![]() |
المتلاعبون بالمشاعر"
يتألم أحدنا حين يثق ببعض الناس ويبثه أسراره ,
ثم يكتشف فجأة أن ذلك البعض ليس أهلا للثقة , ولا خزينة أمينة للأسرار , ولم يكن يستحق منذ البداية مجرد الاهتمام ناهيك عن الاحتفاء به وفتح حجرات قلبك له ليسكنها كما تسكن الحنايا قلب الإنسان . والأدهى من ذلك حين تسعى إليه بملء أشواقك وخواطرك لترتاح في روضته , فإذا بك تكتشف أن تلك الروضة مليئة بالأشواك والمصائد التي نصبت لاصطياد مكنوناتك لصبها في أذان الوشاة والخصوم , وذلك ـ للأسف ـ مقابل ثمن بخس قد يكون حقيقيا وقد لا يكون إلا مجرد وهم وسراب فلا يعود صاحبه حتى بخفي حنين . والغريب أنك حين تصد عن أمثال هؤلاء وتترفع عن مجالستهم أو مواجهتهم فإنهم ينزلقون إلى هاوية اتهامك بالجبن والضعف وغيرهما من الأوصاف الذميمة التي يمتلئ بها قاموس ثقافتهم الهشة . إن التلاعب بمشاعر الناس أمر مستهجن منكور لا يمكن أن يقوم به إلا إنسان مريض مشوه القلب ضعيف الفكر يستغل القلوب البريئة لتحقيق أغراض دنيئة دون عابئ بآداب الاتصال والتواصل مع الآخرين فيظهر لك بمظهر الملاك وهو في سراديب نفسه المظلمة شيطان رجيم .. فليحذر الواحد منا أمثال هؤلاء المخادعين بعد أن يكتشف حقيقتهم النكراء , طالما يستحيل الكشف عنهم منذ أول وهلة بسبب براعتهم في التقنع بلثام البراءة والســـماحة والوقار . ولا نقول بسوء الظن بالناس أبدا , لأن الأصل في الإنسان هو الطيب والكرم , وليس الخبث واللؤم , لكن بعض النفوس قد تنحرف عن الجادة والفطرة السوية فتحاول خداع الآخرين والتغرير بهم وتتصور أنها تخدع غيرها بينما في واقع الأمر لا تخدع إلا نفسها ولا ترى الآخرين إلا من خلال طبعها المتأصل أو انحرافها العارض فتتصور الشر في كل الخلائق وتسيء الظن بالجميع ! . ولولا أن في المقابل نفوسا كريمة وقلوبا حنونة وعقولا راجحة نتحاور معها ونهدأ عند ضفافها ونرتاح في سكون رياضها لاستحالت الحياة إلى جحيم , ولكن رحمة الله أبت إلا أن تقرن الخير والحب والجمال بأضدادها لتتميز الأشياء ويدرك الإنسان معانيها بجلاء ووضوح ويستبين أهمية القيم الجميلة والأخلاق الفاضلة في توازن الإنسان وسيره في الحياة الصعبة ومواصلة مشوارها حتى النهـاية . إن الحياة بلا قيم ومبادئ لا تساوي شيئا , وتبدو لنا متجهمة كئيبة في جحيم غيابها , مما يحتم علينا جميعا أن نبني جسور الثقة وحسن الظن بالآخرين وأن نلقي بذور الأمل والتفاؤل في النفوس القاحلة الجرداء . |
والغريب أنك حين تصد عن أمثال هؤلاء
وتترفع عن مجالستهم أو مواجهتهم فإنهم ينزلقون إلى هاوية اتهامك بالجبن والضعف وغيرهما من الأوصاف الذميمة التي يمتلئ بها قاموس ثقافتهم الهشة . روعه وابداع في الوصف ,,,, تحياتي دموع مبعثره |
اقتباس:
|
