منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞ (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   صفة الحج صالح الفوزان (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=257272)

الاوس 25-11-2009 11:02 AM

صفة الحج صالح الفوزان
 
(( صفة الحج )) للشيخ صالح الفوزان

--------------------------------------------------------------------------------

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليُظْهِرَه على الدين كله وكفى بالله شهيدًا ،
وأمر بطاعته والاقتداء به ، فقال : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ . [ سورة الأحزاب : 21 ] ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا إله معه ،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وكل من أطاعه وأتبعه ، وسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد :

أيها الناس : اتقوا الله تعالى واقتدوا برسوله في جميع عباداتكم وطاعاتكم حتى تكون صحيحة مقبولة عند الله ،
قال الله تعالى : ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ﴾ . [ النساء : 80 ] .
وقال تعالى : ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ . [ آل عمران : 31 ] .

ومن ذلك الاقتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في أداء مناسك الحج ،
فقد حج - صلى الله عليه وسلم - وأمر الناس أن يقتدوا به ويفعلوا مثل ما يفعل ، فقال :
( خذوا عني مناسككم ) ،
أي : تعلموا مني كيف تحجون وتؤدون المناسك ، وذلك بأن تفعلوا مثل ما أفعل ،
وهذا كلام جامع استدل به أهل العلم على مشروعية جميع ما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - وما قاله في حجه ، وجوبًا في الواجبات ومستحبًا في المستحبات ،
وقد لخص شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - صفة حجة النبي - صلى لله عليه وسلم - ، فقال :
[ وقد ثبت بالنقل المتواتر عند الخاصة من علماء الحديث من وجوه كثيرة في " الصحيحين " وغيرهما
أنه - صلى الله عليه وسلم - لما حج حجة الوداع أحرم هو والمسلمون من ذي الحليفة ، فقال :
( من شاء أن يهل بعمرة فليفعل ، ومن شاء أن يهل بحجة فليفعل ، ومن شاء أن يهل بعمرة وحجة فليفعل ) ،
فلما قدموا وطافوا بالبيت وبين الصفا والمروة أمر جميع المسلمين الذين حجوا معه أن يحلوا من إحرامهم .
ويجعلوها عمرة إلا من ساق الهدي فإنه لا يحل حتى يبلغ الهدي محله ، فراجعه بعضهم في ذلك ، فغضب ، وقال :
( انظروا ما أمرتكم به فافعلوه ) . وكان - صلى الله عليه وسلم - قد ساق الهدي ، فلم يحل من إحرامه .

ولما رأى كراهة بعضهم للإحلال : قال :
( لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة ، ولولا أن معي الهدي لأحللت ) ،
وقال أيضًا : ( إني لبدت رأسي ، وقلدت هديي ، فلا أحل حتى أنحر ) .

فحل المسلمون جميعهم إلا النفر الذين ساقوا الهدي ، منهم : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،
وعلي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، فلما كان يوم التروية أحرم المحلون بالحج وهم ذاهبون إلى منى ،
فبات بهم تلك الليلة بمنى ، وصلى بهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم سار بهم إلى نمرة على طريق ضب .

ونمرة خارجة عن عرفة من يمانيها وغربيها ، ليست من الحرم ولا من عرفة ، فنصبت له القبة بنمرة ، وهناك كان ينزل خلفاؤه الراشدون بعده .
وبها الأسواق وقضاء الحاجة والأكل ونحو ذلك ، فلما زالت الشمس ركب هو ومن ركب معه وسار المسلمون إلى المصلى ببطن عرنة حيث قد بني المسجد ،
وليس هو من الحرم ولا من عرفة ، وإنما هو برزخ بين المشعرين الحلال والحرام هناك ، بينه وبين الموقف نحو ميل .

فخطب بهم خطبة الحج على راحلته وكان يوم الجمعة ، ثم نزل فصلى بهم الظهر والعصر مقصورتين مجموعتين ،
ثم سار والمسلمون معه إلى الموقف عند الجبل المعروف بجبل الرحمة ، واسمه : إلال على وزن هلال ، وهو الذي تسميه العامة عرفة ،
فلم يزل هو والمسلمون في الذكر والدعاء إلى أن غربت الشمس ، فدفع بهم إلى مزدلفة ،
فصلى المغرب والعشاء بعد مغيب الشفق قبل حط الرحال حيث نزلوا بمزدلفة ، وبات بها حتى طلع الفجر ،
فصلى بالمسلمين الفجر في أول وقتها مغلسا بها زيادة على كل يوم ، ثم وقف عند قزح ،
وهو جبل مزدلفة التي يسمى المشعر الحرام ، وإن كانت مزدلفة كلها هي المشعر الحرام المذكور في القرآن .
فلم يزل واقفًا بالمسلمين إلى أن أسفر جدا . ثم دفع بهم حتى قدم منى ، فاستفتحها برمي جمرة العقبة ، ثم رجع إلى منزله بمنى ،
فحلق رأسه ، ثم نحر ثلاثًا وستين بدنة من الذي ساقه وأمر عليا بنحر الباقي ، وكان مئة بدنة ، ثم أفاض إلى مكة فطاف طواف الإفاضة .

