عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-2005, 02:25 PM   رقم المشاركة : 9
تعال وناظر جروحي
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية تعال وناظر جروحي
 





تعال وناظر جروحي غير متصل



4 أيــــــــــــــــــــار 1905



إنه المساء . يجلس أربعة من الإنكليز و السويسريين إلى طاولتهم المألوفة في غرفة الطعام في فندق " سان موريزان "

في " سينت موريتز" يلتقون هنا كل عام في شهر حزيران ,

ليتحدثوا و يستحموا. الرجلان أنيقان يرتديان ربطتي عنق سوداوين و حزامين , المرأتان جميلتان و ترتديان فستاني سهرة .

يسير النادل عبر الأرضية الخشبية الرائعة و يتلقى طلباتهم .

تقول المرأة التي تزين شعرها بشريط قماش موشى :

" أظن أن الطقس سيكون معتدلاً غداً. سيكون هذا مريحاً".

يهز الآخرون رؤوسهم و تتابع كلامها :

" تبدو الحمامات أكثر إمتاعاً حين يكون الجو مشمساً. رغم أن هذا يجب ألا يهم كما أعتقد" .

يقول الأميرال : " رننيك لايتلي "* فاز بأربع نقاط مقابل نقطة واحدة في دبلن "

يغمز زوجته .

يقول الرجل الآخر : " سأراهن بخمس نقاط مقابل واحدة إذا راهنت " .

تقطع النساء أرغفة العشاء , تدهنها بالزبدة و تضع السكاكين على جانب صحون الزبدة . يثبت الرجال أعينهم على المدخل.

تقول المرأة التي تزين شعرها بشريطة قماشية موشاة : " أحب نسيج أغطية الطاولات " .

تأخذ منديلها تفتحه ثم تطويه مرة أخرى .

تقول المرأة الأخرى مبتسمة : " أنت تريدين هذا كل عام يا جوزفين ".

يأتي العشاء . طلبوا الليلة سرطانات البحر , الهليون , شرائح لحم البقر و النبيذ الأبيض .

تقول المرأة التي تزين شعرها بشريطة قماشية موشاة وهي تنظر إلى زوجها :

" كيف هو صحنك ؟"

- زيادة قليلة في البهارات كالأسبوع الماضي .

- وأنت أيها الأميرال كيف شرائحك؟

يقول الأميرال بسعادة : " لم يقلبوا أبداً جانباً من الشرائح "

يقول الرجل الآخر : ألم تلاحظ أنك ذهبت كثيراً إلى مخزن اللحوم .

لم تنقص كيلوغراماً واحداً منذ العام الماضي أو ربما الأعوام العشرة الأخيرة .

يقول الأميرال غامزاً زوجته : " ربما لا تستطيع أن تلاحظ , بيد أنها تستطيع " .

تقول زوجة الأميرال : " يمكن أن أكون مخطئة , لكن يبدو أن الغرف أكثر تعرضاً للهواء البارد هذا العام ".

يهز الآخرون رؤوسهم و يتابعون تناول سرطانات البحر و شرائح لحم البقر . تتابع كلامها :

" دائماً أ،انام بشكل أفضل في الغرف الدافئة لكن إذا كانت معرضة للهواء البارد أستيقظ مصابة بالسعال ".

تقول المرأة الأخرى : " ضعي الغطاء فوق رأسك " .

تقول زوجة الأميرال: نعم, لكنها تبدو محتارة.

تكرر المرأة الأخرى : " ضعي رأسك تحت الشرشف عندئذ لايزعجك الهواء البارد . يحدث لي طوال الوقت في كريدلوالد .

ثمة نافذة قرب سريري . أستطيع أن أتركها مفتوحة إذا غطيت أنفي . وهذا يترك الهواء البارد في الخارج " .

تتحلحل المرأة التي تزين شعرها بشريطة موشاة على كرسيها , تنزل ساقاً عن أخرى تحت الطاولة .

تأتي القهوة . يذهب الرجلان إلى غرفة التدخين و المرأتان إلى الأراجيح على السطح الكبير في الخارج.

يسأل الأميرال: " كيف حال المشاريع منذ العام الماضي ؟

يقول الرجل الآخر و هو يحتسي البراندي : " لا تستطيع أن تشكو " .

" و الأولاد ؟"

" كبروا عاماً"

في الرواق , تتأرجح المرأتان وتنظران في الليل . و يحدث الشئ نفسه في كل فندق ومنزل و بلدة ,

ذلك أن الزمن يمر لكن لايحدث سوى القليل في هذا العالم .

و تماماً كما يحدث القليل من عام لآخر يحدث القليل من شهر لآخر و من يوم لآخر .

و إذا كان الزمن و مرور الأحداث هما الشيء نفسه فهذا يعني أن الزمن لا يكاد يمر مطلقاً .

و إذا لم يكن الزمن و مرور الأحداث هما الشيء نفسه , فهذا يعني أن البشر هم الذين لايكادون يتحركون .

إذا لم يمتلك المرء طموحات في هذا العالم فإنه يعاني دون أن يعرف .

و إذا امتلك المرء طموحات فإنه يعاني و هو يعرف , و لكن ببطء شديد.

__________________________


* رننيك لايتلي : اسم حصان






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة