![]() |
هكذا ينشأ الجيل الصالح
هكـذا ينشـأُ الجيلُ الصّـالحُ ::1:: http://alfadela.net/fup/uploads/images/858fcc49bc.gif نحنُ في عصرٍ تدخلَتْ فيهِ عواملُ كثيرةٌ في تربيةِ طفلِكَ الذي بينَ ذراعَيكَ . ويجدُ الكثيرُ منَ الآباءِ أُلفةً معَ تلكَ العناصرِ الدخيلةِ, كالتلفازِ ووسائلِ الإعلامِ والحضّاناتِ والمدرسةِ والأندِيةِ وغيرِها كثيرٌ، فيسلِّمُون أبناءَهم لها بغيةَ الراحةِ والتخفيفِ مِنْ كثيرِ العَناءِ . ورغمَ إدراكِ كلِّ أبٍ وأمٍ لسلبيةِ تلكَ العناصرِ وخطورةِ تأثيرِها على أطفالِهم؛ تجدُهم يُسلِّمونَ الرايةَ لها بخضوعٍ ، لكنْ إلى متى نظَلُّ عاصبينَ أعينِنا عنْ رؤيةِ حقيقةِ هذا الواقعِ ؟! ونحنُ نُنشِئُ يوماً بعدَ يومٍ جيلاً بعدَ جيلٍ ..."تشابهَتْ قلوبُهم" وخاصة أن الكثيرَ منَ الآباءِ يُربون أطفالهم بنفس طريقة آبائهم، والتي كان ينبغي لها أن تتغيرَ بتغيرِ الزمان، لأنه ولى زمانُ لعبِ الغُمّيضة. http://alfadela.net/fup/uploads/images/eea9a58d0d.png يُقال: ربّوا أولادكم على زمانِهِم فإنّهم وُلدوا في زمانٍ غيرَ زمانكم فما القصدُ من أنْ نُرَبِّيَ أبناءَنَا على زمانِهمِ الذي وُلِدُوا فيهِ : منَ الضّروريِّ جداً أن يُهَيَّأَ الطفلُ تهيئةً نفسيةً ليتعاملَ معَ مستجدّاتِ الحياةِ بحزْمٍ وواقعيةٍ وعدمِ اندفاعٍ لكل جديدِ . و منَ المهمِّ أنْ يعلمَ الطفلُ كما الوالدُ أنْ ليسَ كلُّ ما يظهرُ مقبولاً وليسَ كلُّ جديدٍ مرفوضاً أيضاً ، يجبُ علينا أمةَ الإسلامِ, وضعُ معادلةٍ متوازِنةٍ، أساسُها الاستنادُ على دعائمَ ثابتةٍ لا تتغيرُ بتغيرِ المكانِ والزمانِ : 1 - فدينِ الإسلامِ هوَ دينٌ يُرَبِّي النفوسَ ، ولهُ علاقةٌ وطيدةٌ بها، فنفْسُ المسلمِ ساميةٌ راقيةٌ تترفّعُ عن الدنائسِ والمفاسدِ . 2- كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أوّلِ مرشدٍ وصديقٍ لنفسِ المؤمنِ، فالحلالُ لدَيها بَيِّنٌ، والحرامُ بّيِّنٌ، وعليهما يَستطيعْ أن يتعرفَ على حقيقةِ الأشياءِ وكيفَ يتعامل معها 3-الفطرةِ السليمةِ التي جُبلتْ عليها النفسُ المؤمنةُ مِنْ إدراكِ منافِعِ ومضارِّ الأشياءِ. كلُّ هذا مرتبطٌ بنفسِ المؤمنِ وحينَ يرتبطُ الشيءُ بالنفسِ يصبحُ عادةً متأصِّلةً. فالعادةُ الإسلاميةُ هيَ التي تُخرِجُ الأجيالَ التي فِيها الحاكمُ والإمامُ والقائدُ والمجاهدُ والمستشارُ والمعلّمُ والفقيهُ والتاجرُ والعالِمُ.. هذا دينُ الإسلام إذا تحدثنا عنه، ولكن لو تحدثنا عن أمّةِ العرب حينَ تُربي جيلها بعيداً عن دين الإسلام أو قد خلَّطت في تربيتها بين هذا وذاك نجد : أنّها خرّجتْ ثلُثِ شعوبِنا جنوداً بالجيشِ ، ونصفُهُم شرطةً ، وبقيَّتُهم هُنَيهَاتٍ لا تُغني ولا تُسْمِنُ منْ جوعٍ . لذلك فإننا نجد بالمقارنة بين أمة الإسلام وأمة العرب أن الهدف من التربية هي تلك النفس السامية، التي خُلقت من