وكان قد عجل ضعفة أهل بيته من مزدلفة قبل طلوع الفجر ، فرموا الجمرة بليل ، ثم أقام المسلمون أيام منى الثلاث ،
يصلي بهم الصلوات الخمس مقصورة غير مجموعة يرمي كل يوم الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس يفتتح بالجمرة الأولى ،
وهي الصغرى ، وهي الدنيا إلى منى ، والقصوى من مكة ، ويختتم بجمرة العقبة ،
ويقف بين الجمرتين الأول والثانية وبين الثانية والثالثة وقوفًا طويلاً بقدر سورة البقرة يذكر الله ويدعو ، فإن المواقف ثلاث : عرفة ، ومزدلفة ، ومنى .

ثم أفاض آخر أيام التشريق بعد رمي الجمرات هو والمسلمون ، فنزل بالمحصب عند خيف بني كنانة ،
فبات هو والمسلمون في ليلة الأربعاء . وبعث تلك الليلة عائشة مع أخيها عبد الرحمن تعتمر من التنعيم ،
وهو أقرب أطراف الحرم إلى مكة من طريق أهل المدينة ، وقد بني بعده هناك مسجد سماه : مسجد عائشة ،
لأنه لم يعتمر بعد الحج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه أحد قط إلا عائشة ،
لأجل أنها كانت قد حاضت لما قدمت ، وكانت معتمرة ، فلم تطف قبل الوقوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة ،وقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - :
( اقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ولا بين الصفا والمروة ) .
ثم ودع البيت هو والمسلمون ورجع إلى المدينة ، ولم يقم بعد أيام التشريق ولا اعتمر أحد قط على عهده عمرة يخرج فيها من الحرم إلى الحل إلا عائشة وحدها ،
فأخذ فقهاء الحديث كأحمد وغيره بسنته في ذلك كله ، وإن كان منهم ومن غيرهم من قد يخالف بعض ذلك بتأويل تخفى عليه فيه السنة ]
. انتهى كلامه - رحمه الله - .

وهو خلاصة جيدة لصفة حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، وقد أمرنا بالإقتداء به في هذا وغيره ،
فلنفعل مثل ما فعل حتى تكون أعمالنا في حجنا وعمرتنا وجميع أمور ديننا صحيحة مقبولة عند الله تعالى .

قال تعالى ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾ . [ الأحزاب : 21 ] .

وأعمال الحج تنقسم إلى ثلاثة أقسام :




• القسم الأول :
أركان لا يصح الحج ، أو لا يتم إلا بها ، وهي : الإحرام ، والوقوف بعرفة ، وطواف الإفاضة ، والسعي بين الصفا والمروة .



• القسم الثاني :
واجبات ، وهي : الإحرام من الميقات المعتبر له ، والوقوف بعرفة إلى غروب الشمس لمن وقف نهارًا ، والمبيت بمزدلفة إلى نصف الليل لمن وافاها قبل منتصف الليل ، ورمي الجمار ، والحلق ، أو التقصير ، والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق ، وطواف الوداع على غير الحائض والنفساء .



• القسم الثالث :
مستحبات ، وهي : ما عدا هذه الأركان والواجبات من أعمال الحج كالإحرام بالحج في اليوم الثامن ، والخروج إلى منى في هذا اليوم ، والمبيت بها ليلة التاسع وأداء الصلوات الخمس فيها كل صلاة في وقتها مع قصر الصلاة الرباعية ، والنزول بنمرة قبل الوقوف ، والدعاء في عرفة وقت الوقوف ، وفي مزدلفة بعد صلاة الفجر والبقاء في منى في النهار أيام التشريق ، وطواف القدوم في حق القارن والمفرد .

ومن ترك ركنًا من أركان الحج فإن كان الإحرام أو الوقوف بعرفة لم يصح حجه ، وإن كان غيرهما لم يتم الحج إلا به .
ومن ترك واجبًا فعليه دم ، ومن ترك سنة فلا شيء عليه .

فاحرصوا أيها المسلمون على إتمام حجكم على وفق ما شرعه الله وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

كياان 25-11-2009 07:14 PM



جزاكـ الله الجنه

الاوس

وفقك المولـى

كبتشينوا 26-11-2009 08:23 PM

جـــــــــزاك الله خــــــــــير

ماجد العساف 27-11-2009 02:48 PM

و
علكيم السلام ورحمة الله وبركاته
مـــسآء الخــــير

يعطيك الف عافيه
وبــــــارك الله فــــــــيك
وجــزآك ربي خــير الـــجزآ
تقــــبل خـــالص تحيــــــاتي لك


الساعة الآن 07:53 AM.