![]() |
مجنون ليلى
http://upthings.googlepages.com/layla.JPG
زمن الرواية: صدر الدولة الأموية. مكان الرواية: بادية نجد. أشخاص الرواية: قيس: مجنون ليلى. ليلى المهدي: أبو ليلى. ورد: زوج ليلى. ابن عوف: أمير الصدقات في الحجاز وعامل من عمال بني أمية. زياد: راوية قيس وصديقه. منازل: غريم قيس في حب ليلى. بشر: رجل من بني عامر. ابن ذريح: شاعر من شعراء الحجاز. نصيب: كاتب ابن عوف. سعد: رجل من بني عامر. الغريض: مغن مشهور. ابن سعيد: شاعر. أمية: رفيق ابن سعيد. الأموي: شيطان قيس. عضرفوت – هبيد – عسر – عاصف : شياطين. بلهاء: جارية قيس. عفراء: جارية ليلى. سلمى – هند – عبلة : فتيات من بني عامر. رجال – قوافل – حداة – صبية – فتيات ( ساحة أمام خيام المهدي في حي بني عامر – مجلس من مجالس السمر في هذه الساحة – فتية وفتيات من الحي يسمرون في أوائل الليل؛ وفي أيدي الفتيات صوف ومغازل يلهون بها وهم يتحدثون – تخرج ليلى من خيام أبيها عند ارتفاع الستار ويدها في يد ابن ذريح). ليلى: ( تصافحه سلمى) (تصافحه هند ويحتفى به السامرون) سعد: أمن يثربٍ أنت آتٍ ؟ ابن ذريح: أجل \\\ من البلد القُدُس الطيب ليلى: عبلة: (هامسة إلى سعد) مَن ابن ذريحٍ ؟ سعد: رضيعُ الحُسينِ عليه السلامُ \\\ وتِرْبُ الحسين من المكتبِ عبلة: (إلى بشر ومشيرة إلى ابن ذريح) وأنت إذا ما ذكرنا الحسينَ \\\ تصاممتَ ! بشر: (هامساً وملتفتاً كأنما يخشى أن يسمعه أحد) لا جاهلاً موضعهْ أحب الحسينَ ولكنما \\\ لساني عليه وقلبي معه حَبَسْتُ لساني عن مدحه \\\ حذار أميةَ أن تقطعه إذا الفتنة اضطرمت في البلاد \\\ ورُمتَ النجاةَ فكن إمَّعَهْ ليلى: دارُ النبيِّ كيف خلّفتها ؟ \\\ كيف تركت الأمر فيها يُساسْ؟ ابن ذريح: تركتها يا ليل مضبوطةً \\\ يحكمها والٍ شديد المراسْ إن حديث الناس في يثرب \\\ همسٌ وخطوَ الناس فيها احتراس ليلى: ابن ذريح، لا تَجُرْ واقتصد \\\ أحلامُ مروانَ جبالٌ رَواسْ يؤسسون الملك في بيتهم \\\ والعنف والشدة عند الأساسْ (تتضاحك الفتيات وتقول إحداهن لأخرى) فتاة: وكل ما سرّ قيسا \\\ فعند ليلى جميلُ ابن ذريح: ألأني أنا شِيعيٌّ \\\ وليلى أمويَّهْ ؟ اختلاف الرأي لا يُفْـ \\\ سدُ للود قضيّهْ ليلى: أتيت لنا اليوم من يثربِ \\\ فكيف ترى عالم الباديه أكنت من الدور أو في القصور \\\ ترى هذه القُبَّة الصافيه كأن النجومَ على صدرها \\\ قلائدُ ماسٍ على غانيه هند: تأمل تر البيدَ يا بن ذريحٍ \\\ كمقبرةٍ وحشةٍ خاويه سئمنا من البيد يا بن ذريحٍ \\\ ومن هذه العيشة الجافيه ومن مُوقِد النارِ في موضعٍ \\\ ومن حالب الشاة في ناحيه وراغيةٍ من وراء الخيام \\\ تُجيبٌ من الكلأ الثاغيه وأنتم بيثربَ أو بالعراق \\\ أو الشام في الغرف العاليه مُغَنِّيكمُ مَعبَدٌ والغريضُ \\\ وقينتنا الضَّبُعُ العاويه وقد تأكلون فنون الطهاةِ \\\ ونأكل ما طهتِ الماشيه ليلى: فما البيد إلا ديار الكرامِ \\\ ومنزلة الذمم الوافيه لها قبلة الشمس عند البزوغ \\\ وللحضرِ القبلة الثانيه ونحن الرياحينُ ملء الفضاء \\\ وهنَّ الرياحين في الآنيه ويقتلنا العشقُ والحاضراتُ \\\ يقمن من العشق في عافيه ولم نصطَدِم بهموم الحياةِ \\\ ولم نَدرِ – لولا الهوى- ماهيه وآناً نخف لصَيْد الظباءِ \\\ وآناً إلى الأُسدِ الضاريه هند: (ساخرة) (تحاول ليلى أن تمد رجلها فتتألم وتستغيث) ليلى: قيسُ. إليّ قيس هند: ليلى: هند: ليلى: هند: (متهكمة): ليلى: هند ، كفى دعابة \\\ إن هو إلا اسمٌ حضرْ (لنفسها): عبلة: (ضجرة): منازل: (ضاحكاَ): هند: انغمست في الترفِ الرعاةُ ! ليلى: كتر بك أم في صالح ورشادِ؟ سعد: صحبت زيادا طول يومي تلقفا \\\ لأشعار قيس من لسان زيادِ وإنّ زيادا – منذ كان – لرائحٌ \\\ علينا بشعر العامري وغادي ولولا زيادٌ ما تمثّل حاضرٌ \\\ بأشعار قيس أو ترنم بادي (يبدو على ليلى شيء من الزهو فتتهامس الفتيات) سلمى: وتعالت كابنةِ النّعمـ \\\ ـمانِ أو كابنة كسرى هند: عبلة: هند: سلمى : أصوات: سلوه هند: سلى يا ليلَ عن يومه بِشرا ليلى: هند: إن الصيد لذته الكبرى بشر: ولو كان عيشي في قصور أميّةٍ \\\ لعلمتُ فن الصيد فتيانها الزهرا وما أنا صياد الأرانب مثلهم \\\ ولكن على حياته ألِجُ القفرا ليلى: بشر: دعي عنك هذا السُّخرَ يا ليلَ واسمعي ليلى: تحدّثث فلا والله لم أُضمِر السخرا بشر: هند: (مشيرة إلى ليلى): وأيَ الليالي بشرُ آنسْت؟ هذه؟ بشر: إذا شئتِ – أو هاتيكِ – أو حرةً أخرى (فما راعني إلا وذئبٌ قد انتحى \\\ فأعلق في أحشائه النابَ والظُّفرا) (ففوّقتُ سهمي في كتومٍ غمستُها \\\ فخالط سهمي مهجةَ الذئب والنحرا) ليلى: (ضاحكة): سمعنا بإقدام اللصوص وفتكهم \\\ فلم نر أدهى منك فتكا ولا أجرا ووالله لم تغضب لظبي ولم تثب \\\ بذئب ولم تُعمِل خيالا ولا فكرا أخذت فلم تترك لقيس بضاعةً \\\ سرقت لعمري الظبي والذئب والشعرا ( ضحك من الجميع): زياد عنه نبّاني \\\ ولا ينبيك إلاه رأى قيسٌ على رابـ \\\ ـية ظبيا فناداه فألقى الظبي أذنيه \\\ ومس الأرض قرناه ( ثم تقول في لوعة وصوت مخفوض وكأنما تحدث نفسها) وهل يرثى له الريمُ \\\ ولا أرثي لبلواه! (تسترسل في حديثها الأول) رأى في جيده قيسٌ \\\ وفي عينيه ليلاه فبينا هو في الشوقِ \\\ وفي نشوة ذكراه حبا الذئب من الوادي \\\ إلى الظبي فأرداه تغذّى بحشى الظبي \\\ غداءً ما تهنّاه رماه قيس في المقتـ \\\ ـل بالسهم فأصماه بشر: (مندفعا بحماسة): وإن لم تذكري القبر \\\ ولا كيف خططناه حفرنا القبر للظبي \\\ وقمنا فدفناه وصلينا على الميت \\\ وبالدمع سقيناه فقولوا ولتقل ليلى \\\ معي: يرحمه الله! (أصوات، بين الضحك والسخرية): أجل بشرُ ! أجل بشر! \\\ أجل يرحمه الله! ابن ذريح: أرسلني قيس فلو أخبرتني \\\ متى متى بأمر قيسٍ يعتنى بتنا نخاف أن يجِلّ خطبُه \\\ وتبلغ البلوى بقيسٍ المدى وقيس يا ليلى وإن لم تجهلي \\\ زين الشباب وابن سيد الحمى لم ندرِ في حيّك أو في حيّه \\\ فتى حكاه نسبا ولا غنى ولا جمالا ، وهنا (يا ليلَ) ما \\\ تريْنَ أنتِ لا الذي نحن نرى بشر: (ساخرا): بخٍ بخٍ ! ابن ذريح خاطبٌ ابن ذريح: اسكت، فلست للمروءات أخا ليلى: (غاضبة): فيم هذا الكلام يا بن ذريح؟ ابن ذريح: اتقى الله واقصدي في التجني ليلى: ما تجنّيتُ ابن ذريح: ليلى: يعلم الله وحده ما لقيس \\\ من هوىً في جوانحي مستكنّ إنني في الهوى وقيسا سواءٌ \\\ دَنُّ قيس من الصبابة دَنّي أنا بين اثنتين كلتاهما النـ \\\ ـار فلا تلحني ولكن أعِنّي بين حرصي على قداسة عِرضي \\\ واحتفاظي بمن أحب وضنّي صنتُ منذ الحداثة الحب جهدي \\\ وهو مستهتر الهوى لم يَصُنِّي قد تغنّى بليلةِ الغَيْل ، ماذا \\\ كان بالغيل بين قيسٍ وبيني ! كل ما بيننا سلامٌ وردٌ \\\ بين عين من الرفاق وأذن وتبسّمتُ في الطريق إليه \\\ ومضى شأنه وسرتُ لشأني (تهيب بالسامرين وقد بلغ بها الغضب أقصاه): أوْغل الليلُ فلنقمْ ابن ذريح: (متوسلا): بل رويدا \\\ واسمعي ليلَ ليلى: خل عني دعني ! ( تدخل خباها بينما ينفض السامرون فلا يتثاقل منهم في القيام إلا منازل – الهرج والأسف يسودان الجميع) يتبع.............. |
بشر: انفضّ سامرُ ليلى \\\ وكان حفلا كريماسعد: أثار ليلى فهاجت \\\ كما تنفِّر ريما تُرى أتُبغضُ قيسا ابن ذريح: ليلى العشيةَ غضبى /// ويُصبح الصبحُ ترضى سعد : أنعم (مُنازِ) مساءَ منازل: نعمتَ سعدُ مساءَ هند: بشرُ مُسّيتَ بخير بشر: نحن يحوينا طريقٌ \\\ فامضِ بلّغني الخباءَ سعد: (ضاحكا): احذري يا هند منه! هند: قد عرفتم وعرفنا /// كيف يصطاد الظباء ( تسمع ضحكاتهم من أقصى الطريق بنما يظهر قيس وزياد من جانب المسرح الآخر) قيس: ملأت سماءَ البيد عشقا وأرضها /// وحُمِّلتُ وحدي ذلك العشقَ يا ربُّ ألمَّ على أبياتِ ليلى بيَ الهوى \\\ وما غيرَ أشواقي دليلٌ ولا ركبُ وباتت خيامي خطوةً من خيامها /// فلم يشفني منها جوار ولا قربُ إذا طاف قلبي حولها جُنَّ شوقُه \\\ كذلك يُطْفي الغُلةَ المنهلُ العذب يحن إذا شطت ويصبو إذا دنت /// فيا ويح قلبي كم يحنُّ وكم يصبو وأرسلني أهلي وقالوا امض فالتمس \\\ لنا قَبَسا من أهل ليلى وما شبوا عفا الله عن ليلى لقد نؤتُ بالذي /// تحمَّلَ من ليلى ومن نارها القلب منازل: (ولقد سمع همهمة الصوت ورأى شبحيهما في الظلام): أرى شبحا مقبلا في الظلامِ \\\ وأسمع همهمةً في الدُّجى هو ابن الملوحِ دل الهُزالُ /// عليه ونمّ اضطراب الخُطا عدوّي المبين وما بيننا \\\ وما بين صاغِيتينْا جفا * روى شعره البدو والحاضرون /// وشعري ليس له من روى وهام بليلى وهامت به \\\ لقد كنت أولى بهذا الهوى تشرّد مستعظما في البلاد /// وجُنّ فما ازداد إلا نُهى وإني لأُبدي إليه الوداد \\\ وأخفي له في الضلوع القِلى وأحسُدُه حسداً ما علمتُ /// أقيسُ الشقيُّ به أم أنا ( يتقدم منهما خطوات): مَن الراكبُ الليلَ ؟ قيسٌ أخي؟ قيس: منازل؟ ما أعجبَ الملتقى! منازل: قيس: منازل ، من أين؟ منازل: قيس: (حنقا): أمن عند ليلى تجرُّ الذيول \\\ حديثٌ لعمر أبي مفترى منازل: بل الصدق ما قلتُ يا بن الملوّ /// حِ قيس: اخسأ متى قلت صدقا متى؟ وما كنت تصنع؟ منازل: (ساخرا): ما يصنعون /// لهوت لعمريَ فيمن لها وسامرُ ليلى كثير الزحام \\\ فلست تعدُّ شبابَ الحمى وليلى تُفيضُ على من تشاء /// رضاها وتحرمهُ من تَشا زياد: (مغضبا): منازل، قيسُ، سبيلكَ قيس! \\\ وكِلْ ليَ تأديبَ هذا الفتى منازل: (وقد أخذ بتلابيبه): تؤدبني زيادُ وأنت ظلُّ /// لمجنون وراويةٌ لهاذي وتزعم أنني نِدٌ لقيس \\\ رضيتُ من المصائبِ غيرَ هذي زياد: امض بنا ناحيةً يا وغد (يجره إلى حيث تسمع أصواتهما من بعيد ثم تختفي فيقبل قيس على خباء ليلى وينادي) قيس: ليلى! (المهدي خارجا من الخباء): المهدي: قيس: (خجلا): ما كنتُ يا عمُّ فيهم المهدي: (دهشا): أين كنت إذن؟ قيس: ما كان من حطبٍ جَزْلٍ بساحتها \\\ أودى الرياح به والضيفُ والجارُ المهدي: (مناديا): ليلى، انتظر قيس، ليلى ليلى: (من أقصى الخباء) : ما وراء أبي؟ المهدي: هذا ابن عمك ما في بيتهم نار (تظهر ليلى على باب الخباء): ليلى: قيس: ليلى: (تنادي جاريتها بينما يختفي أبوها في الخباء): عفراء عفراء: (ملبية نداء مولاتها): مولاتي ليلى: خذي وعاءً واملئيـ \\\ ـه لابن عمي حطبا (تخرج عفراء وتتبعها ليلى) قيس: مضت لأبياتها ترتاد لي قبسا \\\ والنار يا روحَ قيسٍ ملءُ أبياتي كم جئت ليلى بأسباب ملفقة /// ما كان أكثر أسبابي وعلاتي (تدخل ليلى) ليلى: قيس قيس: ليلى: قيس: أتجدِّين؟ ليلى: لك قلبٌ فسله يا /// قيس ينْبِئْكَ بالخبر قد تحملت في الهوى \\\ فوق ما يحمل البشر قيس: أشرح الشوقَ كله \\\ أم من الشوق أختصر؟ ليلى: لك فيها قصائدٌ \\\ جاوزَتْها إلى الحضر كلُّ ظبي لقيته /// صغت في جيده الدرر أتُرى قد سلوتنا \\\ وعشقت المها الأُخر ؟ قيس: حبَّب البيد أنها \\\ بك مصبوغةُ الصور لستِ كالغِيدِ لا ولا /// قمر البيد كالقمر ليلى: (وقد رأت النار تكاد تصل إلى كم قيس): ويح عيني ما أرى قيس؟ قيس: ليلى ليلى: (مشفقة): خذ الحذر ! قيس: (غير آبه إلا لما كان من نجوى): رُبَّ فجر سألته \\\ هل تنفستِ في السحر ورياحٍ حسبتها /// جرَّرَت ذيلكِ العَطِر وغزالٍ جفُونُه \\\ سرقت عينَكِ الحَوَر ليلى: لهبُ النار قيسُ في \\\ كمِّك الأيمنِ انتشر قيس: (مستمرا بعد أن رمى النار من يده): وذاب أرقُّ يا /// ليلَ من أهلكِ الغُيُر أنِستْ بي ومرَّغت \\\ في يدي النابَ والظُفر ليلى: قيس: ثم تخشينَ جمرةً /// تأكل الجلد والشَعَر (يترنح قيس في موقفه وتظهر عليه بوادر الأغماء): ليلى: قيس: (يخرّ صريعا إلى الأرض فتتلقاه على صدرها صارخة): ليلى: (يخرج أبوها من الخباء على صوت استغاثتها): أبي ها أنت ذا جئت /// أغِثنا أبتِ أدركْ لقد حُرِّق بالنار \\\ فما يصحو إذا حُرِّكْ المهدي: يرانا الناس يا ليلى ليلى: أبي، انْفِ الناسَ من فكرك هنا لا تقعُ العينُ /// على غيري ولا غيرك ولا يطْلُعُ إنسانٌ \\\ على سري ولا سرك ولا أجدرُ من قيس /// بإشفاقك أو برك أبي، صدريَ لا يقوى \\\ فأسنده إلى صدرك المهدي: (وهو يتلقى عنها جسد قيس ويحاول إنعاشه): رعاكِ الله يا ليلى /// وكافاك على صبرك أخاف الناس في أمري \\\ وأخشى القلبَ في أمرك وكم داريتُ يا ليلى /// وكم مهّدْتُ من عذرك ولست الوالدَ القاسي \\\ ولا الطامعَ في مهرك (يناجي قيسا في غيبوبته): أبا المهديّ عوفيتَ /// ويا بورك في عمرك أراني شِعرُك الويلَ \\\ وما أرْوي سوى شعرك كما لَذّ على الكُره /// كلامُ الله للمشرك (يتحرك قيس ويبدو عليه كأنما يفيق فيناديه) المهدي: قيس قيس: (يحاول الوقوف فتسنده ليلى): عمّ ، لبيك عمّ المهدي: ليلى: أبتي ، لا تجُرْ على قيس المهدي: ليلى: وتأمل رداءَه ويديْه \\\ تجد النار أو تر الآثارا أبتي ، دعه يسترحْ المهدي: قيس: عمُّ ماذا جنيت ؟ ليلى: ماذا جنى قيس ! المهدي: نسيتِ الرواةَ والأخبارا قيس: إنهم يأفِكون يا عمِّ المهدي: ما الذي كان ليلةَ الغَيْل حتى /// قلتَ فيها النّسيبَ والأشعارا ؟ قيس: جمعتنا خمائل الغيل بالليـ /// ـل كما يجتمعُ الحِمَى السُّمَّارا ليسَ غيرَ السلام ثم افترقنا \\\ ذهبتْ يَمنةً وسِرتُ يسارا المهدي: فكأني بقصة النار تُروى \\\ وكأني بذلك الشعر سارا وكأني ارتديت في الحي ذلا /// وتجللتُ في القبائل عارا امض قيس امض قيس: الحذَارَ من غضب اللـ /// ـه ومن سُخطه الحذار الحذارا المهدي: (يخرج قيس) |
الفصل الثاني
(طريق من طرق القوافل بين نجد ويثرب، على مقربة من حي بني عامر حيث تبدو مضارب هذا الحي على مدى البصر وعلى سفح جبل توباد – قيس وزياد جلوس إلى جذع نخلة، يستشرفان شبحا يسير نحوهما) قيس: زياد: أجل قيس ، هيَهْ (تظهر بلهاء وعلى رأسها قصعة): قيس: بلهاء: (وهي تضع القصعة) : تسأل عنك \\\ كما سألت (تبدو على قيس كراهة للطعام وعزوف عنه) زياد: (يشتد ميل قيس عن الطعام) بلهاء: (هامسة لزياد): زيادُ ، ماذاق \\\ قيسٌ ولا همّا زياد: طبخُ يدِ الأمِّ /// يا قيسُ ذُقْ ممّا الأمُّ يا قيسُ \\\ لا تصبخُ السُّمّا ( ينزع عن القصعة غطاءها). تعالَ تأمَّلْ قيس، تلك ذبيحةٌ قيس: عسى اليوم نحرٌ زياد: أين نحن من الأضحى ؟ قيس: ستخبرنا البلهاء زياد: بلهاء: طوى الحيّ حتى جاء عن قيسَ سائلا \\\ أظهر ما شاء المودةَ والنصحا ولاحت له شاةٌ جَثُومٌ بموضعٍ /// تخَيّلها ظلا من الليل أو جُنحا فقال اذبحوا هاتيك فالخير عندها \\\ فقام إليها يافعٌ يحسنُ الذّبْحا فقال انزعوا من جثُة الشاة قلبَها /// فلم نألُ قلب الشاة نزعا ولا طرْحا فلما شويناها رَقَى بعزائم \\\ عليها وألقى في جوانبها المِلْحا وقال اطلبوا قيساً فهذا دواؤه /// كأني به لما تناوله صَحَّا زياد: فما العراف بالمجهو /// ل لا علماً ولا طبّا ولم تعلمْ عليه البيــ \\\ ـد تدجيلا ولا كذْبا طبيبٌ جَرّب اليابــ /// ـسَ في الصحراء والرطبا فذقْ قيسُ ولا ترتبْ \\\ بما قال وما نَبّا وتلك الأمُّ يا قيس /// أطعها تطِعِ الرّبا قيس: إذا ما لم يكن بُدٌّ /// فإني آكلُ القلبا زياد: بلهاء: هو في الشاة زياد: بلهاء: يا ويحَ لي ! نسيتُ أنـ \\\ ـي بيدي نزعتُه ! قيس: (تسير بلهاء إلى الحي ويظهر صغار من ناحية الحي يلهون في طائفتين وإذ تقع أبصارهم على قيس وزياد تتغنى كل طائفة بغناء) الطائفة الأولى: قيسُُ عصفور البوادي \\\ وهَزارَ الرَّبَواتْ طِرتَ من وادٍ لوادي /// وغمرتَ الفلواتْ إيه يا شاعرَ نجدٍ \\\ ونجيّ الظّبَيَاتْ أضمر الحب وأبدِ /// لأعَفِّ الفتياتْ الطائفة الثانية: قيسُ كَشفْتَ العذارى /// وانتهكت الحرماتْ ودمغتَ الحيّ عارا \\\ في السنين الغابراتْ قد ذكرت الغَيل دعوى /// واصطنعت الخلَواتْ صَلِيتْ ليلى ببلوى \\\ منك دون الفتياتْ (يلتقط قيس بضع حصوات من الأرض ويهم أن يحصب بها الصغار ثم يتردد فينثر الحصى من يديه، بينما يظهر من جانب الطريق الآخر ابن عوف وكاتبه نَصيب) قيس: (مناجيا نفسه): قيس لا ، سامحْ صغارا /// لا يُحسون الخطيئه إنهم فيما أتوه \\\ ببغاواتٌ بريئهْ لُقِّنوها كلماتٍ /// نَزِهاتٍ أو بذيئه زياد: (وهو يصرف الصغار): اذهبوا عودا إلى آبائكم \\\ واذكروا قيسا بخير يا خُبُثْ اذهبوا أوْحُوا إلى أترابكم /// وليُبَلِّغْ حَدَثاً منكم حَدَثْ سيطر الحب على دنياكمُ \\\ كل شيء ما خلا الحبَّ عَبَثْ (يجري الصغار أمام زياد مضطربين ثم يختفون عن الأنظار، بينما يستلقي قيس على الأرض في به إغماء) ابن عوف إلى نصيب ، وزياد يطارد الصغار: انظرْ نُصيْبُ ، ضجةٌ وصبيةٌ /// ورجل يرمي الصغار بالحصى نصيب: ابن عوف: ابن امض سَلْ نصيب: (معترضا زياد) : من الفتى؟ زياد: (لنفسه وقد رأى ابن عوف): ماذا أرى ؟ /// هذا أمير الصدقات ها هنا (ثم يرد على نصيب): قيسُ إمام العاشقينَ ابن عوف : زياد: ابن عوف: فأين ظله زيادٌ ؟ زياد: ابن عوف: ما باله يطأ التراب حافياً /// ويقطع البيد ممزَّقَ الرِّدَا خُذ يا نصَيْبُ بُردتي فغطِّه \\\ لا يلحقنّه من العُرى أذى زياد: إن لقيس من ثياب الوشى ما \\\ ما يُفْنى به العمر وما يُعيي البِلى ابن عوف: (مناجيا نفسه): يا ويحَ قلبي ما خلا من قسوةٍ /// ما باله رقّ لقيس ورثى (يقبل على قيس): قيسُ ، بُنيّ زياد: ( يسمع صوت حاد من ناحية نجد. ويتعالى الصوت قليلا قليلا حتى يظهر الحادي ومن ورائه قافلة تسير إلى المدينة ثم يذوب الصوت قليلا قليلا حتى ينقطع) أنشودة الحادي: يا نجدُ خُذْ بالزمامْ /// ورحِّبِ سرْ في رِكاب الغمامْ \\\ ليثربِ هذا الحسين الإمامْ /// ابنُ النبي النورُ في البيد زادْ \\\ حتى غَمَر أحْدُ الحيا في الوهادْ /// أُحْدُ القمر أُحْد جَمالَ البوادْ \\\ زينَ الحضرْ ابن النبي ابن عوف: زياد: نصيب: هذا إمام العرب \\\ هذا الحسين ابن النبي هذا الزكي ابن الزَّّكـ /// ـيّ الطيب ابن الطيب عارضنا الحسين في \\\ طريقه ليثرب هذا سنا جبينه /// مِلءَ الوهاد والرُّبى قد جلّّ حاديه جلا \\\ لَ القارئ المطَرّب ابن عوف: (هامسا إلى نصيب): نصيبُ ، صه لا تسلكنْ /// بنا مسالك التهمْ ولا تَظاهر بالهوى \\\ لوارث البيت العَلَمْ احذرْ جواسيس ابن هنـ /// ـد وعيون ابن الحكمْ نحن رجال دولةٍ \\\ قوّامةٍ على الأمم ليس بعينها عمى /// ولا بأذنها صَمَمْ تسمع في ظل القصو \\\ ر هَمس رعيان الغنم (إلى زياد مشيرا إلى قيس): زياد ، انظرْ فما انفكّ /// صريعَ الوجدِ والذكرى كما مَرّ بنا الركب الـ \\\ ـحسينيّ به مَرّا فلم يشغل له بالا /// ولم يوقِظ له فكرا زياد: لقد سقناه بالأمسِ /// فحجّ الكعبةَ الغرّا فلما لمس الركنَ \\\ ومسّت يدُهُ السِّترا وقلنا الآن من ليلى /// ومن فتنتها يبرا سمعناه ينادي اللـ \\\ ـه من ساحته الكبرى ابن عوف: وماذا قال؟ زياد: ولكن قال: يا ربّ \\\ ملكتَ الخيرا والشرا فهات الضرَّ إن كان /// هوى ليلى هو الضرا وإن كان هو السحرَ \\\ فلا تُبطلْ لها سحرا ويا ربّ هب السلوى /// لغيري وهب الصبرا وهبْ لي مَوتةَ المُضنَى \\\ بها لا ميتة أخرى (يقبل على قيس ويميل عليه بحنان): حنانيك قيسُ إلام الذهول /// أفقْ ساعةً من غواشي الخَبَلْ صليلُ البغال ورَجعُ الحُدَاء \\\ وضجّةُ رَكْبٍ وراء الجبَلْْ وحادٍ يسوق رِكَابَ الحسُيْن /// يَهُزّ الجبالَ إذا ما ارتجلْ فلم يبق ماشٍ ولا راكبٌ \\\ على نجدَ إلا دعا وابتهلْ فقُم قيسُ واضرع مع الضارعين /// وأنزلْ بجَدِّ الحسين الأمل (يسمع صوت حاد آخر قادما إلى نجد من ناحية يثرب، على رأس قافلة أخرى، وتمر هذه القافلة كما مرة الأولى) أنشودة الحادي: هلا هلا هيّا اطوى الفلا طيّا \\\ وقربي الحيّا للنازح الصبِّ جلا جلٌ في البيدْ شجيّةُ الترديدْ /// كرنّة الغِّريدْ في الفَنن الرَّطب أناح أم غنّى أم للحمَى حنّا \\\ جُلَيجلٌ رنّا في شُعَب القلب هلا هلا سيري وامضي بتيسير /// طيري بنا طيري للماء والعشب طيري اسبقي الليلا وأدركي الغَيلا \\\ العهدَ من ليلى ومنزلَ الحبِّ بالله يا حادي فتِّشْ بتْوباد /// فالقلب في الوادي والعقلُ في الشِّعب يا