اطفال مشوهون في مستشفي الحلة من ضحايا الحرب النظيفة
 

اطفال مشوهون في مستشفي الحلة من ضحايا الحرب النظيفة
2003/04/04

الحلة (العراق) ـ من نايلة رزوق:
لم يكن يجدر بنادر البالغ من العمر خمس سنوات ان يخرج من منزله ليلعب في الشارع مساء الثلاثاء، وهو الان ممدد علي سرير في المستشفي وعينه مضمدة بعد ان داس من غير ان يدري عبوة ناسفة جنوب بغداد.
يسند الطفل رأسه علي ذراعه، متكئا علي العارضة الحديدية فوق سريره ويتأمل بعينه اليسري المشهد من النافذة امامه.
تثب والدته فجأة لتخرج من فمه قطعة سكاكر قدمها له الصحافيون.
وتوضح وهي تسوي النقاب الاسود علي شعرها لا تطعموه شيئا. فسوف يخضع لعملية جراحية في عينه في أي لحظة . وتضيف بحزن شديد قد يفقد البصر في عينه اليمني .
نجا نادر ووالدته من غارة امريكية بريطانية استهدفت صباح الثلاثاء مناطق قرب بلدة الحلة الواقعة علي مسافة 80 كلم من بغداد وقتل فيها عشرات المدنيين معظمهم من النساء والاطفال في حين جرح حوالي 400 اخرون، بحسب مصادر طبية وشهود. غير ان نادر خرج في اليوم التالي ليلعب في الشارع فداس علي قنبلة صغيرة مثبتة الي مظلة صغيرة.
وشاهد صحافي وكالة فرانس برس الثلاثاء بقايا ما يشبه قنابل انشطارية في بلدة الحلة.
وسئل الجنرال الامريكي فنسنت بروكس خلال مؤتمر صحافي الاربعاء في مقر القيادة الامريكية الوسطي في قطر عن المسألة فقال ليس لدي اي تفاصيل حول هذا الهجوم تحديدا وحول هذه الانفجارات، تربطها بذخائر انشطارية .
غير ان القوات الامريكية اعترفت في بيان بانها القت ست قنابل انشطارية الثلاثاء في وسط العراق علي رتل من الدبابات .
كما اعلنت القيادة الامريكية الوسطي ان القوات الامريكية القت للمرة الاولي في نزاع مسلح الاربعاء علي العراق نوعا جديدا من القنابل الانشطارية قادرا علي مقاومة الرياح والاحوال الجوية.
وتشير والدة نادر باصبعها الي ستة اطفال آخرين ممددين علي اسرة في المستشفي وجسدهم مكسو بضمادات ملطخة بالدماء وبالكدمات.
وتسأل ماذا فعل هؤلاء الاطفال الصغار للامريكيين؟ ماذا فعلوا لـ(الرئيس الامريكي جورج) بوش؟ وتصيح لينتقم منهم الله وليرسل قنبلة انشطارية علي بوش .
ينظر حسين علي عبد البالغ من العمر سنتين امامه بعينين فارغتين تائهتين.
يقول والده انه علي هذه الحال منذ القصف .
ويوضح لقد قتلت والدته، زوجتي، في القصف حين ألقي علينا وسط الليل عدد من القنابل الصغيرة. لست ادري ما يمكن ان افعله لاخرجه من هذه الصدمة .