![]() |
صور من حياة التابعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،، وبعد
لما ولي الحجاج بن يوسف الثقفي العراق ، وطغى في ولايته وتجبر. . . كان الحسن البصري - رحمه الله - أحد الرجال القلائل الذين تصدوا لطغيانه ، وجهروا بين الناس بسوء أفعاله ، وصدعوا بكلمة الحق في وجهه. ومن ذلك أن الحجاج بنى لنفسه بناء في مدينة ( واسط ) ، فلما فرغ منه ، نادى في الناس أن يخرجوا للفرجة عليه والدعاء له بالبركة . فلم يشأ الحسن أن يفوّت على نفسه فرصة اجتماع الناس هذه. . . فخرج إليهم ليعظهم ويذكرهم ، ويرغبهم بما عند الله. ولما بلغ المكان ، ونظر إلى جموع الناس وهي تطوف بالقصر المنيف ، مدهوشة بسعة أرجائه ، مشدودة إلى براعة زخارفه. . . وقف فيهم خطيباً ، وكان في جملة ما قال : لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين ؛ فوجدنا أن فرعون شيد أعظم مما شيد ، وبنى أعلى مما بنى. . . ثم أهلك الله فرعون ، وأتى على ما بنى وشيد. . . ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه ، وأن أهل الأرض قد غروه. . . ومضى يتدفق على هذا المنوال حتى أشفق عليه أحد السامعين من نقمة الحجاج ، فقال له : حسبُك يا أبا سعيد. . . حسبُك. فقال له الحسن : لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليُبَينُنّه للناس ولا يكتمونه. وفي اليوم التالي دخل الحجاج إلى مجلسه وهو يتميزُ من الغيظ ، وقال لجُلاّسه : تباً لكم وسُحقاً... يقوم عبد من عبيد أهل البصرة ويقول فينا ما شاء أن يقول ، ثم لا يجد فيكم من يرده أو ينكر عليه !! ... والله لأسقينكم من دمه يا معشر الجبناء. ثم أمر بالسيف والنطع. . . فأحضرا... ودعا بالجلاد ؛ فمثل واقفاً بين يديه. ثم وجه إلى الحسن بعضَ شُرَطِهِ... وأمرهم أن يأتوا به... وما هو إلا قليل حتى جاء الحسن ، فشخصت نحوه الأبصار. . . ووجفت عليه القلوب. فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد ، حرك شفتيه... ثم أقبل على الحجاج وعليه جلال المؤمن ، وعزة المسلم ، ووقار الداعية إلى الله. فلما رآه الحجاج على حاله هذه ؛ هابه أشد الهيبة وقال له : ها هُنا يا أبا سعيد... ها هُنا... ثم ما زال يوسِّع له ويقول : هَا هُنا ... والناس ينظرون إليه في دهشة واستغراب حتى أجلسه على فَراشه. ولما أخذ الحسن مجلسه التفت إليه الحجاج ، وجعل يسألُهُ عن بعض أمور الدين ، والحسن يجيبُهُ عن كل مسألة بجنانٍ ثابت ، وبيانٍ ساحر ، وعلمٍ واسع. فقال له الحجاج : أنت سيدُ العلماءِ يا أبا سعيد. ثم دعا بغاليةٍ وطيَّبَ له بها لحيته وودعه. ولمّا خرج الحسن من عندِهِ ، تبعه حاجِبُ الحجاج وقال له : يا أبا سعيد ، لقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك ، وإني رأيتُكَ عندما أقبلتَ ورأيتَ السيفَ والنطع ؛ قد حركتَ شفتيكَ ، فماذا قلت ؟ . فقال الحسن : لقد قُلتُ : يا وليَّ نعمتي وملاذي عندَ كُربتي ؛ اجعل نقمتهُ برداً وسلاماً عليَّ كما جعلتَ النار برداً وسلاماً على إبراهيم. رحم الله الحسن البصري رحمة واسعة على هذه العزة والشموخ والقوة والتوكل على الله ، وجعل من أصلاب هذه الأمة علماء أمثاله. كتاب ( صور من حياة التابعين ) لعبد الرحمن رأفت الباشا. |
اشكرك اختي الملكه على الموضوع 0000 بارك الله فيكي 0000 القصص اسلوب جميل في الدعوه 0000 اسئل الله لكي الجنه 0000 عاشق الشهاده 0000 |
السلام عليكم
جزاك الله اختى كل خير على هذا الموضوع الذى يبين صور من حياة الصحابه رضوان الله عليهم ووفقك الرحمن لما يحبه ويرضاه. اخوك السنافي |
مشكور يا الغالي
موضوعك جدن رائع و أجتهاد أحلا .....الله يجزيك الخير
|
اشكرك على الموضوع ارائع واسال الله
ان يجعلها في موازين اعمالك اخوك فتى محاسن |
بارك الله بكم
ورزقكم الجنه |
بارك الله بكم
ورزقكم الجنه جميعا امين |
الساعة الآن 12:26 AM. |