللاعب الموهوب ماجد هزاني خسارة فريقه من الهلال إلى عدم توفيق الذي على إثره تأهل الأخير للمباراة الختامية لمسابقة كأس ولي العهد. وأضاف:"إن الفريق مكتمل عناصريا وأصحاب خبرة دولية ثرة ولاعبون أجانب مميزون. وتابع:"الوحدة شاطرالهلال في بعض فترات المباراة، واعتقد أن الهدف الهلالي الأول عن طريق الدولي ياسر القحطاني أعطى لاعبيه جرعة كبيرة نحو تقديم عرض أكبر للاستمرار في المحافظة على نتيجة المباراة، وبالفعل كان المحترف البرازيلي كماتشو على موعد مع تسجيل هدف ثان رجح كفة فريقه للفوز.
وقال الهزاني: إن الوحدة حاول جاهدا الوصول لمرمى الدعيع، إلا أن عدم التوفيق لم يحالف الفرسان الذين قدموا عرضاً يشكرون عليه.
واعتذر الهزاني لجماهير الوحدة التي زحفت لأرض ملعب الملك عبدالعزيز منذ وقت مبكر.
وبارك الهزاني للهلال التأهل إلى المباراة النهائية على مسابقة كأس ولي العهد، واعتبر ماجد الهزاني أن فريقه قدم مستويات جيدة هذا الموسم، مؤكدا أن فريقه ينتظره مستقبل مشرق في تحقيق آمال الوحداويين في السنوات القليلة المقبلة.
الأفضل تأهل
ووصف لاعب الوحدة الدولي عيسى المحياني خروج فريقه من مسابقة كأس ولي العهد أمام الهلال في مباراتي الذهاب والإياب بالمؤلم للاعبي الوحدة الذين كانوا يأملون في تحقيق حلم دام أربعين عاما لهذا النادي العريق.
وقال المحياني: إن إمكانيات لاعبي الزعيم الفنية مكنتهم من تحقيق الفوز والتأهل للنهائي، موضحا أن فريقه واجه فريقا مرصعاً بالنجوم، ويصعب الفوز عليه، وقادتهم خبرتهم للتفوق في مباراتي الذهاب والإياب، مؤكدا أن فريقه لا يملك الخبرة في مباريات حساسة وحاسمة في مثل هذه المباريات التي تتطلب التعامل بحذر ضد فريق ارتبط اسمه بالبطولات.
وأشار المحياني إلى أن قلة الخبرة وتواضع الإمكانيات لدى لاعبي الوحدة كانا سببا في الخروج مبكرا من دور الأربعة.
وأوضح المحياني أن فريقه ينتظره مستقبل رائع بهؤلاء الكوكبة من اللاعبين الشباب الذين يعتبرون الدعامة الحقيقية للوحدة.
وقدم اللحياني اعتذاره الشديد لجماهير الوحدة الذين كانوا يأملون أن يحقق فريقهم الحلم المنتظر الذي دام طويلا، وقال المحياني: إن شاء الله نعد تلك الجماهير أن نحقق مستويات ثابتة في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وأن يكون الوحدة في مراكز متقدمة في المواسم المقبلة.
تأهل منطقي
أبدى علي الأحمدي إداري فريق الوحدة أسفه لخسارة فريقه من الهلال (2/0) وخروجه من مسابقة كأس ولي العهد، وقال:"على الرغم من عدم تأهل الوحدة لنهائي هذه المسابقة الغالية على قلوبنا، إلا أن فريقنا قدم مستويات جيدة في مباراتي الذهاب والإياب مع الهلال، إن هؤلاء الشباب يعتبرون المستقبل المشرق للوحدة في السنوات المقبلة.
وأضاف:"نحن في الجهاز الإداري راضون عن أداء لاعبينا أمام الهلال ونشكرهم على ماقدموه خلال هذا الموسم للوحدة، وعموما خسارة الفرسان من الزعيم تعد عادية ومنطقية في عالم كرة القدم، فهناك فريق فائز وآخر خاسر. وأشار الأحمدي إلى أن إمكانيات لاعبي الهلال مكنتهم من حسم مباراتي الذهاب والإياب، لذلك أبارك للهلاليين إدارة وأعضاء شرف وجماهير تأهلهم لنهائي المسابقة. فريق الوحدة يمر بظروف نفسية وجميع اللاعبين متأثرون بوفاة زميلهم محمد اللحياني، الذي ترك في نفوس الجميع حالة من الحزن لن تزول قريبا، كون افتقاد هذا اللاعب أثر على عطاء الفريق في مباراتي الذهاب والإياب، وبدلا أن يكون تفكيرنا منصباً داخل الملعب، إلا أن شبح المرحوم ظل يطارد لاعبينا حتى في المعسكر.