![]() |
۩ قصـــة ذوبان الجليد رهيبه
http://www.mbc66.net/upload/upgif2/N8O72832.gif قصـــة ذوبان الجليد لا شيء يقف أمام تلك الخطوات .. أوراق الشجر تتطاير هنا وهناك فتسقط في الطرقات لا يملؤها سوى همس كفحيح يخرجُ من أفواه ٍ تجلس بين جدران شقوق ِ تلك الأبراج الشاهقة ، فإلى أين يا ترى تمضي تلك الخطوات ؟ تكاد أقدامه تنزلق أحيانا بسبب قطرات الدمع التي تهطل دون السيطرة عليها أحيانا ً ، و آآآه .. تخرج فتحضن نسمات الشتاء الباردة لتتحول إلى بخار يملؤه سر صاحبه . ( هيه .. هيه .. أنت .. نعم أنت ) .. يهتف ذلك الصوت داعيا له بأن ينضم إليهم ، لقد كان مصدره رجل لا يتجاوز عمره الثالثة بعد الخمسين يجلس بالقرب منه شاب لا يبلغ أربعة وعشرون من العمر . كومة أخبار العالم بأطيافه تشتعل في قعر نصف برميل من الحديد أمام ذلك الرجل والشاب لتملأ محيطيهما قليلا ً من الدفئ هم في أمس الحاجة إليه في تلك الأوقات من فصل الشتاء . لا يرغب عمر في مشاركتهما تلك اللحظات ، فأمواج الأفكار تقذف به يمنة ً ويسرى ، تخرج الآه منه تلو الأخرى ، لكن دعوة ذلك الرجل تعود مرة أخرى راجلة بأقدامها إليه ، فلم يلحظ عمر تلك الأقدام وهتاف الرجل إلا وهي بالقرب منه . ( تعال يا بُني .. فالجو بارد هنا .. هيا اشرب معنا قليلا ً من الشاي ) دعوة منه وكفٌ يلامس كفّه ليأخذه معه .. لم يمهله لحظة ً في القبول أو الرفض ، لكن قدمي عمر تنساق مع ذلك الرجل ، فمن يكون ياترى ؟ .. لا يعلم ! ولم دعاه ؟ .. لا علم له بذلك ! ( أنا إسمي صالح وهذا ابني عبد الرحيم .. تفضل .. تفضل اجلس هنا ) ، فيجلس عمر بالقرب من عبد الرحيم بعد أن بادر الإبن في مصافحة عمر مقدما ً له كوبا ً من الشاي الساخن . صالح : هيا يا بني لا تخجل .. فالشاي يساعدك على الدفئ ولو قليلا ً ، أليس كذلك يا (...؟...) عمر : عمر .. أنا إسمي عمر صالح : كم هو جميل اسمك يا بني .. ههههه ، أحب ذلك الإسم . ( يقولها وبريق دمع ٍ يخرج من عينيه رغم محاولته إخفاء ذلك برسم ابتسامة على وجهه ) . عمر : لم أنتم هنا ؟ .. ولم تجلسون في هذا المكان الموحش ؟ .. أنا آسف لسؤالي . صالح : لا لا .. لا عليك يا عمر ، لست أول من يلقي بالسؤال عندما يرى ما نحن عليه ، أترى تلك الشرفة في الطابق التاسع هناك ؟ ( يشير صالح بإصبعه السبابة إلى جدار المبنى الذي يستند ظهره إليه ) ، إنه منزلي .. ههههه ، أعني أنني كنت أنعم بدفئ ذلك المنزل .. كنت ... عمر : كان منزلك ؟ كنت تنعم !! ( يقولها بتعجب واستغراب ) .. ولم الجلوس هنا إذا ً ؟ صالح : هيييه .. لا يهم ، ما دام البقية ينعمون بدفئ زواياه .. لا يهم . عمر : هل لي بمعرفة ما يحدث هنا ؟ ولم ابنك عبد الرحيم لا ينظر إلينا ؟ ( يشير عمر إليه ويبادره عبد الرحيم بإبتسامة جميله لكن دون إجابة منه ) . صالح : عذرا ً فإن ابني عبد الرحيم لا ينطق منذ ولادته ( تلك المعلومة طأطأت وجه عمر خجلا لسؤاله ) ، لا عليك يا عمر .. فإن عبد الرحيم يملك ما لا يملكه الغير من صفاء قلب ورحمة فهو الذي يؤنس وحشتي دون إخوته القابعين في ذلك المنزل ، سأحدثك يا بني .. إنني على هذا الحال وفي هذا المكان منذ سبع سنوات مضت ، أقتات ما يجلبه لي عبد الرحيم من المنزل رغم ضرب أمه له و قذفه بشتى ألفاظ السوء ، نعم .. نعم .. كم ضحكت معه وكم مرّة ً بكيت معه .. أحبه كثيرا ، كنت .. كنت ( يحاول دفع غرغرة البكاء من حلقه وهو يتحدث ) ، لقد كنت أسكن في ذلك المنزل مع أبنائي وزوجتي التي إخترتها رغم رفض والداي لها ، لكنني تزوجتها وأنجبت منها خمسة أبناء ( رؤى و فيصل وعبد الرحيم و سعاد وعمر ) ، كنا أسعد أسرة على وجه الأرض .. ههههه .. كنت أظن ذلك .. هههه ، لكن الحقيقة لم يبزغ فجرها آن َ ذاك بعد ، ما أن أصبت ُ بحادث أدى بي إلى غيبوبة وشلل في ساقيّ ، ثمان سنوات مضت وأنا طريح الفراش في مشفى المدينة ، بدأ صبر زوجتي ينفذ يوم بعد يوم وشهرا تلو شهر ، وما إن إنتصفت السنة السادسة ، وإذ بها تلجأ للقضاء سعيا ً في الإنفصال . عمر : ماذا ؟ .. أووه !! .. يا الله ..، أيعقل هذا ؟! وما الذنب الذي اقترفته أنت ؟!!! صالح : هه .. لم يكن ذلك فقط ، ليتها اكتفت عند ذلك ، لقد .. لقد .. ( وتخرج الدموع لتغسل خدا ً تشققت من برد الشتاء ) ، لقد سعت أيضا ً بتغيير المنزل ليصبح ملكا ً لها ، .. لا يهم لا يهم كل ذلك .. لم أكن أحلم يوما ً من الأيام بأن يستظل أبنائي بجناحي رجل آخر رغم وجودي على قيد الحياة . عمر : وما موقف أبنائك ؟ ألم يرفضوا كل ذلك ؟! صالح : ههههه ... ألم أقل لك أنني أحب عبد الرحيم هذا كثيرا ، إنه الوحيد الذي دافع عني رغم فقده لأعظم أسلحة الدفاع وهو النطق ، لم يثنيه ذلك بل كان المصدر الوحيد في إمدادي بالطعام ، فالمبلغ المتبقي بعد فصلي عن العمل أثناء مرضي تم صرفه واستبدال أطقم المنزل قبل زواجها . عمر : ألم تلجأ إلى القضاء ؟ لم لا تسترجع كرامتك و حقوقك التي سُلبت ؟ صالح : هه .. هه .. ، لقد حفظتُ كل كرسي وطاولة في ذلك المبنى ، لقد سئمت ابتسامة القضاة في وجهها ورضاهم بما تقول لهم ، لقد بكت .. وبكت ْ لترضي من حولها وهي تخبرهم بما عانت من ألم ٍ في تربية أبنائها .. الكل يكاد أن ْ يتسابق ليمسح دموعها الخادعة ، والشرر يتطاير من أعينهم كالبرق ليعصف بالوحش الذي يقف بين أيديهم وهو أنا .. هههه ، لم أدرك ما أنا فيه إلا بعد إنكشاف وجه جديد من الحب الزائف في تلك السنوات التي مضيتها مع ما كنت أظن أنه الحب الحقيقي .. ، أتعلم يا عمر ما الذي يجعلني أضحك وأرمي بإبتسامتي خلف قرص الشمس عند الغروب ؟ أتعلم السبب ؟ عمر : لا .. أخبرني .. أود أن أعلمه منك ، أرجوك . صالح : حسنا .. حسنا .. سأخبرك ، هما شيئين لا سواهما ، أولهما قول الله تعالي على لسان يعقوب عليه الصلاة والسلام : ( قال إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون ) ، وثانيهما ما منّ الله به عليّ أن أكرمني بهذا الوجه الرحيم ( يقولها وهو يشير إلى إبنه عبد الرحيم .. يقولها و محاجر عينيه تغرق في سيل من الدمع ، وما أن رآه عبد الرحيم حتى قام ليحضن أباه بكل دفئ ورفق ) ، أتعلم الآن يا عمر مصدر سعادتي ومكمن فرحي الذي بقي لي بعد رحيل ما رحل ؟ . عمر : نعم .. نعم .. علمت الآن .. علمت الآن ( يكررها وهو ينهض مستأذن ومودعا ً دفئ حنان الأب لإبنه ) . لقد ذاب جليد الحب عند سطوع شعاع شمس الحقيقة ، يا لها من لحظات ٍ وريح ٍ عاصف حطم أغصان حياة ذلك الرجل ، لكن الله يمهل عباده ولا يهملهم أبدا ً . يمضي عمر وقدماه تركل بعض الأوراق هنا وهناك ، و قد إمتلأ قلبه قناعة بأن عجلة الحياة تمضي دون توقف كنّا في ركبها أو من غيرنا ، هنا يبستم عمر للحياة من جديد رغم زواج من أحبها بقريب لها .. ، لقد أيقن عمر بأن السعادة قد تكون لها أو له ولكن دون لقائهما . http://www.mbc66.net/upload/upgif2/gTU72832.gif |
يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء ودي وتقديري |
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود
ننتظر جديدج القادم |
اقتباس:
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي تقبلي شكري تقديري واحترامي مع تحياتي قلب الزهور بباي |
اقتباس:
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي تقبلي شكري تقديري واحترامي مع تحياتي قلب الزهور بباي |
تَحَمَلِونْ بَيْنَ أَنَفْاسُكِم وَطَنْ اَلْإبدَاع مُتْرَفٌين بـِــ الج َّـــمَال والأَلَق لاعَدَمْنَا ضِيَاؤُكِم http://jp59.j.p.pic.centerblog.net/v39qw9pl.gif |
اقتباس:
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي تقبل شكري تقديري واحترامي مع تحياتي قلب الزهور بباي |
الساعة الآن 07:01 AM. |