أجل أن تكون خليفةَ الله على الأرض. http://alfadela.net/fup/uploads/images/eea9a58d0d.png وهناك العديد من الأساليب التربوية التي تلعب دورا مهما في إنشاء هذا الجيل الصالح ومن هذه الأساليب : التربية بالقصة، التربية بالحدث، التربية بتكوين العادات، ولعل المُتصل بموضوعنا هو التربية بتكوينِ العادات التي تتأصَّلُ بالنفسِ وهو أمرٌ مهمٌ و أسلوبٌ تربويٌّ واعدٌ . و يقولُ الدكتورُ مصطفى محمد الطحّان بخصوصِ أسلوبِ التربيةِ بالعادةِ , في كتابِه " التربيةُ وأثرُها في تشكيلِ السلوكِ" : اقتباس:
فلننظرَ إلى الحبيبِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الذي استطاعَ أنْ يُحْدِثَ نقلةً نوعيةً كبيرةً بلْ وقفزةً منَ الحضيضِ الذي كانَ عليهِ حالُ العربِ في الجاهليةِ إلى قمةِ الخلُقِ الطاهرِ حينَ أصبحوا مسلمين، فجاءَ بقيمٍ وأخلاقَ جديدةٍ صارت قاعدةَ للمجتمعِ المسلمِ والتي لا يخالفُها أحدٌ إلا وجدَ المسلمونَ في أنْفُسِهم شيئاً مِن هذا المُخالِفِ، وهذا التَّمسكِ العظيم منَ الصحابةِ بمبادئهم الإسلامية يذكِّرُنا بمواقفَ آبائنا في هذا العصرِ الذين يغضبونَ فيهِ لِمَنْ يخالفُ عادةً قبلية أو مجتمعية في حينِ يحصلُ التراخي في مخالفةِ أوامرِ اللهِ وأحكامِه . ولوِ انعكسَ الإحساسُ بأهميةِ التشديدِ على طاعةِ أوامرِ اللهِ فإنّهُ بالتأكيدِ سيصبحُ عادةً وتُثْمِرُ لنا جيلاً كجيلِ الصحابةِ والتابعينَ والأسلافِ الأطهارِ . فلا نقل : عظماءَ فاتَ زمانُهم لأنهم لمْ يكونوا عظماءَ بفضلِ الزمانِ والمكانِ، بلْ عظماءَ حينَ عظَّموا كتابَ اللهِ وسنةِ رسولهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ..ولم يغيِّروا فطرةَ اللهِ التي فطرَهمُ عليها http://alfadela.net/fup/uploads/images/eea9a58d0d.png أبي الفاضلُ .. أمي الفاضلةُ كتابُ الله وسنةُ رسولِهِ لا زالا في أحضانِنا , ولا زال الأملُ في أن تلدَ أرحامُ أمهاتِنا أمْثال صلاحِ الدينِ الأيوبيِّ ومحمدٍ الفاتحِ .. وغيرِهم . ولازال الأمل في أطفالنا فلنعوِّدْهُم دائماً على التفاعلِ معهُم في الأعمالِ الحسنةِ الكريمةِ؛ لينشئوا محبينَ لها راغبينَ فيها . نلتقي باذن الله في تَتِمّة سلسلة "هكذا ينشأُ الجيلُ الصالح" |
السَّلام عليكم ............... من إنتـَر وحياك الله أخي الأستاذ الكريم ( ذِي قَار ) .. إذا سمحتلي .. فأنا أرى ومن منظور شخصي بحت .. إن المدرسة هيَ الأسَاس .. في نشأة الجيل الصَّالح كما قد وصفته صحيح ان الأسرة لها دور كبير في ذلك وكبير جداً ولكن ليس بالضرورة.. ان تكون الأسرة هي السبب الرئيسي في ذلك .. وهي الشماعة .. التي يعلق عليها الآخرون اخطاءهم في كل مرة .. فالأسرة قد تكون مجتهدة اكثر من اللازم .. ولا تقصر مع ابنها اواحد افراد اسرتها في كل ما من شأنه ان يجعله يواصل دراسته دون مشاكل ويتفوق .. ويحصل على الشهادة