![]() |
متى تقولين له لا ؟ و كيف ؟
متى تقولين له لا ؟ و كيف ؟ لا شك في أن الأم التي تلبي جميع طلبات طفلها ، دون استثناء ، أم مخطئة في تربيتها لطفلها . لإنها في استجابتها المستمرة لرغباته ، دون تمييز بينها ، بين ما هو مناسب و ما هو غير مناسب ، تلحق الضرر بشخصية طفلها من الأوجه التالية : يستقر في عقل الطفل أن من حقه الحصول على كل شيء دون حساب للآخرين وقد يجعله هذا في المستقبل متعدياً على حقوق غيره . بل حتى في طفولته نجده يحاول أن يأخذ لعبة طفل آخر لأنه متعود أن يمتلك كل ما يرغب فيه . تلبية كل رغبة للطفل لا يساعده على التمييز بين ماهو مفيد وما هو ضار ، بين ما هو حق و ما هو باطل ، فحين تلبي الأم جميع رغبات طفلها يحسب الطفل أنه يرغب دائماً في ما هو حق و مفيد . الطفل الذي تعود أن يحصل على كل شيء يريده ، يُصدم في مستقبل حياته حين يخفق في تحقيق كل ما يريده ، و لا يحصل على كل ما تشتهيه نفسه ، و يترك هذا الإخفاق آثارة السلبية على نفسه . على هذا فإن كلمة (( لا )) ضرورية لبعض طلبات الطفل و رغباته , و لكن متى تقول الأم (( لا )) ؟ و كيف تقولها ؟ من الخطأ أن تقول الأم لطفلها (( لا )) لرغبة ليس هناك ما يمنع من تحقيقها . فمثلاً ، حين يكون الطفل قد أنهى واجباته المدرسية ، و أراد استئذان أمه في اللعب فإن كلمة (( لا )) هنا ليست في محلها . لكنها حين ترفض السماح له باللعب إلا بعد أن ينهي كتابة واجباته المدرسية .. فإن رفض الأم منطقي و يعوّد الطفل على أداء واجباته أولاً و يشعره أنه ليس كل وقت مناسب للعب . وحين يرغب الطفل في شراء حلوى أو لعبة و ليس هناك ما يمنع من شرائها ، فليس مناسباً أن تقول أمه له : لا . ولكن حين يكون في البيت عدة علب لأصناف مختلفة من الحلوى فقد يكون مناسباً أن تقولي له : لا عندك في البيت حلوى كثيرة .عندما ينفذ ما عندك من حلوى في البيت .. فإنك تستطيع شراء غيرها . وكذلك اللعبة التي يرغب في شرائها و آخر لعبة اشتريتها له قبل ثلاثة أيام فقط .. فإن من حقك أن تقولي له : لا فيما بعد أشتريها لك . و لكن كيف تقولين له : لا ؟ هل يكفي أن ترفضي طلبات إبنك و رغباته .. و مبررات هذا الرفض محبوسة في نفسك و ذهنك ؟ يحسن أن تشرحي له مبررات هذا الرفض و تبيني له أن رفضك ليس بسبب عدم حبك له كما قد يفهم أو يظن ، إنما هو لكيت و كيت من الأسباب . هذا الشرح و البيان يطمئنه إلى حبك له أولاً ، و يخفف من وقع الرفض على نفسه ثانياً و يشعره بالثقة حين تحترمين رغبته و تُفهمينه أن رفضك ليس قصدك منه حرمانه مما يرغب فيه . و من النصائح الهامة التخفيف أثر كلمة لا على نفس الطفل ، ومنع الآثار السلبية المحتملة لرفض طلبه أن تقوم الأم بتقديم بديل آخر لما رفضته . فمثلاً إذا رفضت ذهابه إلى رفيق له لاترتاحين إلى خلقه .. فاجعلي رفضك متضمناً لبديل آخر : لماذا لا تذهب إلى فلان .. فأخلاقه أفضل من رفيقك ذاك ؟ أو كنت ترتاحين إل رفيقه لكنك لا تريدين خروجه من البيت لمرضه فاجعلي رفضك هكذا : لماذا لا تتصل بصديقك ليأتي هو إليك و يلعب معك .. و تريه لعبتك الجديدة ؟ و إذا رفضت شراء لعبة لأنها غير مناسبة له .. فإنك تستطيعين أ ن تقترحي عليه لعبة أخرى أكثر مناسبة له : (( انظر .. أليست هذه أجمل )) ! و تحدثينه عن حسناتها و تكشفين له ميزاتها . المصدر : كتاب مشكلات تربوية في حياة طفلك لمحمد رشيد العويد |
الساعة الآن 11:45 AM. |