[MARQ=RIGHT]الحديث الحادي و الثلاثون[/MARQ]
( ازهد في الدنيا يحبك الله)
عن أبي العباس سهل بن سعيد الساعدي رضي الله عنه قال: (جاء رجل الى النبي صلى الله عليه و سلم دلني على عمل اذا عملته أحبني الله و أحبني الناس فقال: ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس) رواه ابن ماجة
تكمن الحديث منزلة الحديث ببيانه سبب محبة الله وهي من أعظم ما يفوق إليه الإنسان فمن أحبه الله أكرمه ووضع له القبول في الأرض ومن أبغضه وضع له البغضاء في الأرض.
قوله(( إزهد في الدنيا يحبك الله )) وردت نصوص كثيرة في كتاب الله وفي سنة رسول الله تزهد في الدنيا وتبين حقارتها وقلتها وسرعة انقضائها وترغب في نعيم الآخرة الدائم الذي لا ينقطع.
دوافع الزهد:-
&قوة إيمان العبد واستحضار وقوفه بين يدي الله عز وجل واستحضار أهوال يوم اليامة هذا يجعل حب الدنيا ونعيمها يتضائل في قلب العبد فينصرف عن لذائذها وشهوتها ويقنع بالقليل منها.
&شعور العبد بأن الدنيا تشغل القلوب عن التعلق بالله وتؤخر الإنسان من الرقي بدرجات الآخرة وان الإنسان سوف يسأل عن نعيمها
& الدنيا لا تحصل للعبد حتي يتعب وينصب في جمعها ويبذل الجهد البدني والذهني الكثير وقد يضر لمخالطة الأرذال ومزاحمتهم وهذا يكون علي حساب طلب علم الدين والدعوة والجهاد والعبادة فشعور العبد النير القلب بهذا يجعله يعزف عنها ويقبل علي ما هو خير وأبقى.
&والزهد من الدنيا هو من طرق محبة الله جل وعلا
&محبة الله لها طرق آخري أخبر الله بها في كتابه منها:-
* الإحسان قال تعالي{ والله يحب المحسنين} آل عمران آية : 134
*التوكل قال تعالي{ إن الله يحب المتوكلين} آل عمران آية : 159
قوله((وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)) يعلمنا صلوات الله وسلامه عليه طريق محبة الناس وذلك بما فيه أيديهم من حطام الدنيا الفانية.
والداعي إلي الله أحوج ما يكون إلي محبة الناس له لأنهم إذا أحبوه أحبوا بضاعته وقبلوها ولكن ينبغي ألا يكون السعي لكسب محبة الناس علي حساب الحق والعدل فإن هذا لا يجوز في دين الله عز وجل قال صلي الله عليه وسلم(( من أرضي الناس بسخط الله وكله الله إلي الناس ومن أسخط الناس برضي الله كفاه الله مؤنة الناس)) رواه الترمذي |