![]() |
۩ قصـــة .. أدبية .. الكنز . للكاتب الكبير .. د. يوسف إدريس
http://www5.0zz0.com/2013/11/01/22/859608822.gif الكنز .. قصة قصيرة .. من المجموعة القصصية ( ليلة صيف ) .. د. يوسف إدريس http://www.aljazeera.net/mritems/ima...77258_1_34.jpg عبد العال مخبر بوليس طويل أسمر , و على ظهر يده اليمنى سمكة فمها مفتوح, و ذيلها مشقوق , و على عينها نقطة. عبد العال مخبر , و مع هذا فله عيلة و زوجة أحياناً تناكفه و أحياناً ترضى عنه , و احياناً يحلف عليها يمين الطلاق , و نادرا ما يقع اليمين. و لعبد العال ماهية عشرة جنيهات بما فيها كل ما ناله و ما لم ينله من علاوات . وعبد العال سعيد جدا بحكاية المخبر , إذا ركب الأوتوبيس و جاء الكمسارى قال : " بوليس" , و أحس بأهميته و هو يقول بوليس , و الناس يرمقونه و يضربون له بعيونهم السلام . و عبد العال مثل كل الناس يحلم بالمستقبل , و هو لا يحلم حلما عاديا مثل أن يصبح ضابطا أو مساعد حكمدار .. هو فى الحقيقة يحلم أن يكون وزيرا للداخلية . يا سلام ! .. يصحو الواحد و يلاقى نفسه وزيراً له عربة و له حاجب و يقف على باب منزله عسكرى على الأقل بشريطين . بسيطة ! و ليست على الله ببعيدة , فالذى خلق الأرض و السماوات من العدم , الا يمكنه أن يخلق من العسكرى وزيراً؟ ثم لماذا لا يخلق منه وزيراً و هو دوناً عن رفاقه يجيد القراءة و الكتابة ,ويرطن احياناً بألفاظ إنجليزية , و يلتهم الصحف و يعرف موريا , ويستطيع أن ينطق اسمهمرشولد صحيحاً . وعبد العال من مدة كان معه تحقيق و سين و جيم, فقد اشترك مرة فى ضبط واقعة و استلم هو المضبوطات, ووقع على ذلك , وبعد أيام جردت الأحراز فوجدوا حرزاً ناقصاً, و جاءوا بعبد العال و سألوه و أنكر, و ألحوا فى السؤال و أغلظوا و تلجلج , و شك فيه الضابط و هدده بالتفتيش , و رأى عبد العال من عينيه أنه ينوى حقاً تفتيشه , و حينئذٍ مدّ يده فى جيبه و أخرج منها الحرز المفقود و كان الحرز هو الدليل المادى فى القضية , فقد كان شيكاً مزوراً .. شيكاً بمائة ألف جنيه أُتقِن تزويره . و استغرب الضابط .. و فتح محضراً و راح يسأل , و توقف عند السين التى تقول : لماذا احتفظت بالشيك المزور معك ؟ و لم يستطع عبد العال أن يدلى بسبب واضح .. همهم و غمغم و قال كلاماً فارغاً كثيراً لم يقنع الضابط, و لم يقتنع به هو. و فى آخر النهار عاد عبد العال من القسم منهوكاً محطّم القوى , عاد و قد خُصِم من مرتبه نصفه , و نُقل من المباحث و أُنِّر بالفصل . عاد و هو حزينٌ ساخط و مع ذلك كانت فى اعماقه طراوة رضا و سعادة .. فلا أحد قد فطن إلى أنه قد احتفظ بالشيك المزور ليستخرج له صورة فوتوغرافية طبق الأصل , صورة كلفته كثيراً و دفع فيها خمسة عشر قرشاً . و مضى اليوم و مضت وراءه أيام , و ذهب حزن عبد العال و سخطه , و لكن بقيت صورة الشيك المزور. و للآن لا تزال أسعد لحظات عبد العال هى تلك التى يهرب فيها من زحمة الناس و يختلى بنفسه, و يطمئن إلى أن أحداً لا يلحظه أو يراه , ثم يخرج حافظة نقوده بعناية , و يستخرج من جيب مخصوص فيها صورة الشيك , و يحس بالرعد فى أذنيه و التنميل فى اطرافه و هو يرى شعار البنك و الحروف المطبوعة , ثم و هو يقرا الجملة الخالدة و يملس عليها بأصابعه : ادفعوا لحامل هذا مبلغ مائة ألف جنيه مصرى لا غير . و يستمر يحدق فى الشيك حتى تهجع الزوابع التى فى جوفه , ثم يطويه بعناية و يعيده إلى جيبه الخاص فى المحفظة و يتنهد , و كأنما قد انتهى من اعترافٍ أو صلاة , ثم يعود هو فى بطء إلى الناس و زحمتهم , يعود كما كان عسكرياً طويلاً و أسمر , و على ظهر يده اليمنى سمكةفمها مفتوح , و ذيلها مشقوق , و على عينها نقطة . *** |
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود
عساج ع القوه ننتظر جديدج القادم |
اقتباس:
هلااااااااااااااااوغلااااااااا سعدلي قلبك ويسلمووو وربي على الحضور الرائع بصفحتي تقبلي شكري وتقديري واحترامي مع تحياتي :قلب الزهـــور .. بباي http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image366.gif |
الساعة الآن 10:26 AM. |