![]() |
► أسماء الله الحسنى { الهادي }
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ... http://www.mooode.com/data/media/239/0242.gif الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين . أيها الإخوة الكرام ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، وهو اسم ( الهادي ) ، http://69.26.178.141/~nabulsi1/text/...s/image001.gif ولا بد من إشارة إلى أن أيّة آية وردت كلمة ( على ) قبل لفظ الجلالة يعني ذلك أن الله ألزم نفسه بهذا الشيء ، ألزم ذاته العلية تطميناً لنا . مثلاً : ( سورة هود الآية : 6 ) . الله عز وجل ألزم ذاته العلية برزق مخلوقاته . ( سورة الليل ) . ألزم ذاته بهداية خلقه . ( سورة النحل الآية : 9 ) . وعلى الله بيان سبيل القصد ، لأن الهدف معرفة الله ، والطريق إليه ، هذه الآية الأخيرة تعني أن على الله سبحانه وتعالى أن يبين لعباده الوسائل لبلوغ الهدى . أيها الإخوة ، الله ( الهادي ) ، فيجب أن تعتقد لو أن في الإنسان رغبة لا تزيد على واحد من مئة مليون في الهداية لهداه الله عز وجل ، لا تقلق على أحد ، والدليل ؟ ( سورة الأنفال الآية : 23 ) . إنسان يسكن في أقصى الأرض ، في الألسكا ، وفي نفسه رغبة في معرفة الله ، الأمور تجري حيث إنه يكلف بعمل في منطقة فيها هدى ، ويلتقي مع من يحسن هدايته ، فيهتدي ، وكل واحد منا له قصة هداية ، أحياناً يلتقي مع صديق ، أحياناً يقرأ كتابًا ، أحياناً يطّلع على شيء ، أحياناً يسوق الله له شيئاً ، كل واحد منا له قصة هداية . |
http://69.26.178.141/~nabulsi1/text/...s/image010.gif أيها الإخوة ، أنواع الهداية لا تعد ولا تحصَى ، http://69.26.178.141/~nabulsi1/text/...s/image011.gif أول هداية ، وأكبر هداية هذا الكون ، كل ما فيه يشفّ عن أسماء الله الحسنى ، ترى في الكون علمه ، ترى في الكون حكمته ، ترى في الكون قدرته ، ترى في الكون غناه ، ترى في الكون حلمه ، إذا فكرت في خلق السماوات والأرض تقترب من معرفته اقتراباً كبيراً ، لأن التفكر في خلق السماوات والأرض أوسع باب ندخل منه على الله ، وأقصر طريق إليه ، فالكون يهدينا إلى ذاته العلية ، الكون قرآن صامت ، وهو أكبر شيء ثابت يؤكد الوجود والوحدانية والكمال ، ويؤكد معنى الخالق والرب والمسيّر ، ويؤكد معنى الربوبية والألوهية ، والكون عالمي ، أنت لا تفهم كتاباً بالإنكليزية إلا إذا أتقنت اللغة الإنكليزية ، ولا تفهم كتاباً بالعربية إلا إذا أتقنت اللغة العربية ، لكن هذا الكون عالمي ، يستطيع كل إنسان أن يقرأ ما فيه . والقراءة أيها الإخوة ، نحن إذا قلنا : كلمة قراءة ينصرف الذهن إلى كتاب أمامنا ، ونقرأ منه ، لكن القراءة أوسع من هذا بكثير ، أحيانا يسأل مذيع في الأخبار مراسلا فيقول : حدث اليوم كذا وكذا ، كيف تقرأ هذا الحدث ؟ الحدث شاهده بعينه ، لكن الحدث رسالة ، وكيف تقرأ أنت هذه الرسالة ؟ فكل إنسان بإمكانه أن يقرأ الكون ، وكل أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى موجودة في الكون ، ويستحيل أن نرى الله . ( سورة الأنعام الآية : 103 ) . وسهل جداً أن نصل إليه بعقولنا ، قلت : نصل ، ولا نحيط ، نصل إلى البحر بمركبة ، لكن هذه المركبة لا تستطيع أن تخوض في البحر ، هذه هداية ، فآياته الكونية دالة عليه ، وهذه أكبر هداية ، وهذه هداية لكل البشر ، والمتعصب لدين أو اتجاه ، أو مذهب لا يقبل أن تعطيه كتاباً ، أو أن تسمعه شريطاً ، أو أن تلقي عليه محاضرة ، لكنه ينظر في الكون ، ففيه آيات باهرات . لكن بالمناسبة ، أيها الإخوة ، ما لم تتخذ قراراً عميقاً ذاتياً بالبحث عن الحقيقة فلن ينفعك الكون إطلاقاً ، إنها قضية رغبة وصدق ، وكمفارقة حادة يمكن أن يهتدي الإنسان ببعرة ، بآثار قَدم ، بماء ، الماء يدل على الغدير ، والبعرة على البعير ، والأقدام على المسير ، ومن لم يبحث عن الحقيقة لو كان في أكبر محطة فضاء ( ناسا ) فلا يعرف الحقيقة ، وهو يرى كل يوم المجرات بأم عينه ، وقد يكون معه مجهر إلكتروني فيرى الخلية ، هناك صور لدقائق في خلق الإنسان لا يكاد يصدقها العقل ، ويمكن ولا يهتدِي ، هو قرار إن اتخذته فأي شيء يدلك على الله ، وإن لم تتخذه فلا شيء في الأرض يدلك على الله ، هذه هداية الكون . http://69.26.178.141/~nabulsi1/text/...s/image014.gif هناك هداية أخرى : أنت مجبول ومفطور على الإيمان بالله ، وعلى طاعته ، وعلى حب الكمالات التي أرادها الله منك ، هكذا جَبَلك ، هكذا فطرك ، وهذه أكبر هداية ، حينما تستجيب لدعوة الله ترتاح نفسك ، ويطمئن قلبك ، فتتوازن ، وتشعر براحة . الهداية الثانية : أنه فطره وجبلك على الإيمان به ، وعلى طاعته ، ففي اللحظة التي تؤمن به ، وتطيعه تحس أن جبالاً أزيحت عن كاهلك ، لأنك عدت إلى الفطرة ، وعدت إلى أصل جبلتك . ( سورة الحجرات الآية : 7 ) . فأنه حبب الإيمان إليك ، وكره إليك الكفر والفسوق والعصيان ، هذه هداية من نوع آخر ، تلك هداية استدلالية ، والأولى هداية استدلالية ، أما الثانية فهداية نفسية ، ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾ . أيها الإخوة ، باب آخر من أبواب الهدى : هداك بكلامه ، 600 صفحة ، فيها كل شيء ، فيها أخبار الأقوام السابقة ، فيها المستقبل البعيد ، فيها ما بعد الموت ، فيها وصف للجنة ، وصف للنار ، فيها الأمر والنهي ، فيها مشاهد من الدار الآخرة ، فيها آيات كونية ، هذا الكتاب أيضاً هداية ما بعدها هداية ، خلقه آيات كونية ، وكلامه آيات قرآنية . http://69.26.178.141/~nabulsi1/text/...s/image018.gif وهناك هداية أخرى ، أفعاله ، أفعاله ، آيات تكوينية ، حينما يخالف الإنسان أصل الخلق يدفع الثمن باهظاً ، حينما أطعموا البقرة طحين الجيف ، وقد أرادها الله أن تكون نباتية