قمرا يبدو مَطلعُهُ نجدُ \\\ قد صنع الوجدُ ما شاء بالركب ( يفيق قيس ثم يتلفت مصغيا إلى الحداء) قيس: ليلى، انظري البيدَ هل مادت بأهلها \\\ وهل ترنّم في المزمار داود ليلى، نداءٌ بليلى رنّ في أذني /// سحرٌ لعمري له في السمع ترديدُ ليلى، تَردّدُ في سمعي وفي خلدي \\\ كما تَردّدُ في الأيك الأغاريدُ هل المنادون أهلوها وإخوتها /// أم المنادون عشاقٌ معاميدُ إن يَشرَكونيَ في ليلى فلا رجَعَتْ \\\ جبالُ نجد لهم صوتا ولا البيدُ أغيرَ ليلاي نادوا أم بها هتفوا /// فداء ليلى الليالي الخُرَّدُ الغيدُ إذا سمعتُ اسم ليلى ثُبتُ من خَبَلي \\\ وثابَ ما صَرَعتْ مني العناقيدُ كسا النداءَ اسمُها حسنا وحبَّبَه /// حتى كأن اسمها البشرى أو العيدُ ليلى، لعلي مجنونٌ يُخيَّلُ لي \\\ لا الحيُّ نادَوا على ليلى ولا نُودوا ابن عوف: قيس: ابن عوف: قيس: هَدرت حكومته دمي فتحرَّشتْ /// بدمٍ على سيف الجُفون مُراق ابن عوف: قيس: (في أنفة): بل عند ليلى فامض فاشفع لي لدى /// ليلى وناشد قلبها أشواقي جئْتها فذكِّرها العهودَ وحفظَها \\\ واذكرْ لها عهدي وصفْ ميثاقي ليلى إذا هي أقبلتْ حَقنت دمي /// كرما وفكّت يا أميرُ وَثاقي ابن عوف: الآن قيسُ اذهب فبدِّلْ حلَّةً \\\ وتَرَدَّ غير ثيابكَ الأخلاق فالصبح تدخلُ حيّ ليلى قيسُ في /// ركبي وبين بطانتي ورفاقي قيس: (إلى زياد): أسمعتَ ما قال الأمير؟ زياد ، طرْ \\\ نحو الحمى بجَنَاحَي المشتاق اذهب وسلْ أمي أعزّ ملابسي /// من كل شاميٍّ وكلّ عراقي واذكر لها فضل الأمير، ولم تزَلْ \\\ نِعَمُ الأمير قلائدَ الأعناق (يسير زياد نحو الحي بينما يتمسح قيس بابن عوف كالطفل): شكرا لصُنعكَ يا أمـ /// ـيرُ ودمتَ مقصودَ الرحابْ عجّلْ أمير ابن عوف: (ضاحكا): قيس: ومَن البشيرُ إليكِ يا \\\ ليلى بقيس في الركاب ؟ اليومَ أهلا بالحَيا /// ة ومرحباً بكَ يا شبابْ |
الفصل الثالث
( قطعة من الصحراء تبدو في يسارها طائفة من مضارب بني عامر ممتدة إلى ما وراء اليسار على سفح جبل توباذ – خباء مضروب إلى يمين هذه الطائفة من المضارب كأنه نهاية خيام الحي – على اليمين أشجار بان يقف في ظلها ابن عوف وحاشيته وقيس وزياد) ابن عوف: تراءى الحيُّ للركبِ \\\ وأشرفنا على الشِّعب أفقِ قيسُ في رؤ /// ية الخيمات ما يُصبي ألا تهتف بالشكوى \\\ إلى ليلى وبالعتب قيس: ديارَ الحي من ليلى /// سلامٌ من شَجٍ صَبّ على الحي على الدار \\\ على ليلى على الحبّ غدا الركب على طيبٍ /// كريح المندَل الرّطب فيا ليلى عسى اليوم \\\ أبُلُّ الشوقَ بالقرب عسى الخِطْبَةُ لا تنز /// لُ ف يناديك كالخَطب عساهم لا يقولون \\\ فتى مشترَكُ اللب ولا يهذبُ إحساني /// ولا يبقى سوى ذنبي يقولون بها غنّي \\\ لقد غنّيتُ من كربى سل تُربَك كم مَرّغــ /// ـت خدّيّ على التُرب وكم جُدْتُ على الرمل \\\ ولم أبخل على العشب بدمعٍ مل دمع الثُّكــ /// ـل مغروفٍ من القلب (يتطلع ابن عوف إلى ناحية الحي): ابن عوف: قيسُ انتبه قيس قيس: من المنادي! ابن عوف: الحيُّ في السلاح سدَّ الوادي وأنت قيسُ بعدَ حين غادي \\\ على خصومٍ لُدُدٍ شِداد فالقَ الرجالَ صاحيَ الفؤاد /// لا تَلْقَهم مُضَيّعَ الرشاد قيس: (متطلعا كذلك): أتُبصِرُ يا بنَ عوفٍ حيّ ليلى \\\ تدَجّج في السلاح ولا تراها فما لي لا أحقّقُّ غير ليلى /// وإن كر السواد لدى حماها لقد ألقى هوى ليلى حجابا \\\ على عيني فلست أرى سواها وبغّضت النصيحَ إليّ ليلى /// وسدّ مسامعي عنه هواها (يسمع من بعيد ومن بعيد ناحية الحب لجب وقعقعة سلاح ويقترب الصوت ويتعالى شيئا فشيئا) أرى حيّ ليلى في السلاح ولا أرى \\\ سلاحا كهجر العامريّة ماضيا دمي اليومَ مهدورٌ ليلى وأهلِها /// فِداءٌ لليلى مهدراتُ دمائيا ليَ الله ماذا منكِ يا ليلَ طاف بي \\\ وما ذلك الساقي وماذا سقانيا دعوني وما عندي لليلى أقوله /// لليلى وأستنشى الذي عندها ليا أهيم فأستعدي نهاري على الجوى \\\ وأقبَعُ ليلي أستجير القوافيا ( فما أُشرِفُ الأيْفَاع إلا صبابةً /// ولا أُنشدُ الأشعارَ إلا تداويا ) إذا الناسُ شَطرَ البيت ولَّوْا وجوههم تلمستُ ركنَيْ بيتها في صلاتيا ( أُصلي فما أدري إذا ما ذكرتها \\\ أَثِنْتَين صلّيتُ الضّحى أم ثمانيا ) توراتْ وراءَ الجَمع ليلى فخانها /// فَمٌّ كابتسام الصبح يأبَى التواريا وطيبٌ به خُصّتْ حوى الطيبَ كلّه\\\ فقُلْهُ الأقاحي أو فقله الفواغيا فأحسستُ من فْرعِي لساقيَّ هَزَّةً /// كأن عِيانا منكِ لاقى عيانيا دعوني وما يبقى إذا ما فنيتُمُ فوالله \\\ ما شيءٌ خلا الحب باقيا مشى الحبُّ في ليلى وفيّ من الصبا /// ودبَّ الهوى في شاء ليلى وشائيا وإني وليلى للأواخر في غدٍ \\\ لشُغْلٌ كما كنا شغلنا الأواليا (يبدو على وجهه الاصفرار والجهد ثم يترنح فيتلقاه زياد – تسمع أصوات الحي من قريب ) ابن عوف: زياد أدركْه أدركْ /// إني أرى الداءَ عادَهْ لقد تضاءل قيسٌ \\\ واصفرّ مثل الجراده وليس قيسٌ بمُلقٍ /// إلا