رحلت أشهر أم في السينما المصرية.. رحلت عاشقة الفن والتي ظلت تمارسه حتى آخر نفس لها في الدنيا.. رحلت صاحبة البصمة في دور الأم والمرأة المصرية المطحونة.. رحلت امس (الاحد) الموافق 24اغسطس 2003الفنانة الكبيرة امينة رزق عن عمر يناهز الـ 93عاماً قضت منهم 80عاماً في رحاب الفن الاصيل الذي يناقش هموم الإنسان البسيط وحياته اليومية (80) عاماً من العطاء على كل المستويات الفنية في السينما والمسرح والتلفزيون.. رحلت امينة رزق بعد فترة قصيرة مع المرض والاعتكاف في غرفة العناية المركزة رافضة الحوارات ورافضة بشكل قاطع مقابلة اي انسان لترحل في صمت صباح الاحد وكانت النكسة الصحية التي تعرضت لها نتيجة نزلة برد اصابتها لم تحتملها فأصابت الرئة وفارقت الحياة. بدأت رحلة امينة رزق المولودة في 10إبريل 1910في مدينة طنطا مع الفن من خلال المسرح على يد معلمها الاول يوسف وهبي حيث جسدت دور صبي في العاشرة من عمره في مسرحية (راسبوتين) وبعد ذلك ومجرد ان شب عودها اصبحت هي نجمة فرقة يوسف وهبي وقدما معاً مجموعة من المسرحيات الناجحة ثم قدمت اعمالاً اذاعية وسينمائية وتلفزيونية بعد ذلك ورغم انها تعتبر اشهر ام في السينما المصرية الا انها في حياتها لم تتزوج وعاشت للفن فقط ومن اشهر اعمالها دور أم حسن في فيلم (بداية ونهاية) المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ واخراج صلاح ابو سيف حيث نجحت في تجسيد دور الأم المصرية التي تقف صامدة أمام كل تيارات الحياة تواجه طوفان الفقر بشموخ وتنجح في احتواء اولادها.. كما انها جسدت دور ام آمنة وهنادي في فيلم (دعاء الكروان) والزوجة الاولى المطحونة برحى الفقر في فيلم (اريد حلاً) والام التي تعاني جحود اولادها في (اعز الحبايب) والام التي تبحث عن ابنها ثلاثين عاماً في (المولد) وغيرها من الادوار التي رسخت في ذاكرة السينما العربية، ورغم اشتهارها بالادوار التراجيدية التي ابكت الجمهور سنوات طويلة نجح فؤاد المهندس في اقناعها لتكون نجمة كوميدية في مسرحية (انها حقا عائلة محترمة)
وكان آخر اعمالها على المسرح مسرحية (ياطالع الشجرة) التي مرضت خلال عرضها ودخلت العناية المركزة بمستشفى القصر العيني حتى فارقت الحياة بعد رحلة طويلة مع الفن وبعد العديد من الألقاب والجوائز ومن ألقابها (أم الممثلين، راهبة الفن، وعذراء الشاشة).