بين مصطلحي (طفرة و طفران)
مجرد حذف الحرف الأخير في الأولى، وإضافة حرفين إلى نهايات الثانية.
الفارق بينهما هو الفارق ما بين القدرة والعجز، ما بين الغني والفقير، وحتى بين (الأخيرين)
تميل حروف الكلام للفقير، بحرفين زائدين عن لفظ الغنيّ.
ليس للفقراء من الحياة إلا طائل الكلام.
وكلما شعرت بفراغ في الوقت وأنا حول أجهزة الصرف الآلي بالشوارع، تتملكني هواية جمع الإيصالات المتناثرة حول الجهاز لقراءة حجم الرصيد.
هي بالنسبة لي دلالة اجتماعية ومقاربة إحصائية عشوائية.
سواد ما جمعت منها يشير في الغالب الأعم إلى رصيد من رقم واحد وحولها مجرد صفرين.
(طفران) يعيش في زمن (الطفرة) وهنا المفارقة.

يدور السعودي الجديد مع حسابه البنكي تماماً دورة القمر.
يستلم راتبه حين يكون القمر (محاقاً) نهاية الشهر وعكس دورة القمر يتناقص الحساب كلما ذهب (الهلال)
لدورة الاكتمال وكأن الجيوب على موعد عكسي مع القمر.
يصارع الحساب البنكي مقدم أو مطلع الشهر.
بعض الحسابات تستطيع الصمود لأسبوع، وبعضها للأيام العشرة الأولى من الشهر.
بعضها محظوظ أن يبلغ يوم الهلال المكتمل.
بعدها يعيش السعودي على الدفاتر.
دفتر البقالة المجاورة في الحي ودفتر المغسلة وأحياناً دفتر المطعم البخاري الجديد على مدخل الشارع الرئيسي للحارة المجاورة.
يضطر السعودي الجديد إلى بناء شبكة من العلاقات العامة مع البنجلاديشي والهندي واليمني:
عولمته لم تكن لبناء الجسور وإنما لقبول الديون حتى وهو يعلم تماماً أن هذه الدفاتر مطلوبة آخر الشهر.

كيف يستطيع حارس الأمن التفكير في الزواج إذا كان يحتاج إلى مئة شهر كاملة من (التحويش)
مع افتراض المستحيل: أنه لا يعيش نهاية كل شهر على هذه الدفاتر؟
كيف يستطيع شراء أرض إذا كان راتبه في الشهر لن يشتري له ثلاثة أمتار مربعة بذات الافتراض السابق؟
كيف يستطيع السعودي الجديد خلع ضرسه (الأسود) إذا كان مجرد ألم (الضرس) سيقضم راتب أسبوع على الأقل؟
اجمعوا إيصالات البنوك حول أجهزة الصراف، تماماً مثلما فعلت لتكملوا بقية أسئلة الاستطاعة.




الكاتب .. على بن سعد الموسى