كثير من الناس في هذا الزمان الذين يعيشون خلف أقنعة وهمية تخفي حقيقتهم فتراهم يعاملون الناس بحذر وتكثر عندهم المجاملات ويريدون أن يكونوا مقنعين لمن حولهم بان يتم اختيار شخصيتهم أو القناع الذي يختبئون خلفه
على أساس ما يريده الناس بحيث يحاولون إرضاء من حولهم بتصنع أشياء بعيده عنهم وقريبة إلى من يريدون التقرب إليهم ولكن هل سألوا أنفسهم ما إذا كانت هذه الأقنعة قادرة على الاستمرار!!؟؟
هذه الأقنعة ما هي إلا ذات صلاحيات متفاوتة الأمد منها ما يسقط سريعا وبعضها يكون سقوطه بعد فترة ولكن السقوط سوف يكون في يوم من الأيام مهما قصرت هذه الأيام أو طالت وهذه الأقنعة تجعل الشخص بعيدا عمن حوله بعيدا عن مشاكلهم وهمومهم وقد يجعل بينه وبينهم حاجزا يصعب كسره أو إزالته وحتى لو زالت هذه الأقنعة فان الأثر الذي تتركه لا يزول بزوالها.
والغريب في هذا الموضوع هو انه مهما كان على الإنسان من أقنعه وما يحاوله من أن يذيب شخصيته داخل شخصية أخرى يختارها هو بنفسه بعيدا عن الشخصية الحقيقية التي يخفيها وعلى الرغم من ذلك كله إلا أن هناك أشخاصا لا بد أن تزول أمامهم هذه الأقنعة وتتحول إلى سراب ويعود الإنسان لطبيعته وغالبا ما يكون هؤلاء الأشخاص هم من نشأ معهم وعرفهم وعرفوه من صغره… ولكن ما يجب أن نتساءل عنه هو السبب أو الأسباب التي يعمد بسببها هؤلاء الأشخاص إلى محاولة تقمص شخصيات أخرى غير تلك الشخصيات التي هم عليها في الحقيقة أو بالأصح أن يعيشوا هذه الحياة بالتصنع بعيدا عن طبيعتهم فيخلقوا بذلك نوعا من الصراع النفسي بين الشخصيتين الحقيقية والمزيفة لا يزول إلا بعوده الشخص لطبيعته فترتاح نفسه وتهدأ أعصابه ويزول الكثير من المشاكل التي يعاني منها ويهيئ لنفسه جوا صحيا سواء في الحياة الخاصة أو الحياة العامة.