إليك قِياده الآن أسعى لقيسٍ \\\ سعيا أخاف فساده فَمِلْ بنا وبقيسٍ /// حتى يُصيبَ رشاده (يحملون قيسا ويختفون به وراء شجر البان، وتظهر طلائع الحي من اليسار وعلى رأسها المهدي ومنازل، وكلهم شاكي السلاح) المهدي: يا قومُ إن البغْىَ شرٌّ مركبُهْ \\\ والخير في جانب من يُجنَّبُهْ هذا ابن عوفٍ قد أظلّ موكِبُه /// وإن قيساً في الرّكاب يصحَبُه جاء يرومُ سهرَكم ويَخْطُبُه \\\ وقد علِمتمْ كيف ساء مذهبُه وكيف طال بابنتي تشبُّبُه صوت: كِلْه إلى سيوفِنا تؤدِّبُهْ /// لقد وجدناه وكنا نرقُبُه المهدي: لا ، دم قيسٍ دمُنا لا نَقرَبُه \\\ يَكفيه منا أننا نُخَيِّبُه ونَصرِفُ الأمير عما يطلبه صوت آخر: شيخَ الحمى لا تضعُفِ /// ولا تردَّدْ وقِفِ ذُد عن عقيلة الحمى \\\ وامنعْ حياضَ الشرفِ لا تُضِعْ للشافع في/// قيس ولا المستعطفِ ليس ابن عوفٍ في الذي \\\ سعى له بالمنصف أبِالأمير بعد ما /// أجار قيسا تحتفي ! لا تَخْشَ بأسَه ومنْ \\\ رجاله لا تخف نحن كعثمانَ وليــ /// ـلى بيننا كالمُصحَف (يظهر ابن عوف وحاشيته من وراء الشجرة ومعهم زياد) ابن عوف: عِمْ أبا ليلى صباحا المهدي: عِمْ صباحاً يا بنَ عوف ابن عوف: قل لهم يُلْقُوا السلاحا \\\ ليس ذا مَوْطِنَ خوفْ صوت من الحي: يا بن عَوف يا أميرْ /// ليس ذا شأْنَ الوُلاةِ كيف تحمي وتُجيرْ \\\ مُستبيحَ الحُرُماتِ ؟ ابن عوف: عامِرُ يا أجاوِدَ البِطاحِ /// وأسمَحَ الناس بُطون راحِ ما لي وللسيوف والرماح \\\ ضيفٌ أنا ، وما من السماح رَدّك وجه الضيف بالسلاح /// ما جئتُكم يا قومُ للكفاح بل جئتُ للتوفيق والإصلاح (تحدث ضجة في جانب الحي وتصايح وتهامس ثم يلقى كثير منهم السلاح ويغمد السيوف) صوت من الحي: يا أبا ليلى بليلى \\\ جُدْ لقيسٍ بالحياةِ إنه شاعرُ نجدٍ /// ونَجِيُّ الظّبَيات صوت آخر: قيسُ أخٌ وابنُ عمِّ \\\ وليس أهلا لذمِّ نجمٌ أضاء بنجد /// سما على كل نجم هبوه جُنَّ بليلى \\\ ليس الغرام بجُرم منازل: (حيث يستقبل الجمعين خطيبا): إن قيساً معشرَ الحي أخٌ /// وابن عمّ أفمنه تبرأونْ ؟ أصوات: لا ورب البيت منازل: أصغوا لي إذنْ \\\ ثم ظُنوا كيف شئتم بي الظنون إنّ قيساً شاعرُ البيد الذي /// لا يُجارَى أفأنتم مُنكِرونْ ؟ أصوات: لا وربِّ البيت منازل: أصغوا لي إذنْ\\\ ثم ظنوا كيف شئتم بي الظنون إن قيساً سيِّدٌ من عامرٍ /// وابن سادات ، أفيه تمترون ؟ أصوات: لا وربِّ البيت منازل: أصغوا لي إذنْ \\\ ثم ظنوا كيف شئتم بي الظنون إن قيسا قد بنى المجد لكم /// ولنجدٍ أبقيس تكفرون ؟ أصوات: لا وربِّ البيت منازل: أصغوا لي إذنْ \\\ ثم ظنوا كيف شئتم بي الظنون إنّ قيساً كاملٌ في عقله /// أوَ آنستم على قيس الجنون ؟ أصوات: لا وربّ البيت منازل: أصغوا لي إذنْ \\\ ثم ظنوا كيف شئتم بي الظنون أنا لم أعدِلْ بقيسٍ شاعراً /// لا ولا أنتم بقيس تعدِلون ؟ أصوات: لا وربِّ البيت منازل: أصغوا لي إذنْ \\\ ثم ظنوا كيف شئتم بي الظنون أنا في وُدّي وإعجابي به /// لا يدانيني الرواةُ المعجبون شعره يبقى ويفنى غيرهُ \\\ ليس كل الشعر ترويه القرون شعرُ قيس عبقريٌّ خالدٌ /// ليته لم يتخلَّلْه المُجون ولو أن المتجنّى شاعرٌ \\\ غيرُ قيسٍ أوشك الخطب يهون رُبّ شعرٍ قال في ليلى ، به /// هتف البدْوُ وضجّ الحاضرون إنني أخشى عليكم عارَه \\\ رُبّ عار ليس تمحوه السّنون ضجرتْ ليلى وضجّت أمها /// وأبوها وتأذّى الأقربون وغدا كل فتى من عامرٍ \\\ حين يلقى الناس، مَحنِيَّ الجبين أصوات كثيرة: هو ما قلتَ منازل: إذن ما بالكم /// لم تثوروا، ما لكم لا تغضبون؟ هو ذا قيسٌ مع الوالي أتى \\\ يطأ الحيّ وأنتم تنظرون وأبو ليلى امرُؤٌ أدرِي له /// رِقَّةَ القلب وأخشى أن يلين بعد حين يعبث الثوم بكم \\\ ومن الحي بليلى يخرجون آن يا قومُ لكم أن تعلموا /// أن قيساً هتك الخدرَ المصون قيسُ لم يترك لليلى حُرمةً \\\ ما الذي أنتم بقيسٍ فاعلون ؟ صوت: ماجِنٌ لا بدّ من تأديبه صوت آخر: إنّ بالسَّوْط يُرَبَّى الماجنون صوت: نأخذ الحيّ عليه آخر: ولنفق /// دون ليلى وحماها كالحصون منازل: حلّلَ السلطان بالأمس لكم \\\ دمَ قيسٍ ما الذي تنتظرون صوت: حلّل السلطان بالأمس لنا /// دمَه ! أصوات أخرى: إنا بقيسٍ فاتكون (ضجيج واندفاع) صوت: مُناز ، يابنَ العم ما هذا الخبرْ \\\ رفعت قيساً فجعلته القمرْ والآن أغريبَ بقتله الزُّمَرْ /// كفعل جزّار اليهود بالبقر برّأها من العيوب وعَقَرْ (يصعد بشر منبرا للخطابة فيجتمع حوله جماعة من الناس): قائل: ارجعوا يا قومُ هذا منبرٌ \\\ وخطيب ( يسأل أحدهم): ليت شعري من يكونْ آخر: أوَ أعمى أنت هذا بِشْرُ آخر: هل /// يحسن الخطبةَ بشرٌ ويُبين ( يحاول منازل أن ينسل من الجماهير): بشر: قف منازِ اسمعْ سمعتَ الرعد \\\ من جانبي صاعقةٍ فيها المَنون وسمعتَ الذئبَ في جَوْز الفَلا /// وسمعتَ الليثَ في جَوف العرين أخطيبٌ أنت أم خطبٌ وإن \\\ لم تَهُن والخطبُ أحيانا يَهُون منازل: (صائحا): بشر ، بشر: قف! منازل: ما لك يا بشرُ ولِي ؟ /// إن حربَ الأهل والصحب جُنون بشر: لِمْ إذن حاربت قيساً لم تصن \\\ حرمةَ ابن العم أو حقّ الخدين ؟ منازل: قلتُ بشرُ الحقّ بشر: خلِّ الحق ما /// أنت والله على الحق أمين إنما أنت لقيس حاسدٌ \\\ منطوي الصدر على الحقد المَهين كلما حدّثتَ عنه عامراً/// قرأتْ في وجهك الداءَ الدفين ترسلُ الزفرة تتلو أختها \\\ وتَفُشُّ الصدر من حين لحين يا منازِ يا بن عمي أصغ لي /// أنت دونٌ أنت دون أنت دون ! منازل: دعوني بشر: (من المنبر): دعوني فلا بدّ لي رجل: أناتك بشر: لا بد أن أقتله منازل:دعوني بشر: دعوني رجل: دعوه اتركوه آخر: ومن كتَّفَ النذلّ أو كبّله ؟ منازل: دعوني رجل: دعوني آخر: كلا البطلين يقولُ الوعيد ولن يفعله بشر: دعوني رجل: تقدّم منازل: دعوني رجل : انطلق بشر: دعوني رجل: جئه منازل: دعوني رجل: امش له آخر: تنحّوْا وخلّوا سبيليهما \\\ ولا تخشوا الوقعة المقبلهْ بشر: منازل في عقله كاملٌ منازل: وعقلك يا بشر ما أكملهْ بشر: أننزو على الحيّ نزوَ /// الديوك ونقفزُ كالأكْبُش المُرسلهْ وتَفْلَقُ رأسى كرمانة \\\ وأفلَقُ رأسك كالحنظلهْ فماذا يردُّ عليك العويلُ /// وماذا انتفاعيَ بالولولهْ زياد: منازلُ كنت كثير الكلام \\\ والله ما قلت إلا الكذبْ صوت: أتزعمه كاذبا يا زيادُ /// وقد زاد عن حُرُمات العرب زياد: رويدك لا تنخدع يا فتى \\\ ولا تأخذ الأمر دون السبب فلم يبلغ إلا خداعَ الجموع /// وجلْبَ الظنون وخلق الريب وأثّر فيكم وفي آخرين \\\ وأفرغ فيكم سُمومَ الرُّقُبْ صوت: منازل دافع عن سُنّة /// مُعَظّمةٍ من قديم الحقب زياد: تأمل منازل سُخْطَ الجموع \\\ وجهلكَ ماذا عليهم جلَبْ أجل قد غضبت ولكنما /// لنفسك ليس لليلى الغضب تحضُّ على قتل الرجال \\\ لتحظى بليلى إذا ما ذهب أصوات: يريد ليحظى بليلى؟ زياد: نعم صوت: تكلم صوت آخر: أبِنْ ثالث: إن هذا عجب زياد: ألمْ يَكُ يغشى النّدِىّ /// ويطلب ليلى أشد الطلب صوت يخاطب المهدي: إذن كان يخطب ليلى؟ المهدي: نعم صوت: إذن قد تجنّى صوت آخر: إذن قد كذب زياد: منازلُ، قل لهم كم ضرعْـ \\\ ـتَ لليلى وكم أعرضتْ لم تجبْ صوت: منازلُ ، اخدعْ وغُشَّ آخر: قد جاز إلا عليّ كذبُكْ ثالث: ما أنتَ إلا جوٍ شقيُّ /// تحبُّ ليلى ولا تحبكْ |
(تحدث ضجة حول منازل ويقف ثلاثة رجال في ركن قصي من أركان المسرح يتحدثون) قد اختلف الحيُّ في أمر قيسٍ \\\ وليلى فكلٌّ له مذهبُالأول: وأنت إلى أي رأي تميل وأي الفريقين /// تستصوبْ الثاني: منازلُ غادٍ على حيبةٍ /// وقيسُ على فضله أخْيب وقد يُخفقان ويلقى النجاحَ \\\ غريب له فيكم مأرب الأول: غريب؟ الثاني: أجل من نواحي ثقيف الأول: ومن ذاك؟ الثاني: وردُ الأول: وما يطلب؟ الثالث: الأول: الثاني: وتصونُ القديمَ وترعى الرميمَ \\\ وتُعطي التقاليد ما توجب وبالجاهلية إعجابها /// إذا قل بالسلق المعجَب زمن سُنَّة البيد نفض الأكف \\\ من العاشقين إذا شبَّبوا فلا تعجبوا إن جرى حادثٌ /// يُحدث عنه ويستغرب وإن رضِيَتْ وردَ بعلا لها \\\ وقيس الأحبُّ لها الأقرب فيا طالما التمست مهربا /// وأرض ثقيفٍ هي المهرب منازل: هبُوا ليَ آذانكم إنني /// أجِدُّ وصاحبكم يَهزل خطبتُ وأخطبُ ليلى غداً \\\ وما ليَ يا قومُ لا أفعل وقد تُعرِضُ اليومَ ليلى فلا /// أَضِيقُ ، عسى في غدٍ تُقبِل فما قيسُ أجدر مني بها \\\ ولا هو خيرٌ ولا أفضل زياد: ولا يستوي الشاعرُ العبقريُّ \\\ ومن هو من باقل أبقلُ منازل: وما أنت؟ بيّنْ لنا يا زياد زياد: (ممسكا بذراع منازل): هلمّ مناز، هلم الصراعْ ! /// وودّعْ ضلوعك وانع الذراعْ منازل: خلِّ زيادُ عن ذراعي زياد: سألتَ ما أنت ؟ فأصغِ ، راعِ : إني أنا مُمَزٍِّقُ الأضلاع (ثم يجرّه من ذراعه ويمضي به إلى خارج المسرح) صوت: ماذا يكون يا ترى ؟ آخر: هيَّووْا نرى هيووا نرى آخر: (وهم يتدافعون): زياد غير هازل آخر: نوحوا على منازل آخر: حمامة وبازي آخر: هلكتَ يا منازِ آخر: (من بعيد): اهرب من البرازِ ( يخلو المسرح الآن إلا من المهدي وابن عوف ونصيب ثم تسمع صرخة من وراء الشجر) المهدي: ما بقيس يا بنَ عوف ؟ ابن عوف: إنه مُغمى عليه المهدي: (صوت من وراء الشجر): ابن عوف (لنفسه): سُدًى كبّروا ما أذنُ قيس مفيقةً /// وإن سكبوا فيها أذانَ بلالِ ولكنْ على ليلى يفيقُ وشِبْهها \\\ إذا ما بدتْ ليلى بشكل غزال ويصحوا على ليلى إذا رُدِّدَ اسمُها /// وراء بُيوتٍ أو راءَ رحال المهدي: وإني لإنسانٌ وإني لوالدٌ /// ولي مذهبٌ في الوالدين جميل فرفقاً بقيس يا أمير ونَحِّه \\\ بعيداً لعل الشرَّ عنه يزول ابن عوف: رددتم ركابي واتهمتم زيارتي \\\ وأجلبَ فِتيانٌ وضجّ كهول تأملْ تجدْ جَمْعا مَغيظا وكثرةً /// تصولُ وما تدري علام تَصول رءوسٌ تَنزَّى الشرُّ فيها وراءها \\\ نفوسُ ذئاب ما لهنّ عقول تطَلّب أن يُلقى إليها بجُثّة /// على غير جوع أو يُساقَ قتيل نواظرُ ما يأتي به اليومُ من دم \\\ وإن لم يُساورْها صدى وغليل نزلت فلم أُكرَمْ فهل أنت مُتبعي /// وقومك نارَ الطَّرْد حين أميل أَبَيْتُم علي القولَ قبل استماعه\\\ فلم تُنصفوا والمنصفون قليل فهل لي أبا ليلى بناديكَ وقفةٌ /// فإن الذي قد جئتُ فيه جليل وما أنا مَرْءُ السَّوء أو رجلُ الأذى \\\ ولكنْ سفيرٌ خَيِّرٌ ورسول ولم أتخذْ جاه الأمور ذريعةً /// ألا إنما جاهُ الأمور يزول المهدي بقيتم بخير يا ولاةَ أمية \\\ ولا زال يقوى ركنُكم ويطول (مشيرا إلى باب الخباء): هنا مجلسٌ نأوي إليه لعلني /// أقول صوابا أو عساك تقول وثَمَّ ترى ليلى وتسمع قولها \\\ وليلى لها رأيٌ يُساقُ جميل فسلها عسى أن نهتدي ما جوابُها /// إباءٌ وردٌّ أو رضى وقبول ؟ (يهم ابن عوف بخلع نعليه): المهدي: أتمشي إلى منزلي حافيا /// فديتكُ ، من أنا ! ما منزلي ! ابن عوف: خلعتها وانتعلتُ الترابَ \\\ إلى خيمة السيد المُفضِل نصيب: (متدخلا): دعْه يا مهديُّ يفعل /// إنما يَرمِي لمعنى كالحسينِ بنِ عليٍّ \\\ هو بالعشّاقِ يُعْنَى الحسين انتعل التر /// بَ إلى والد لُبنَى فرآه حافيا في \\\ ساحة الدار فَجُنَّا قال لا أملك يا بن الـ /// ـمصطفى بنتاً ولا ابنا أنت في الدار أميرٌ \\\ فبما شئتَ فمُرنا لنفسه: ويا وظيفةُ اعزُبي \\\ ويا جرايةُ ارحلي يبغى ابنُ عوفٍ أن يكو /// ن كالحسين بن علي ! (يدخلان وينادي المهدي): هو الضيفُ يا ليلَ هاتِ الرُّطَبْ \\\ وهاتي الشِّوَاءَ وهاتي الْحَلَبْ وهاتي من الشهد ما يُشتهى /// ومن سَمْنَة الحيّ ما يُطَّلَبْ فما هو ضيفٌ ككلّ الضيوف \\\ ولكنْ أميرٌ كريمُ الحَسب ليلى: (وراء حجاب): أبي ألف لبَّيْك ابن عوف: وأعلمُ أن القِرى دِينُكم \\\ وأن أباك جوادُ العربْ ولكن طعاميَ المهدي: ماذا ؟ اقترحْ ابن عوف: طعامُ الرسول بلوغُ الأرَبْ المهدي: إذن قفي ليلى اقرُبي (تظهر ليلى من وراء الستر): تقدمي ورحّبي حلّ ابن عوف دارنا ليلى: قد زارنا الغيثُ فأهــ /// ـلاً بالغمام الصَّيِّب ابن عوف: عشتِ وقيساً فلقد /// نوّهتما بالعرب ليلى: (بين الخجل والغضب): أتقرِنُ قيساً بنا يا أمير؟ ابن عوف: ومن أنا حتى أضُمّ القلوبَ \\\ وأعطف شكلا على شكله لقد جمع الحب روحيكما /// وما زال يجمع في حبلِه ليلى: (في استحياء): أجل يا أمير عرفت الهوى ابن عوف: فهلا عطفتِ على أهله؟ (يلتفت إلى المهدي): أبا العامرية قلبُ الفتاةِ \\\ يقول وينطقُ عن نبله فأصغِ له وترفّقْ به /// ولا يَسْعَ ظُلمك في قتله المهدي: هو الحُكْمُ يا ليلَ ما تحكمين /// خُذي في الخطاب وفي فصله ليلى: أقيساً تريد؟ ابن عوف: نعم! ليلى: ولكن أترضى حجابي يُزَالُ /// وتمشي الظنون على سِدْله ويمشي أبي فَيغضُّ الجبينَ \\\ وينظرُ في الأرض من ذله يداري لأجلي فضولَ الشيوخ /// ويقتلني الغمُّ من أجله يمينا لقيتُ الأمرّيْنِ من \\\ حماقة قيسٍ ومن جهله فضِحتُ به في شِعاب الحجازِ /// وفي حَزْنِ نجد وفي سهله فخذْ قيسُ يا سيدي في حماك (في حياء وإباء): ولا يَفتكِر ساعةً بالزواج \\\ ولو كان مروانُ من رُسله ابن عوف: إذن لن تقبلي قيسا /// ولن ترضَيْ به بعلا إذن أخفق مسعايَ \\\ وخاب القصدُ يا ليلى ليلى: وأوصيكَ بقيسَ الخيـ \\\ ـرَ لا زلتَ له أهلا لقد يُعوزُه حامٍ /// فكُنْه أيها المولى (تلتفت إلى أبيها وكأنما تحاول أن تحبس في عينها دموعا) أبي كان وردٌ ها هنا منذ ساعةٍ \\\ ففيم أتى ؟ ما يبتغي؟ المهدي: جاء يخطبُ ابن عوف: ومن ورْدُ يا ليلى وهل تعرفينه ؟ ليلى: أتى خاطباً بعد افتضاحي بغيره /// وعاري ، أهذا يا بن عوف يُخيَّبُ ؟ أبي، أين وردُ الآن ؟ المهدي: فإن شئتِ أرسلنا إليه ليلى: ابن عوف: ليلى: (متهكمة): أكنتُ ابنَ عوف غيرَ أنثى ضعيفةٍ /// تناهتْ لرأي في الأمور ضعيف ابن عوف: ليلى: ابن عوف: (ثم يخاطب أباها): ألانَ بحفظ الله يا سيد الحمى /// لقد طال لُبثى عندكم ووقوفي ووُفِّقت يا ليلى ليلى: ابن عوف: (يخرج من باب الخباء ويشيعه المهدي إلى ما وراء شجر البان) ليلى: في موقفٍ كان ابن عوفٍ مُحسناً /// فيه وكنت قليلةَ الإحسان فرعمتُ قيساً نالني بمساءةٍ \\\ ورمى حجابي أو أزال صِياني والنفس تعلم أن قيساً قد بنى /// مجدي وقيسٌ للمكارم باني لولا قصائده التي نوّهن بي \\\ في البيد ما علمَ الزمانُ مكاني نجدٌ غداً يُطْوى ويَفنَى أهله /// وقصيدُ قيس فيّ ليس بفاني مالي غضِبْتُ فضاع أمري من يدي \\\ والأمرُ يخرجُ من يد الغضبان قالوا انظري ما تحكمين فليتني /// أبصرتُ رشدي أو ملكت عناني ما زلتُ أهذِي بالوساوس ساعةً \\\ حتى قتلت اثنين بالهذيان وكأنني مأمورةٌ وكأنما /// قد كان شيطانٌ يقودُ لساني قدّرتُ أشياءٌ وقدّر غيرَها \\\ حظٌّ يخط مصايرَ الإنسان |
سكر طرحك في غاااايهـ الروووعة والجمال ولقد اعجبتني تلك الفصول دمت بود هديل الحمااااام |
هلا موضوع رائع تسلم نتظر جديدك يالغلا
تسلم |
أخي الكريم سكــــــر طرح رائع وجميل .. ودمت بخير سندريـــــــــــــلا |
الساعة الآن 08:11 PM. |