السلام عليكم ...
اخوي العزيز مختصر
الذين كانوا يفتقرون إلي أدلة
دامغة تبرّر الحديث عن نازية الدولة العبرية (أي سلسلة الممارسات
العنصرية والإرهابية والترهيبية والعقابية التي صنّفها التاريخ في عداد
الفرادة النازية)، لا بدّ أنهم حصلوا علي دليل جديد قاطع يقنع مَن في
أذنه وقر وعلي عينيه غشاء. ذلك لأنّ مجزرة حيّ الدرج في غزة (71
قتيلاً بينهم طفلة لا تتجاوز الشهرين، وأكثر من 051 جريحاً) لا تقول
الكثير عن نازية الدولة العبرية فحسب، بل لا تترك أيّ ريب في أنّ هذه
النازية بلغت الأوج الذي لم تبلغه النازية الأمّ ذاتها. إنها، فضلاً عن ذلك،
أسوأ بكثير من أشدّ صفحات الأبارتيد سواداً وعنصرية وانعدام إنسانية،
كما يقول نلسون مانديلا.
عساف أوران، الضابط الإسرائيلي الإحتياط الذي رفض الخدمة في الضفة
الغربية والقطاع، والذي ينتمي إلي المجموعة التي باتت تُعرف باســــم
الرافضـــة Refuseniks، كتب رسالة مفتوحة إلي اليهود الأمريكيين ،
نشرها في مناسبة عيد الفصح اليهودي الأخير، وقال فيها: أين كان أ
صحاب النفوس الطاهرة، الذين يسارعون اليوم إلي توبيخ تيكون غمنظمة
يهودية مؤيدة للعسكريين الإسرائيليين الرافضينف بسبب تلميحها غير
المباشر إلي الفظائع النازية، أين كانوا جميعهم حين أعلن ضابط
إسرائيلي كبير أنه ينبغي أن نكون يهوداً نازيين لكي نهزم الفلسطينيين ؟
ألا يبدو حاضر المجتمع الإسرائيلي مستنزَفاً بين ماضٍ تحكمه الحروب
والهياكل المهدمة والممالك المندثرة وأفران الغاز، ومستقبل غامض لا
ينجلي فيه سوي سقف السلام المقيت المثير لخوف اليهودي العاديّ؟
وكيف تتمّ مصالحة ذاكرة كارثية مع سلام كارثي، أتي دون أن يأتي
تماماً؟ وكيف تقتل أمريكا في أفغانستان علي هواها، ولا تقتل إسرائيل
في فلسطين علي هواها وأهوائها؟ وكيف يقتل الصهيوني ـ النازيّ
الجديد، ويستنكر أن يُقتل؟
تحياتي
العقيد