أصيب البقر بالجنون ، فاضطروا أن يضحوا بثلاثة وثلاثين مليار جنيه إسترليني حينما أحرقوا عددًا من الأبقار لا يعد ولا يحصَى ، رباهم الله بأفعاله . أحياناً يكون هناك فسق ، وفجور ، وانحلال ، وتفلت ، فتأتي الأعاصير ، أو تأتي الزلازل : ( سورة هود ) . هذه هداية بأفعاله ، لكن كنت أقول دائماً : ابدأ بكونه ، بخلقه ، وثنِّ بكلامه ، واترك الهداية بأفعاله إلى المرحلة الثالثة ، لماذا ؟ لأنه لا يمكن أن تفهم أفعاله إلا بحالة مستحيلة ، إلا أن يكون لك علم كعلمه ، لكن المستقبل يكشف هذه الحكمة ، إذاً ابدأ بخلقه ، وثنِّ بكلامه ، وانتهِ بأفعاله . أيها الإخوة ، هدايته أحياناً هداية استدلال ، وهداية إخبار ، أحيانًا تجد آلة ، تتأمل فيها ، تجد أن الألوان التي طليت بها جميلة جداً ، فيها ذوق رفيع ، والآلة صوتها هادئ جداً ، فيها مخمدات صوت ، والآلة استخدامها سهل ، وهذا تفوق كبير في صنع الآلة ،وكلما تعقد استخدام الآلة كان مستواها متدنّيًا ، وكلما سهل استخدام الآلة كان مستواها مستعليًا ، إذاً أعطاك آلة ، فلك أن تستنبط منها الشيء الكثير ، وجعل مع هذه الآلة نشرة ، فالكون يمكن أن تستدل منه على حقائق لا تعد ولا تحصَى عن الذات الإلهية ، ولكن لا بد من بيان ، لا بد من إخبار ، والقرآن وما صح من السنة هداية إخبارية ، كهذه التعليمات المطبوعة ، لك أن تستنبط من هذه الآلة آلاف الأشياء ، وهناك أشياء لا بد من أن تخبَر بها ، فالآلة لها مأخذ كهربائي ، يا ترى تعمل على 220 فولتًا ، أم على 110 ؟ هذه قضية دقيقة جداً ، أنت لا تستنبطها استنباطاً ، الآلة مغلقة ، ودقائقها في داخلها ، لا بد من إخبارك أنها تعمل على التيار 220 فولتًا . |
أيها الإخوة ، إذاً الهداية منوعة ، هداية استنباطية ، استقرائية ، استدلالية ، وهداية إخبارية ، فالقرآن يمثل الهداية الإخبارية ، وصف للجنة ، للنار ، أمر ، نهي ، وصف لأنبياء الله السابقين ، والكون هداية استنباطية . يمكن أن تهتدي بفطرتك ، ويمكن أن تهتدي بخلق الله ، ويمكن أن تهتدي بكلامه ، ويمكن أن تهتدي برسوله ، جعل الأنبياء أعلامًا ، جعلهم قمم البشر ، منحهم الحكمة ، والعلم ، إذاً والأنبياء أيضاً أحد أكبر وسائل هداية العباد . عندنا شيء آخر ، أحياناً الله عز وجل يهدي عباده بالمعالجة النفسية ، بالانقباض أو الانبساط ، يقول لك أحدهم : أنا متضايق ، يبحث عن السبب ، أحياناً يري عبده المؤمن رؤية تحذيرية ، أو يريه رؤية تبشيرية ، فالرؤى أيضاً نوع من الهداية ، هداك بالكون ، هداك بخلقه ، هداك بكلامه ، هداك بأفعاله ، هداك برسله وأنبيائه ، هداك بالدعاة الصادقين ، هداك بالفطرة ، هداك بالانقباض والانبساط ، هداك بالرؤى ، إذاً : ( سورة البقرة الآية : 282 ) . معنى الآية : لأن الله يعلّمكم ، يعلمكم بأساليب منوعة وكثيرة ، إذاً : ( سورة الحشر الآية : 282 ) . لكن قال بعضهم : الهداية