ليت هناك من يقرأ كلماتي..
 

سألت النجوم ...

أي الدروب ألقاك يوم..؟

كانت هذه كلمات يتغنى بها شاب سعودي..في سيارته عند أحدى الإشارات المرورية..


أما صاحبه الذي يركب بجانبه..وينفث في زقارته..مما ينبأ عن ضياع..فقد رد على أغنيته..

رد الصدى يعتذر..

لا تنتظر..

لا تنتظر..

ولا تنتظر..

حلمك وطموحك في هالديرة سراب..

سراب..

سراااب..


احباط يليه احباط..هذا ما يعانيه شباب السعودية..

منذ ان اولى ابتدائي حتى ثاني ثانوي وأنا لا أرضى بغير الامتياز..حتى اني مرة بكيت بكاء مريرا عندما علمت أنني الثاني على الصف..

في مرحلتي الاخيرة والتي لم أوفق فيها..حصلت على تقدير مقبول..والتي هي حقيقة وواقعا..غيــر مقبول!..

بكيت بكاء وفيرا..فقد كتب الله لي ان اصاب بمرض في سنتي الأخيرة..فتغيبت اكثر مما حضرت..لذلك تم طردي من رحمة الجامعات التي لاتنزل الا على ذوي الواسطات!..

بكيت عند أمي..ورجوت أبي أن يبعثني لتحقيق حلمي أو طموحي..في دراسة علم الحاسوب..

أبي الرجل العظيم..وافق بلا تردد..وبعد ان استخار الله..وبعثني للخارج على حسابه الخاص..رغم الظروف الكاحلة التي يمر بها..مرض اقعده عن العمل..وديون لا تسددها جائزة جورج قرداحي..

انا هنا من منبر الغربة..

أنادي من نصب نفسه ولي أمري..وكل من وضع في موقف المسؤولية.. أن ينظر في شؤوننا ولو قليلا..ارجوكم..نحن من يبني هذا المجتمع..نحن من يموت دفاعا عن هذا الوطن..

لم أترك أمي تبكي ليلها ..وأبي يصارع مرضه ويقوم بشؤون الأهل..لم أترك غرفتي..بيتي..والحارة..والاصحاب..ونسمة بلدي..الا لأنني اريد ان اعود رجلا يحمل عن أبيه الحمل..ويساعده في تسديد تلك الديون..

انا هنا من ضيقة الغربة..ولا اعرف أحدا..ولا شخص يعرفني..

اتجهت الى السفارة السعودية كي اقدم على منحة دراسية..فكان جوابهم..لا يوجد لدينا ملحق ثقافي..!

فماذا عساي ان افعل؟..

ارجوكم يامن تحملون هموم المواطنين..يامن تسهرون الليالي لأجلنا..

ان كانت جامعاتنا قد رفضتنا..فأعينونا على التطفل في جامعات العالم..

ارجوكم نحن ابناءكم..فهل لنا غير أباءنا وأعمامنا؟

الجامعة مكلفة..والحياة مكلفة..ولا استطيع ان اثقل على والدي أكثر مما فعلت..

نحن أيضا نعف عن السؤال..لأننا تربينا ان نسأل (بضم النون)..لا أن نسأل!..

ليت هناك من يقرأ كلماتي..