أختنا العزيزة ( دمُوع مُبَعثَرَة ) .. السَّلام عليكم ................... من إنتـَـر وأهلاً وسهلاً بك صَدِيقَة جَدِيدَة للمُنتَدَى .. يعني صورتك الرمزِيَّة أجِد فِيهَا دمُوع مختَزِنَة أجبِرَت على السّقُوط رغماً عن أنفِك .. وألحَقتِيهَا بهذا الموضُوع المأسَاوِي المُؤلِم .. والمُحبِط في آنٍ واحِد .. وكل هذهِ الدلائِل تؤكد بما لايدَع مجالاً للشَّك .. إنَّكِ كتبتِ هذا الموضوع مِمَا عَانَيتِيه من مواقِف .. وليس من نسج الخَيَال أو بَنَات الأفكَار أليسَ كذلك؟ وأتمنَّى أن اكون مُخطِئاً .. الحقيقة لدِي حَدس في دوَاخلِي يقول .. ونتيجة إزَاء ماتعرضتِ له في هذا الموقِف .. وكأنّكِ تُخَاطبِي إنسَان آخَر ليسَ له من وجُود بيننا تقولي له ( ليتِنِي مَاعَرَفتُك ) !! والمشكلة أحياناً أن هذه المعرفة بهذه الفِئَة من الناس بدأت حلوة وما زالت .. كما كنا نحلم ونتمناها منذ زمن بعد طول انتظار وبعد بحث وتردد .. ولكن الحقيقة .. التي ينبغي ألا ننكرها .. هي أننا نشقى بالفعل .. حينما نتعرّف على أشخاص معينين ويتمكنون منا .. ويشغلون حيزاً كبيراً في عقولنا .. وقلوبنا .. هذا ان لم يشغلوها بكاملها؟ نشقى معهم وبهم وبسببهم لأسباب عديدة خارجة .. عن ارادتنا .. وعن تحكمنا لأنها أشياء مرتبطة بالعواطف والأحاسيس والمشاعر تلك الأشياء التي لا نملك حيالها سوى ان نكون ضعفاء .. قليلي الحيلة لا حول لنا .. ولا قوة .. تلك الأشياء التي لا نملك حيالها .. سوى أن نرفع أكف الضراعة الى الله بأن يريح قلوبنا .. ويحقق لنا رغباتنا .. ويدخل السَّعادة الى قلوبنا .. لأنه وحده الذي يعرف عمق ما نشعر به من معاناة .. وصدق ما نُكِنُّه من مشاعر حب ومودة بداخلنا لمن نريد .. ونحلم به.. والشقاء هنا نوعان وكل نوع أتعب من الآخر في حقيقته فأنتِ حينما تقولِ هذه العبارة ( لَيتنِي مَاعَرفتُك ) .. فإنكِ قد تقوليها للأشخاص الذين تأسفِ لأنكِ صادقتيهم أو حتى عرفتيهم .. لأنهم ربما أوقعوكِ في مشاكل كثيرة أنتِ في غنى عنها كمن يورطكِ في فضيحة سلوكية أو أخلاقية أو أمنية .. وبالتالي يرتبط اسمكِ بأسمه .. فقط لأنكِ تعرفيه .. ومن ثم يشوه سمعتكِ .. ويُسِيء اليكِ .. وإلى كل من تعرفي .. ويجعلكِ عُرضة للمساءلة والشك من قبل الآخرين .. في حين أنك عكس ذلك تماماً .. ولكن هذا بالطبع خارج عن ارادتكِ خاصة إذا لم تكوني تعرفي طبيعة هذا الإنسان ونواياه وسلوكه منذ البداية وللأسف فأن هذه العبارة تقال أحياناً مع تغيير بسيط .. ولنفس المعنى .. حتى من الأم أو الأب للإبن العاق الذي يوقع والديه .. في مشاكل كبيرة ومحرجة .. بشكل تفوق طاقتهما وتحملهما لدرجة قد تجعل أحدهما أو كليهما يقول ( لَيتنِي مَا جبتُك ) أو ( لَيتَنِي ما خلّفتك ) أو( لَيتُكَ لم تكُن إبني ) .. وهي كلمة قاسية على الأبوين .. وليست سهلة أبداً .. ولكنهما لا يتلفظان بها إلا بعد أن يفيض بهما الكيل .. بعد ان تصل الأمور الى مرحلة لا يمكن تصورها بأي حال من الأحوال؟ وهذا هو النوع الأول من المعرفة غير المرغوبة .. يمكن أن يتّضح أيضاً مع نماذج بشرية أخرى .. من ثقلاء الظل .. كثيري المطالب المحرجة أو ما يمكن .. أن يطلق عليهم لحوح أودعِينِي اتحدث بالعامية (لزقَة) لايُمكِن الفَكَاك منها بِمَكَان !! أما المعرفة الثانية التي تتمنى لو لم تُقِدم عليها .. فهي تلك العلاقة العاطفية المبنية على الحب الصادق الذي لا تشعري إلاّ وهو يتنامى بداخلك .. وتزداد مساحته الخضراء لدرجة لم يعد هناك مجال .. للتراجع أو التخلي عنه .. بل ان مجرد التفكير في التخلي عنه وعن صاحبه .. يُسبب لكِ أزمة حقيقية .. تبدأ بوادرها بالقلق .. والتوتر المستمرين .. والإحباط واليأس .. وينتهي الى الخوف من المستقبل ومن المجهول .. نتيجة احساسك المستمر .. بأنكِ سوف تفقدِ هذه العلاقة العاطفية المتأججة الصادقة وبالتالي سوف تخسري هذا الإنسان للأبد.. ومثل هذا الشعور فقط يقتلكِ أكثر من مرة .. في اليوم الواحد .. لأنكِ لا يمكن ان تتخيلي مغادرة .. هذا الإنسان من حياتكِ للأبد .. كيف لا وأنتِ مجرد التفكير انه سوف يسافر .. ولو لفترة قصيرة ويغيب عن ناظريكِ وعن مسامعكِ .. يُوجد بداخلكِ نوعاً من التعب النفسي .. والتفكير في أمور لا وجود لها أصلا!؟ أو التفكير في احتمالات وافتراضات مزعجة .. ومخيفة لا قدر الله؟ وهذا ما تجنيهِ من الحب .. وهذا ما تجنيهِ من قلبكِ .. لأنكِ تجدي نفسكِ في دوامة من القلق .. والتوتر والتساؤلات الحائرة المتواصلة المخيفة والمتعبة وحينها لا تملكِ إلاّ أن تقولي لنفسكِ (لَيتَنِي مَاعَرَفتُك ) أليس هذا هو لسان حالكِ أحياناً؟ وربما .. وهذا وارد أنكِ حينما تقولي عبارة ( لَيتِنِي مَاعَرَفتُك ) ربما كنتِ تتمني بداخل نفسك لو أن هذه المعرفة .. كانت منذ وقت طويل .. في ظروف أحسن مِمَا هي عليه الآن لكِ وله .. إذن لشعرتِ بحياة أخرى غير تلك التي تعيشها الآن !! إذن لشعرتِ بسعادة حقيقية .. إذن لأصبح لكل شيء طعم آخر غير الذي نستطعمه الآن .. إذن لم تكن في حاجة لتلك التساؤلات المتعبة .. والحالة النفسية المؤلمة التي وصلتي اليها !! بل إذن لتحققت أحلامكِ منذ وقت مبكر .. ولكن هل كل شيء بالتَّمني؟ ومع ذلك .. تظل معرفتنا بنوعية معينة من الناس .. هي مكسب في حد ذاتها .. لأننا معهم نجد أنفسنا ولأننا بهم نكون أكثرقوة .. ولأننا من أجلهم نعمل المستحيل فقط لكي نثبت للآخرين أنه ليس هناك من مستحيل؟ ولِمَ يكون مستحيلاً ونحنُ نُريد ان نَصِل الى ما نريد ؟ لِمَ يكون مستحيلاً وأرادتنا قوية بالله قبل كل شيء؟ بل لِمَ يكون مستحيلاً .. ونحنُ نشعُر ونلمس بأنفسنا .. ان هناك أيادي ممدودة لنا في كل وقت .. وقلوباً مفتوحة لنا ..في كل وقت .. وأرواحاً جميلة .. هي توأمنا الذي لا نُريد ان يفارقنا؟ إذن فنحنُ حينما نقول عبارة .. ( لَيتَنِي مَا عَرَفتُ ) .. فلأن هذا الإنسان نبش ما بداخلنا واثار شجوننا .. وفتح جراحاً كادت تندمل للتَو بفعل الزمن .. وتظل هذه العبارة رغم قساوتها ومرارتها على النفس تظل جميلة وأكثر من رائعة في مضمونها .. أتعلمينَ لماذَا؟ لأنها لا تخرج إلاّ من انسان محب مثلك ويقدر معنى الحب أياً كان وضعه .. واياً كان مَكَانه .. على صعيد آخَر .. وبعتذر سلفاً على الإطَالَة والإستِرسَال هناك فِئَة مِمَن أشرتِ إليهُم في عنوان الموضوع .. وهم ( المتلاعبُون بالمَشَاعِر وأظِيف عليها الأحَاسِيس ) هم فِئَة ( ظالِمَة ) إذ تجديهم وبعد أن نفتح لهم قلوبنا .. ونشرِّعها على مصرَاعَيهَا .. وندِع سدودنا تَمبَاح لهم .. ويحصُل هذا حينما نكون معهم على ظفاف ( الماسِنجَر ) إذ نحنُ نبوح بإسرارنا بصدق .. وهم مع الأسف ينقلون مانكتبه لطرف آخَر من الماسِن يكون متواجداً في نفس الوقت واللحظَة؟ وهذا مايتعبكِ نفسياً وبدنياً حينما تعرفي إن كل أسراركِ وكل سدودكِ قد عرفها الآخرون .. وخاصَّة أولئك الذينَ .. ينتظرون عليكِ أيما سِر .. أو يصطادون في المياه العكرة والضَّحلَة .. أتمنى من كل قلبي أ لاَّ نقع في ذات يوم شديد السّواد والعَـتمَة بمثل هؤلاء الناس المتعبين حقاً ألاتقولِي آمِين؟ / / / إنتـَـر وأخيراً.. أسدل الستار.. وليته لم يسدل.. ليت مسرحية الحب الصادقة .. لم تنتهِ بعد.. ليت فصولها استمرت.. ليتها طالبت أكثر .. وأكثر.. لنستمتع بها سوياً .. لنعيشها بكل حلاوتها.. / / أوااااااه !! فيا الله..!! من كان يتصور.. أن يأتي هذا اليوم .. أن تكون هذه هي النهاية.. من كان يتصور.. أن تكون أنت.. هو من يُصر على نهايتها؟ من يطالب بإيقافها؟ من يستعجل رحيلها؟ وإلى الأبد؟ لعدم صدقك.. أيعقل؟ / / من كان يتصور.. أن تكون أنت.. من يطلب إسدال الستار.. من ينزله بيديه .. من يشرف عليه بنفسه .. ومتى؟ في منتصف المسرحية.. حيث شدَّة التعلق.. حيث القصة ما زالت مستمرة.. بكل أحداثها الجميلة.. وبكل فصولها المشوقة .. / / حيث القصة الفريدة .. وأي قصة.. إنها قصة الحب الصادق.. الأمل الذي لم يخبُ بعد.. الطُّهر الذي لم يشوَّه بعد.. / / إنه لأمر قاسٍٍ .. أن توافق على شيء .. لا ترضاه .. أن تعمل شيئاً .. لستُ مقتنعاً به .. فقط لمجرد ارضاء من تحب .. حتى لو كان على حساب نفسك .. حتى لو كان فيه نهايتك .. / / أهكذا.. وبسرعة.. ينتهي كل شيء؟ أهكذا تقرر أنت.. وبمفردك .. مصيرنا نحن.. تنفذّه بقرار منك.. وكأنه خاص بك وحدك.. وكأنه قرار إداري .. واجب التنفيذ .. لا رجعة فيه .. دونَ تأخير؟ / / أهكذا.. تقفل كل شيء في وجهي؟ تمنعني من مواصلة الطريق؟ مع أحلى وأجمل رفيق؟ / / أهكذا وبيديك.. تطوي آخر صفحات ( الود ) .. تلقي بها خلف ظهرك؟ تتناساها وكأنها لم تكن؟ أما كان من الأفضل.. أما كان من الأجدر.. أن تتريث قليلاً؟ ألاّ تستعجل النهاية؟ بهذه الطريقة؟ وبتلك السرعة؟ / / أعرف أن ردود فعلي معك .. قد تكون فاترة أحياناً!! قد لا تعكس مقدار اشتياقك .. قد لا تعبر بصدق.. عن طبيعة ما يربطنا من ود .. أعرف.. وأعرف.. ولكن.. أليس من حل آخر.. أخف وطأة.. غير القطيعة .. غير تلك النهاية المرة .. وما زال لدي أمل؟ . |
أهلابك
{ويبقى ألامل}بان هناك أناس رائعون مثلك أشكرك ع المرور وع الكلمات الرقيقة الكبيرة في داخلي |
مشكووووووووووووره
ع هذا الوعي يادموعي |
دموع موضوع في غايه الروع والألم
درس قاسي سوف يفيدك في حياتك اؤيد كلام اخوي انتر فقد قال ماتمنيت قوله واكثر تقبلي فائق تحياتي ماااجد |
أشكرك ع المرور
|
الساعة الآن 12:30 AM. |