أربع مراتب : أولاً : هداك إلى مصالحك ، حينما يأكل الإنسان طعاماً ساماً يتقيؤه ، فالتقيؤ رفض الطعام المؤذي ، وحينما تنام يتولى عنك تشغيل أجهزتك ، فالتنفس آلي ، ولسان المزمار آلي ، والتقلب آلي ، والهضم آلي ، الهداية الأولى : هداك إلى مصالحك ، ومنعكس المص في الوليد آلي ، وليس هناك قوة في الأرض يمكن أن تعلم مولوداً ولد لتوه كيف يضع شفتيه على حلمة ثدي أمه ، ويحكم الإغلاق ، ويسحب الهواء ، إنها آلية معقدة جداً ، سماه العلماء منعكس المص . فأول هداية : هداك لمصالحك ، تقف لأن عندك جهاز توازن ، لو مِلت قليلاً تصحح الميلان ، هذا الجهاز لا يبدأ عمله عند الطفل إلا بعد الشهر الثالث ، أما قبل الشهر الثالث لو وضعته أمه في حجرها ، ومال يتابع الميل حتى يقع ، لكن بعد الشهر الثالث إذا مال قليلاً صحح ، صار عنده جهاز توازن ، والحديث عن خلق الإنسان شيء لا يكاد يصدق ، هداك إلى مصالحك ، هذه الهداية الأولى . وهدى الحيوانات ، رأى أحدهم في بستان قنفذًا يأكل أفعى ، كلما أكل منها قطعة ذهب إلى نبات وأكله ، هذا البستاني ـ وأقول :سامحه الله ـ قلع هذه النبتة ، فتابع الأكل ، وذهب ليأكل من هذه النبتة فلم يجدها فمات ، القنفذ ، هداه إلى نبات يعينه على هضم الأفعى ، هذا شيء في الحيوانات واضح جداً . إذاً هداك إلى مصالحك ، هذه أول هداية ، مثلاً : العظام إذا انكسرت تلتئم ذاتياً ، ليس هناك إنسان تذهب إليه وقد كسر جزء في مركبته يقول لك تلتحم وحدها ، هذا مستحيل ، أما الله عز وجل صمم العظام بطريقة أن الخلية العظمية إذا هجعت ، ثم كان الكسر تستيقظ ، ويلتئم العظم المكسور . لي قريب كان يرفع حاجة ثقيلة ، فقطع الوتر في عضلة اليد ، وقد ركِب من حوله الهمُّ ، فذهب إلى الطبيب ، قال له : يلتحم بعد حين ذاتياً ، وهذا الذي حصل .هداك إلى مصالحك . ثم هداك بالوحي إلى ذاته ، هناك وحي ، هناك قرآن ، هناك إنجيل ، هناك توراة ، هناك زبور ، هناك صحف موسى ، صحف إبراهيم ، هداك بالوحي ، هذه الهداية الثانية. الآن : ( سورة فصلت الآية : 17 ) . |
هداية الوحي ( سورة الكهف ) . هذه هداية ثالثة ، أنت اهتديت إلى الله ، تحتاج إلى مجلس علم تأوي إليه ، هداك إلى مجلس علم ، تحتاج إلى مال تنفقه ، أعطاك المال ، تحتاج إلى زوجة تعينك على دينك ، هيأ لك زوجة ، هذه هداية التوفيق http://69.26.178.141/~nabulsi1/text/...s/image035.gif لذلك أيها الإخوة ، الله جل جلاله من أسمائه الحسنى أنه ( الهادي ) ، فهذا الذي تقول له : متى تصلي يا فلان ؟ يقول لك : حتى يهديني الله ، هذا كلام غير علمي ، كلام فيه جهل ، الله عز وجل هداك ، وانتهى الأمر ، بقي عليك أن تستجيب . |
بارك الله فيج وجزاج الله الخير
وجعله في ميزان حسناتج |
اقتباس:
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي تقبلي شكري تقديري بباي |
الساعة الآن 01:42 PM. |