منتديات الـــود - تفسير سورة النصر لابن عثيمين رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد’’’’’

تفسير سورة النصر

( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره أنه كان توابا )

{ إذا جاء نصر الله والفتح } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم
{ نصر الله } النصر هو تسليط الله الانسان على عدوه بحيث يتمكن منه ويخذله ويكبته , والنصر اعظم سرور يحصل للعبد في اعماله , لان المنتصر
يجد نشوه عظيمه , وفرحا لكنه إ ذا كان بحق فهو خير , وقد ثبت عن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام انه قال [ نصرة بالرعب مسيرة شهر ]
اي ان عدوه مرعوب منه إذا كان بينه وبينه مسيرة شهر ] , والرعب اشد شئ يفتك بالعدو , لان من حصل في قلبه الرعب لايثبت ابدا , فقوله تعالى
( إذاجاء نصر الله ) أي نصر الله إياك على عدوك ( والفتح ) أي الفتح المعروف في اذهانكم وهو فتح مكه وكان فتح مكه في رمضان من السنه الثامنه للهجرة ’ وسببه ان النبي لما صالح قريش في الحديبيه في السنه السادسه - الصلح المشهور - نقضة قريش العهد فغزاهم النبي صلى الله
عليه وسلم وخرج إ ليهم منالمدينه بعشرة اّلاف مقاتل مختفيا وقال [ اللهم عمي أخبارنا عنهم ] فلم يفاجأهم إلا وهو محيط بهم ودخل مكة في العشرين من رمضان , من السنه الثامنه للهجره ،مضفرا منصورا ,,
( يدخلون في دين الله افواجا ) أي جماعات بعد أن كانو يدخلون فيه أفراد
ولا يدخل فيه الانسان في بعض الاحوال إلا متخفيا , صاروا يدخلون في دين الله أفواجا وصارة الوفود ترد على النبي عليه السلام في المدينه منكل جانب حتى سمي هذا العام بعام الوفود .
وقوله تعالى ( فسبح بحمد ربك وأستغفره ) كان المتوقع ان يكون الجواب فأشكر الله على هذه النعمه واحمده عليها ولكن ( فسبح بحمد ربك وأستغفره )
وهذا نضير قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا عليك القراّن تنزيلا .فأصبر لحكم ربك ) وكان المتوقع فأشكر ربك على هذا التنزيل ولكن قال ( فاصبر لحكم ربك ) إذانا بانه سوف ينال أذى بواسطة أبلاغ هذا القراّن ( فسبح بحمد ربك
واستغفره ) فالمعنى انه إذا جاء نصر الله والفتح فقد قرب أجلك وما بقى عليك
إلا التسبيح والتسبيح تنزيه الله عما لا يليق بجلاله . والحمد ؛ هو الثناء
عليه بالكمال مع المحبه واستغفره اي أسأله المغفره ( أنه كان توابا) إذا استغفرته تاب عليك ,,,

وماقدمته هو تفسير لسورة النصر من كتاب تفسير جزء عم لفضيلة
الـــــــــــــعلامه الشـــــــــــــــــيخ : محمد صالح العثيمين غفر الله له ولوالديه وللمسلوين