![]() |
أيتها النفس أقلعي وتوبي
بسم الله الرحمن الرحيم أيتها النفس ، أقلعي عن الجناح وتوبي ، وراجعي إلى الصلاح وأوبي ، أيتها النفس قد شان شاني عيوبي * أيتها الجاهلة تكفيني ذنوبي . يا ويح نفسي من تتابع حوبتي *** لو قد دعاني للحساب حسيبي فاستيقظي يا نفس ويحك واحذري *** حذرا يهيج عبرتي ونحيبي واستدركي ما فات منك وسابقي *** سطوات موت للنفوس طلوب وابكي بكاء المستغيث وأعولي *** اعوال عان في الوثاق غريب هذا الشباب قد اعتللت بلهوه *** أفليس ذا يانفس حين مشيبي هذا النهار يكر ويحك دائبا *** يجري بصرف حوادث وخطوب هذا رقيب ليس عنّي غافلا *** يحصي عليّ ولو غفلت ذنوبي آه لنفس تركت يقينها وتبعت آمالها ، مالها ؟ جهلت ما عليها ومالها * أما ضربت العبر...؟ بأخذ أمثالها أمثالها ، من لها ؟ إذا نازلها الموت فغالها * وأخذ منها ما نالها وقد أنى لها ، ليتها تفقدت أمورها ، أو شهدت أحوالها ، تحضر المجلس بنية ، فإذا قامت بدا لها ، ويحها لو ترى أجزاء من مالها لهالها . قال أبو يزيد : رأيت الحق في المنام ، فقلت : يارب كيف أجدك ؟ قال . فارق نفسك وتعال . جاء رجل أعرابي إلى أبي الدقاق ، فقال : قد قطعت إليك مسافة ، فقال : ليس هذا الأمر بقطع المسافات ، فارق نفسك بخطوة وقد حصل لك مقصود ، لو عرفت منك نفسك التحقيق لسارت معك في أصعب مضيق ، لكنها ألفت التفاتك ، فلما طلبت قهرها فاتك ، هلا شددت الحيازم ، وقمت قيام حازم ، وفعلت فعل عازم ، وقطعت على امر جازم ، تقصد الخير ولكن ما تلازم . ويعرف أخلاق الجبان جواده *** فيجهده كراً ويرهبه ذعرا كان الفضيل ميتا بالذنوب ، وابن ادهم مقتولا بالكبر ، والسبتي هالكا بالملك ، والجنيد من جيد الجند ، فنفخ في صور المواعظ ، فدبت أرواح الهدى في موتى الهوى ، فانشقت عنهم قبور الغفلة ، وصاح اسرافيل الإعتبار ( كذلك يحي الله الموتى ) ، إنما سمع الفضيل آية ، فذلت نفسه لها واستكانت وهي ( كانت ) ، إنما زجر ابن أدهم بكلمة كَلَمت قلبه فانقلب هايف ( العطشان الذي لم يصبر على العطش ) عاتبه ولام أخرجه من بلخ إلى الشام ، كانت عقدة قلوبهم بأنشوطة ، ومسد ( حبل من ليف ) قلبك كله عقد ، لاحت للقوم جادة السلوك (( قالوا ربنا الله ثم استقاموا )) . لما اشتغل القوم بإصلاح قلوبهم أعرضوا عن إصلاح أبدانهم ، عري أويس حتى جلس في قوصرة ، وقدم بشر من عبادان وهو متشح بحصير . إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه *** فكل رداء يرتديه جميل وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها *** فليس إلى حسن الثناء سبيل كان أويس يلتقط النوى فيبيعه بما يفطر عليه ، فإذا أصاب حشفة ( رديء التمر ) إدّخرها لإفطاره ، ويجمع الخرق من المزابل فيغسلها في الفرات ويرقعها ليستر عورته ، ويفرّ من الناس فلا يجالسهم ، فقالوا مجنون * لا تصح المحبة ، حتى يمحى الأسم المعروف باسم متجدد * فإن إسم قيس نُسي ، وعُرف بالمجنون . لولا جنوني فيك ما *** قعد العواذل لي وقاموا أولى يلوم العاذلون وليس لي قلب يلام بنى أهل أويس له بيتا على باب دارهم ، فكانت تأتي عليه السنون لا يرون له وجها * وكان إذا خرج يمشي ضرب الصبيان عقبيه بالحجارة حتى تدمى * وهو ساكت ولسان حاله يقول : ولقيت في حبك مالم يلقه *** في حب ليلى قيسها المجنون لكنني لم أتبع وحش الفلا *** كفعال قيس والجنون فنون لقي بعض الجند إبراهيم بن أدهم في البرية ، فقال له : أين العمران ؟ فأومى بيده إلى المقابر ، فضربه فشج رأسه ، فقيل له : هذا ابن أدهم فرجع يعتذر إليه فقال له إبراهيم : الرأس الذي يحتاج إلى اعتذارك تركته ببلخ . مرّ رجل بابن أدهم وهو ينظر كرما ( أي يحرس أشجار عنب ) فقال : ناولني من هذا العنب ، فقال : ما أذن لي صاحبه ، فقلب السوط وضرب رأسه ، فجعل يطأطيء رأسه ويقول : أضرب رأساً طالما عصى الله . من أجلك قد جعلت خدّي أرضا *** للشامت والحسود حتى ترضى مولاي إلى متى بهذا أحظى *** عمري يفنى وحاجتي ما تُقضى لو قطعني الغرام أربا أربا *** ما ازددت على الملام إلا حبا لازلت بكم أسير وجد صبا *** حتى أقضي على هواكم نحبا كان ابن أدهم يستغيث من كرب وجده ، ويبول الدم من كثرة خوفه ، فطلب يوما سكونا من قلقه ، فقال : يارب إن كنت وهبت لأحد من المحبين لك ما يستريح به ، فهب لي ، فقيل له في نومه : وهل يسكن محب بغير حبيبه ؟ . الجسم يذيبه الأسى والسهد *** والقلب ينوبه الجوى والكمد هم قد وجدوا وهكذا ما وجدوا *** ما جن بهم مثل جنوني أحد شوق وجوى ونار وجد تَقِد *** مالي جلد ضعفت مالي جلد . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
السلام عليكم
جزاك الله اخوي كل خير على هذا الموضوع وجعله في موازين اعمالك ووفقنا الرحمن لما يحبه ويرضاه . وتقبل تحياتي اخوك السنافي |
الساعة الآن 06:05 PM. |