الجامعية .. التي تؤهله .. لدخول الحياة العملية ومعتركها بشكل اسهل واسرع .. وفي اعلى المناصب .. ولكن الذي يحدث في كثير من الأحيان ان هذا الطالب او الإبن رغم كل ما يلقاه من رعاية وعطف .. وحنان داخل اسرته ورغم انه لا يرد له طلب الا انه .. لا يقدر حجم ما يقدم له من خدمات وتسهيلات من اهله لا يدرك مقدار القلق والضيق والتوتر الذي يسببه لأهله نتيجة اهماله ولا مبالاته في دراسته .. وتعثره فيها وربما طرده منها بسبب عدم قدرته على رفع معدله التراكمي او عدم قدرته على مواصلة الدراسة .. كرهاً فيها او لأسباب اخرى أنت نفسك أدرى منِّي بها وبالطبع فان هذا الطالب وأمثاله .. لا يتعمدون ذلك ولايريدونه ولكن هناك ظروف مختلفة ظروف قاهرة تحيط بهم تجعلهم يتخبطون في دراستهم ويتعثرون لدرجة لا يعد يطيقون فيها المذاكرة .. او الدراسة او حتى حضور المحاضرات او الاختبارات .. ولا يعني ان من يحصل على انذارات او من لم يوفقوا .. في دراستهم ان يكون اساسهم العلمي في المرحلة .. الثانوية متدنياً فهذا غير صحيح لأن هناك نسبة كبيرة من الطلبة المتعثرين دراسياً على مستوى الجامعة .. والمهددين بالطرد هم من الأشخاص .. الذين لاغبار عليهم علمياً ومعدلهم في الثانوية العامة .. جيد جداً من دون مبالغة .. ولكن ما يحدث ان الطالب في مثل هذه المرحلة الحرجة من حياته قد يكون واجه بعض المشكلات الإجتماعية .. المترسبة .. والآثار النفسية المتبقية من معاملة سيئة سابقة .. وظروف صعبة لا يستطيع تحملها بمفرده كالأحوال .. الاقتصادية السيئة وغيرها الكثير والكثير !! وتلك المشكلات سواء من داخل محيط اسرته او خارجها ربما اثرت عليه وربما اشعرته بالدونية او بشيء من الحقد على كل من تسبب له في هذه الحالة السيئة .. التي يعيشها وهذا يحدث كثيراً فهلاّ وافقتنِي؟ هذا بالإضافة للمشكلات العاطفية التي قد يمر بها الطالب وتؤثر في سير حياته.. قد يكون للاسرة دور في تلك المشاكل لا ننكر ذلك .. ولكن الاسرة اليوم .. وبالذات بعض الأسر ..لا تلام في كل ما يحصل لإبنها.. من اخفاق دراسي متواصل .. او اهمال في تحمل المسؤولية رغم توفر كل شيء له .. لأننا والحالُ كذلك ينبغي ان ندرك .. ان الكثير من الاسر اليوم ليست قادرة على متابعة .. سير ابنها الدراسي .. والتأكد منه ومتابعته بشكل يطمئنها عليه .. خاصة في ظل ولي امر مشغول او علاقة سيئة بإبنه .. او اخيه او عدم وجود ولي امر من الاساس .. وبالتالي لايتبقى سوى الام والاخوات وهؤلاء ماذا بيدهن ان يقمن به لمتابعة سير طالب في الجامعة فهناك قيود وقيود كثيرة وموانع اجتماعية عديدة تحد .. من مثل هذه المتابعة وتقصي احوال ابنها.. فالاسرة هنا حريصة وربما كانت تعرف مصدر الداء .. بالنسبة لابنها ولكنها غير قادرة على فعل شيء .. لانها ببساطة لا حول لها ولا قوة .. ودعني اقولها بكل صراحة اننا كثيراً ما نلوم