يشعر كثير من الأزواج خاصة أولئك الذين في مقتبل العمر براحة وبشيء من الحرية لممارسة حياتهم الخاصة عندما يخلد أطفالهم الصغار إلى النوم ما عدا الابوين شيرو وماريا فإنه يتعين عليهما البقاء منتبهين وحريصين طيلة ساعات اليوم على ألا ينام طفلهما الصغير موريزو مينيلا لأن نومه يعني مفارقته الحياة.
ويعاني موريزو الصغير من مرض غريب للغاية يعاني منه ثلاثمائة شخص فقط من كافة أرجاء المعمورة حيث يتعرض المصابون بهذاء الداء الغريب إلى مخاطر توقف عمل جزء من المخ يسيطر على عملية التنفس وإذا استيقظ المصاب بهذا المرض فجأة فإنه يختنق على الفور.
ويتعين على الطفل البريء موريزو ارتداء قناع أوكسجين عندما يخشى الوالدان عدم مقدرتهما على مراقبته المستمرة لمنعه من النوم القاتل وبالرغم من ذلك فإنهما يكونان في قلق دائم من احتمال توقف تنفسه في أي لحظة.
عانى الطفل من ذلك الكابوس المخيف بعد ولادته مباشرة.
ويقول أباه شيرو متذكراً تلك اللحظات والتي كان من المفترض أن تكون اسعد لحظات حياته أنه كان بالإمكان ملاحظته على الفور بأن في ولادته شيء غير طبيعي حيث شعرت وأمه بالقلق من الوهلة الأولى وتحول حالنا من الفرحة والسرور إلى الشعور بالألم والحزن لأنه كلما اراد اغماض جفنيه والخلود إلى النوم تغير لونه على الفور إلى اللون الرمادي وشعرنا بأنه في حاجة ضرورية وملحة للاوكسجين.
وتم نقل الطفل بالطائرة بعد أيام قليلة من ولادته بمدينة افيرسو الايطالية إلى مستشفى جنوا التي تبعد ثلاثمائة وخمسين ميلاً من مكان ولادته حيث ابلغنا الأطباء المختصون هناك بالأخبار غير السارة لمرض فلذة كبدنا النادر.
ومضى الأب الحزين قائلاً بأن الأطباء ابلغوهما أيضاً بأنه لا يوجد علاج البتة لهذا المرض الفريد مبيناً أن الأطباء حاولوا أن يبثوا فيهم الأمل بالقول لهم إن رجلاً يبلغ السابعة والثلاثين من العمر ويعاني من نفس هذا المرض لايزال على قيد الحياة غير أن بصيص الأمل ذلك لم يزح عن كاهل الابوين شعورهما بالحزن العميق لحرمان طفلهما من نعمة النوم طيلة حياته.
ويقول الأطباء بأنه يمكن للطفل أن يخرج من المستشفى إلى منزل اسرته غير أنه وحتى يتم ايجاد علاج لهذا المرض القاسي فإنه ينبغي أن يخضع لمراقبة دقيقة ومستمرة كما أنه سيحتاج إلى جهاز خاص لمساعدته على الشهيق والزفير.
وتقول أمه الوجلة إنه ينبغي علينا تقبل الأمر الواقع ومعرفة أنه كلما يحاول الطفل النوم فإنه يخاطر بمفارقة الحياة بعد مشيئة الله.