تسبيح الكائنات لله تعالى .
معنى التسبيح في اللغة : التقديس والتبجيل والتحميد لقدسية الله سبحانه من كل شريك ونقص .

المعنى القرآني للتسبيح :

1- سبحان الله : تعني التعجب ، فإننا نرى الرجل إذا عجب بشيء قال سبحان الله كقوله تعالى :

( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) .

2- وقيل معنى التسبيح : هو الصلاة لقوله تعالى :

( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وعشيا وحين تظهرون ) .

3- ومعنى التسبيح : هو التمجيد : نحو ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) .

كل الكائنات تسبح الله وتقدسه :

جميع الكائنات والمخلوقات من إنسان وجن وملائكة وحيوان وطير وجماد وكل شيء في الوجود يسبح الله ويقدسه ، فالسماوات والأرض وما فيهما وبينهن ، فالناس تسبح ويفهم تسبيحها ولكن الجن والملائكة والوحوش في الفلوات والطير في السماء والجبال والرعد والبرق وكل موجود يسبح الله ، لكننا لانفهم لغتها وكيفية تسبيحها وذلك لمحدودية قدراتنا وامكاناتنا وذلك لقوله تعالى :

( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وما بينهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم انه كان حليماً غفوراً ) .

1- تسبيح الإنسان والكائنات : لقوله تعالى :

( يسبح له من في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم ) .

2- تسبيح الملائكة : لقوله تعالى : ( وترى الملائكة حافين حول العرش يسبحون بحمد ربهم ) .

3- تسبيح الطير : لقوله تعالى : ( ألم ترى ان الله يسبح له من في السموات والأرض صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه ) .

4- تسبيح الجبال : لقوله تعالى : ( إنا سخرنا الجبال يسبحن بالعشي والأشراق والطير محشورة كل له أواب ) .

5- تسبيح الرعد : لقوله تعالى : ( ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) .

وقد اختلف العلماء في تفسير التسبيح للكائنات الغير عاقلة ، فوضعوا نظريات متعددة أبرزها :

النظرية الأولى : فتقول أن تسبيح الكائنات الغير عاقلة تسبيح غير حقيقي بل تكويني وهو كون الكائنات تشهد وتعترف بانها حادثة مخلوقة فتقر بموجدلها وخالق .

النظرية الثانية : معنى التسبيح للكائنات الغير عاقلة هوالإطاعة الكاملة والخضوع لإرادة الله سبحانه وتعالى .

النظرية الثالثة : هو كون كمال وعجيب صنعة الله سبحانه وجمال ابداعه في خلق الكائنات تدلها علىعظيم وكمال الخالق فهي تنزهه وتقدسه لعظمة قدرته وجميل صنعه فيها .

النظرية الرابعة : تعتبر ان تسبيح الكائنات الغير عاقلة هو تسبيح بلسان الحال وليس بلسان المقال الكاشف للشعور أي ان هذا التسبيح هو مجازي وليس حقيقي .

النظرية الخامسة : وتتمحور حول ان للكائنات العاقلة وحتى غير العاقلة من حيوان وطيولر ونبات وجماد لها ولكل منها لغة خاصة بها تعبر بها وتسبح بها كما يفعل الإنسان وهذه نظرية الفيلسوف الإسلامي الجليل المرحوم صدر المتألهين .

ولهذه النظرية جذور في القرآن ، فقد ذكر الله سبحانه في شأن نبي الله سليمان (ع) انه يكلم الحيوانات والطير حيث يفهم لغتهم ويتحدث معهم بلغتهم ، كذلك تجاوب الطير والجبال مع نبي الله داوود (ع) في تضرعه ومناجاته لله سبحانه وتعالى .


ولكم اطيب الأمنيات


__________________
يا حي يا قيوم، برحمتك يا أرحم الراحمين استغيث بك فاغثني ، ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين ، واصلح لي شأني كله


___________