الاسرة .. فيما وصل اليه الطالب من مستوى متدنِ دراسياً .. ولكننا نغفل الاشخاص والجهات الاخرى المناط بها عملية التعليم لتخريج طالب جامعي متوازن .. فالملاحظ واقولها بكل صراحة ودون ادنى تحفظ ان دور الاستاذ التربوي هو دور قاصر الى حد كبير .. في توجيه الطالب والوقوف معه .. وتلمّس احتياجاته ومعرفة كيفية الدخول الى نفسيته .. ومعاملته كأخ اكثر منه كطالب اليس هذا واقعاً؟ فالطالب من هؤلاء بحاجة لمعاملة خاصة بحاجة الى زرع الثقة في نفسه بحاجة لتشجيعه بحاجة لتقدير ممن هم اكبر منه بحاجة لان يعرف جيدا بان الاستاذ .. او الدكتور أسميه كما يحلو لكَ هو اخ كبير له يلجأ اليه متى ما عنت له مشكلة او طرأ له سؤال وهذا لا يعني .. عدم وجود اساتذة من هذا النوع ابداً؟ فهناك الكثير منهم والذين لولا الله سبحانه وتعالى .. ثم هم انفسهم لترك الكثير من الطلبة مقاعد الدراسة .. او انحرفوا لا قدر الله .. ولكنهم اي الطلبة وجدوا من يرتاحون اليه .. وجدوا من يعوضهم حنان المنزل وجدوا من يمد لهم يديه بكل رحابة صدر .. نعم .. وجدوا من يشجعهم على مواصلة الدراسة .. ويقف معهم ويُسدِي لهم ماهم بحاجة إليه من خلق رفيع ماكانوا ليحصلوا عليه لولاهم فهل ننكر جهودهم؟ / / / إنتـَــر صدِّقني .. الحب الصادق .. الذي ابحث عنه .. الحنان المتدفق .. الذي أنشده .. العطف الكبير .. الذي افتقده .. لا يوجد الا معك .. / / بل صدِّقني .. المشاعر الفياضة .. التي في دواخلي .. الأحاسيس النبيلة .. التي اشعر بها .. والنبضات المتسارعة .. التي في وسط قلبي .. انت احق الناس بها .. فماذا تريد اكثر ذبحتني .. خفِّف علي .. راعنِي قليلاً؟ . |
الله يعطيك العافية ويجزاك خير |
انتر
حبيبتى أمى جزاكم ربي كل خير على مروركم الكريم أخى انتر ومن ينكر دور المدرسة والمعلم والأستاذ ولكن المدرسة وحدها لن تحقق الهدف إن لم يكن الفرد قد بُنى على أساس كثير من الناس أعرفهم معرفة شخصية لم ينالوا شهادة جامعية لكنهم تربوا فى مدرسة أخلاق من خلال أسرتهم وحصلوا من الثقافة خارج الجامعة ما لم يحصله بعض من دخل الجامعة فتجدهم الآن يجالسهم المثقفون وخريجى الجامعات بل ويستشيرونهم فى كثير من الأمور الجيل الصالح لا يعنى خريجى جامعات ولكن يعنى جيل بناء ويبنى من خلال قاعدة " الإخلاص لله عز وجل " فى أى مكان كان وفى أى صنعة كان يعمل فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وقد تعمل الأسرة كل ما عليها ولا يخرج لهم ولد صالح لأنهم من الأساس لم يعلموه كيف يتجنب صحاب السوء حينما يخرج خارج نطاق الأسرة ولم يعلموه كيف يتخير الأصدقاء ويعرف الخطأ من الصواب ثم يأتى دور المدرسة والأصدقاء أو الجامعة كلها عوامل لا ننكر أنها تؤثر بشكل مباشر فى انشاء ذلك الجيل ولا زالت للسلسلة تتمة بإذن الله وفقنى الله واياكم إلى ما يحب ويرضى |
الساعة الآن 02:01 AM. |