![]() |
رسالة أبن القيم إلي طوائف المسلمين
قال ابن القيم ( رحمه الله ) : وقد ذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم
} وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي …..{ قال : وهذا ذم للمختلفين ، وتحذير من سلوك سبيلهم ، وإنما كثر الاختلاف وتفاقم أمره بسبب التقليد وأهله ، الذين فرقوا الدين وصيّروا أهله شيعاً ، كل فرقه تنصر متبوعها ، وتدعو إليه ، وتذم من خالفها ، ولا يرون العمل بقولهم ، حتى كأنهم ملة أخرى سواهم ، ويدأبون ويكدحون في الرد عليهم ، ويقولون : كتبهم وكتبنا وأئمتهم وأئمتنا ومذهبهم ومذهبنا : هذا والنبي واحد والقرآن واحد والرب واحد ، فالواجب على الجميع أن ينقادوا إلى كلمة سواء بينهم كلهم ، وأن لا يطيعوا إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يجعلوا معه من يكون أقواله كنصوصه ، ولا يتخذ بعضهم بعضاً أربابا من دون الله ، فلو اتفقت كلمتهم على ذلك ، وانقاد كل وحد منهم لمن دعاه إلى الله ورسوله ، وتحاكموا كلهم إلى السنه وآثار الصحابة لقل الاختلاف ، وإن لم يعدم من الأرض ، ولهذا تجد أقل الناس خلافا أهل السنة والحديث ، فليس على وجه الأرض طائفة أكثر اتفاقاً وأقل اختلافاً منهم لما بنوا على هذا الأصل ، وكلما كانت الفرقة عن الحديث أبعد كان اختلافهم في أنفسهم أشد وأكثر ، فإن من رد الحق مرج عليه أمره واختلط عليه ، والتبس عليه وجه الصواب ، فلم يدر أين يذهب كما قال تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ ) سورة ق المصدر أعلام الموقعين 2/226 |
الساعة الآن 12:36 PM. |