![]() |
غناء لقمر بعيد – 13 –
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .... بين حلمين!! كما كل يوم عند الفجر تهيأت.. أتأمل تشتت بخار الليل عن قاع المدينة, يتصاعد ذبالات هواء قتيلة, تنزع عن الموجودات خدر النوم, ومشط الكسل عن بوابات النهار, والمدينة مثلي تفرد جدائلها بانتظار من يأتي من المجهول, ويمضي إلى المجهول!! مثلنا صارت النهارات, منذ أخذتك ريح الوهم إلى هناك, ومنذ انتعلت قلبي بعد طول انتظار, وقطعت صحراء بين حاضرة هنا علقتني على سفح الجبل, وحاضرة هناك تنزف كل يوم غياب النهر بين الضفتين!! هل كنا النهر يا سيدي, أم كنا الضفتين!! أم ترانا استعذبنا عذاب اللعبة كل يوم!! وما زلنا على شبق الحكاية ننتظر؟!! هل ما زال جليدك يألف بخار قهوتي, عند انبلاج الصبح من فجر يموت!! هذا الصباح لم يأتِ النورس ينثر بين عيني بضع دموع ووجع, ولا جاءت العرافة تبحث في عين الطائر الحزين, وتقتفي آثارك في دهاليز أزقة القهوة العالقة بجدار الفنجان, والمترسبة خضوعا في, القاع تدفن في طينها اسرار ما بيننا من التفاصيل هذا الصباح وقف ببابي طائر الرخ حاملا على جناحية رجالا ونساء.. كدت اقذف دهشتي ووجدتني احدث نفسي.. " هل أنتَ طائر المستحيل, أم تراك وجدت ما قبل التكوين سفينة تمخر عباب الهواء, تحمل من العاشقين من كل لون اثنين!! " خفق الرخ بجناحية خفقة تيه سرت في رياحي قال الرخ: - جئتك أوفي بوعد قطعته على نفسي قبل عشرين عاما.. اصعدي أني ميمم صوب تموز. ووجدتني على جناح الطائر أتوسد ريشة وأتدثر بريشة, وترقص بين أصابعي ريشة طفل تتدل: - هل جف عسلك يا أميرة؟! وغفوت على شوق, وكنت معي تمطي نبضي تأخذني من لهاثِ إلى لهاث, وصحوت كانت الريشة بين أصابعي قرنفلة, وكان الطائر يرشق الوقت بسهم عينيه يمخر عباب الهواء يغوي نجمات يحطن بقمر.. ونظرت من حولي لم يكن على جناح الطائر رجالا أو نساء.. هتفت: - أين ذهبوا؟!! قالت الريح: - كلما مر الرخ بسقف مكان, ينزع من جناحيه بضع ريشات, تهبط على الأرض رجالا ونساء. - يسكنون منفى جديداً!! - بل يهبطون إلى جناتهم الضائعة. - وأنا؟ - الرخ لا يعود بتائهين ووجدتني اكتب على ريش الحلم بحبر الياسمين.. رسمت الطريق إليكَ/كتبت اسمك بماء الورد/ قبل أول وجد مع أول بوح/ عندما تعبت الأصداف في قاع البحر/ وملت السفن من عبث الجزر والمد.. *** وحدي على جناح الرخ.. أغفو بين حلمين.. أصحو على رجة.. كان النورس يهبط مثل سهم يشق الغيم باتجاه الأرض.. لاحت على البعد بلاد وبلاد, وزوابع غاضبة فانقشع صوت الريح عن عتاب: - لِمَ تأخرت يا تموز.. لِمَ الغياب!! ووجدتني اسطر على جناح الطائر بمداد الصبار.. " يا تموز الراقد في أخاديد أرالي/تمرك إكسير روح عشتار/ حلق للأعالي..لا تبالي " لكن الريح رجمتني بعذابي: - النهر بين الضفتين يقتله الجفاف هبط الطائر مثل سهم, لاحت على الأرض سهول وجداول وقباب, وصبية تحلب مع ضياء الفجر ضرع شاة راغبة, قالت الريح لائمة: - كيف ضيعتِ الصبية الفتى؟! صفق الطائر جناحيه.. هدر: - من يعتلي ظهري يصل.. أنظري - هي المشحاب وأمي تطبخ أرز العنبر بسمن بلدي, بكر خارج للتو من ضرع شاة راغبة!!.. *** وحدي عل جناح الرخ وحدي حط الطائر على هامة نخلة, لا عناقيد رطب عليها, ولا عش عصافير.. جال الطائر بعينيه مسح المكان.. حلق فوق دغل كثيف لا تدخله الشمس, رجع إلى هامة النخلة.. قال: - انظري ماذا عند جذع النخلة؟ - مقعدنا الذي كان قبل عشرين عاما نزع من جناحه الأيمن ريشة.. قال: - هيا اهبطي. وهبطت بكامل بهائي اجلس بانتظار صاحب المقام.. طار الطائر فوق الدغل سبع دورات كاملات ونزع من جناحه الأيسر ريش قال: - أني أوفيت بوعدي.. انتظري. *** وحدي كما كل يوم والعرافة تقتفي آثاره بين دهاليز أزقة القهوة على جدار الفنجان.. هتفت: - هو يبحث عن طريق الوصول!! - كيف؟! - كلما مر بعتمة يظهر ظله حاملا مشعلا يبدد العتمة - ومتى يصل؟! - عندما تصهر نار عشتار ما تراكم عليه من أدران الشمال. *** وحدي كما كل يوم عند الفجر استقبل الصباح, أرتل بعض تعاويذ لعل تموز يعود بالذي تدثر بعباءة الجليد, وغاب.. |
.قصه رووعـــــــــــه..
قلبووشتي الله يعططيكــ العآآفيه :) |
يعطيج العافيه قلب الزهور ع القصه الجميله
مجهود مميز عساج ع القوه ننتظر جديدج القادم |
اقتباس:
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي تقبلي شكري تقديري واحترامي مع تحياتي قلب الزهور بباي |
اقتباس:
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي تقبلي شكري تقديري واحترامي مع تحياتي قلب الزهور بباي |
مشكورررره ع آلقصصصه الرآئعه وعسآكِ ع آلقققققوه يآرب ونتظر جديدكِ |
الساعة الآن 02:11 AM. |