![]() |
ليه ما اعتذرنا قبل فوات الأوان؟
كلنا نخطي، ونصلح أخطائنا بالاعتذار، ولكن كيف يمكن أن تعتذر لمن أخطأت في حقه إذا كان......
***** حدثت هذه القصة إبان دراستي الجامعية، حيث كنت أدرس في الرياض، وأهلي يسكنون بمدينة تبعد عن الرياض حوالي ثلاثمائة كيلومتر، فكنت في نهاية الأسبوع أسافر عائدا إلى أهلي، إما بسيارتي أو بسيارة صديقي سليمان الذي كنت وإياه ندرس في نفس المرحلة ونفس التخصص، وفي أحد الأسابيع قال لي سليمان بضيق أن هناك قريب له سوف يذهب معنا هذا الأسبوع إلى الديرة، تساءلت بعجب: - طيب وش المشكلة؟ وراك ضايق صدرك؟ - المشكلة أنه يمكن يخاوينا كل أسبوع، وما راح نأخذ راحتنا. - اها. - لا والأخ تراه بعد على نياته. لكن شف عندي حل. - وش هو؟ - بأهبل فيه، بخليها أخر مرة يجي معنا فيها. - لا...سليمان مالها داعي. - يا ابن الحلال ما عليك منه. تراه ماعندك أحد. - ولو ياخوي ماله داعي نصير أنذال معه. - اسمع كلامي، والا بيصير كل أسبوع فوق روسنا. ***** وفي يوم الأربعاء أخذنا أنا وسليمان أغراضنا من الشقة، واستقلينا سيارة سليمان، ومررنا ببيت الرجل، كان للحقيقة شابا يصغرني بسنتين، طويلا ويرتدي نظارات ضخمة، وكان من يراه يعرف أنه شخص كما قال سليمان على نياته، وشكله يدل على أنه خجول ومسالم، سلم وركب معنا وقال له سليمان بصوت واضح الضيق: - هلا عبدالله هذا محمد خويي(وهو يشير لي). - هلا محمد وشلونك؟ - الحمد لله وشلونك أنت. ركب عبدالله في المقعد الخلفي فيما كنت أنا في الأمام، وانطلقنا كنا صامتين حاول عبدالله الحديث لكن فضاضة سليمان أحجمته فلاذ بالصمت، كنت اشعر بالحرج في البداية وأحس بالشفقة على عبدالله من الأتي، وفعلا عندما أصبحنا في الطريق السريع، دفع سليمان شريطا لمغنية لبنانية في المسجل وبدأت المغنية تتأوه، وتنادي حبيبها اللي تركها ولا عبرها إلى أخره، أحسست بالحرج وودت لو أقول لسليمان أن يطفئه ولكني سكت، تنحنح عبدالله وقال بصوت خافت: - سليمان الله يجزاك خير، طف المسجل. - وشو؟ وراه الأخ مطوع؟ وضحك سليمان وهو ينظر لي ثم أردف: - والله حنا نبغى نستانس عاجبك ولا بمان الله. سكت عبدالله على مضض، وعندما وقفنا في محطة لتعبئة البنزين، استأذن عبدالله لقضاء حاجته، وذهب فيما كان سليمان بالبقالة، وعندما عاد سليمان سأل: - وين الأخ؟ - راح للحمام. - أوف. ركب سليمان وانتظرنا قليلا، وعندما عاد عبدالله قال له سليمان بعصبية: - يله تراك أخرتنا. - آسف. كان سليمان يعامل عبدالله بطريقة قذرة، لا تحتمل وكان أثرها واضحا على وجه عبدالله، وسرنا وبدء سليمان يسرع، وفهمت ما ينوي فعله عندما لاحظت تملل عبدالله الذي كان يخاف من السرعة، وعندما وصلت السيارة إلى سرعة 180، قال عبدالله بصوت مبحوح: - سليمان الله يخليك خفف شوي السرعة. - أنا لله وإنا إليه راجعون، تراك أشغلتنا يا ولد الناس، عاجبك ولا انزل. وزاد السرعة إلى 200 وهو يقول: - هاه عاجبك ولا لا؟ - سليمان...ليه تعاملني كذا؟ إذا كنت ما تبيني ليه ما قلت لي وأروح مع غيرك؟ سكت سليمان فقد كان مضطرا لأخذه معه لأن أبو عبدالله كان له أفضال على سليمان، ولكن سليمان لم يرفع قدمه عن البنزين، فقال عبدالله: - هد ولا نزلني. داس سليمان بجنون على الفرامل ودفع السيارة إلى جانب الطريق، وقال دون أن يلتفت له: - أنزل. - سليمان. أذكر الله (قلتها أنا لتهدئة الوضع) لكن عبدالله فتح الباب وأخذ شنطته ونزل، وفوجئت بسليمان ينطلق بالسيارة فقلت بحنق: - سليمان...أعقل، والله أنك خبل، حرام عليك. - هذا اللي ناقص، جاي معنا وبيغثنا. - ولو أرجع له. وبعدين مهوب بهالطريقة، حرام عليك. - خلنا نفتك منه. - سليمان أرجع وأعتذر له. - أعتذر والله ما أعتذر. عاجبه ولا يطق رأسه بالجدار. عاد سليمان مع المخرج، وعندما وصلنا إلى عبدالله كان جالسا على شنطته، وقف سليمان عنده ولم يقل شي، نظرت إلى عبدالله ورأيت التماع الدموع في عينيه وارتجاف شفتيه أحسست بالشفقة عليه، فيما قام هو وركب بصمت، وانطلق سليمان بالسيارة التي خيم عليها جو ثقيل. كان سليمان يسير بسرعة 180 عندما صدرت قرقعة قوية، واهتزت السيارة وفي لمح البصر كانت تنحرف عن الطريق، واختلت المرئيات أمامي وفقدت الوعي. ***** عندما أفقت كنت على فراش أبيض، والأربطة تطوقني، كانت إصابتي هي الأهون مجرد كسور ورضوض، فيما كان سليمان في غيبوبة استمرت شهرا، أفاق منها ولم يتعافى تماما إلا بعد أربعة شهور، أما عبدالله فقد كانت أصابته بليغة جدا، وبعد ثلاثة أيام من الحادث توفي رحمه الله، ومازالت ذكراه تزورني مع إحساس بالذنب، ورغبة عارمة بالبكاء. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخي محمد صدقني مو عارف ايش اقول غير الله يرحم عبد الله ويغفر له . والي سليمان الله يهديه ويصلح شآنة . |
ان لا الله وان اليه راجعون!!
قصة قوية ولكن يجب عليك الرجوع الى الله سبحانه وتعالى فاأنت كنت تعرف ولم تخبر المرحوم له باذن الله!!! حقيقة تحدث دائما ولكن الشخص الذي لاتريده قل له لاأريدك ولاتدخل نفسك في المشاكل وقصتكم خير دليل!! الله يعينك اخوي واعتقد انك لن تنسى ماحييت ذلك الشخص رحمة الله عليه ولكن باب التوبه مفتوح فالرجوع الى الله سبحانه وتعالى سوف يقيك انشاء الله من الذنوب! |
ياأخوان هذه قصة من وحي الخيال، ولم تقع لي ولكني تخيلتها.
|
أخــــــــــي شـــــــــامل :
خيالك واسع جداااااا وجميل 00 ولكنك أوهمت غيري بأن الحادث قد وقع عليك !!!!!00 قصه مؤثره أدمعت العين فعلا 00 مع خالص تقديري واحترامي لك 00 |
الساعة الآن 10:38 PM. |