منتديات الـــود - هنا التبريكات للمنتخب العمـاني الـشقيق بمناسـبة حـصوله على بطولة الخليج

كل منا يتمنى ان يكون هو (الأول )الذي يستأثر بكل شيء

في الحب من الآخرين في المعاملة المميزة ممن هم حوله

في الكلمات الرقِيقة ..

والعبارات الحلوة من أقرب الناس إليه ..

في المشاعر الجميلة الصَّادقة والأحاسيس النبيلة الشّفافة

مِمَن يكن لهم كل الحب والتقدير والإحترام والمكانة المميزة

التي يحتفظ بها لهم دون غيرهم من سائر البشر ..

كل منّا يتمنى ذلك وأكثر .. ولكن الحياة لا تُعطينا ما نريد..

لاتمنحنا ما نتمناه ..

تَزهَد علينا بأبسط أمانينا..تستكثر علينا أبسط احلامنا ..

على الرغم من انها مجرَّد أحلام .. تخيَّل؟

ونحن في ظل الظروف القاهرة الصَّعبة التي تحيط بنا ..

و( بمنتخبنَا الوطنِي ) وفي ظل الأجواء الملبَّدة بالقِسوة ..

والإحباطات المتتالية وربما الحسد والغيرة من قبل الآخرين

نجد أنفسنا مضطرين للقبول بالأمر الواقع الذي نرفضه ..

ولا نريد الإعتراف أو مجرَّد التفكير نعم نجد انفسنا مجبرين

على قبول المركز ( الثاني ) في حياتنا ..

من اجل ان نحظى بشيء ولو بسيط جداً ..

من أجل ان نقنع أنفسنا بأننا حققنا شيئاً وليس كل شيء

من اجل الاّ يفوتنا قطار الزمن ( الكرَوِي ) ..

ولكن السُّؤال الذي يتعبك نفسياً ويرهقك جسدياً هو ماذا

لو رضيت أنت بالمركز ( الثاني ) وقبلت به ..

ولو على مَضَض .. فهل يرضى غيرك بذلك؟

هل يسمح لك بهذا الدور؟

وهل سيقف مكتُوف الأيدي وهو يراك تأخذ دوراً ليس لك اصلاً

من وجهة نظره وحتى لو كان لا يضره؟

أمر صعب للغاية على النفس ان ترضى بأقل القليل ..

وتتنازل عن الكثير من حقوقك ومع ذلك تعجز عن الحصول

حتَّى على هذا القليل

الذي يجعلك ( ثانياً ) ..

تعجز حتى ان تعيش لحظات حقيقية جميلة مع ما تريد ..

ومن تريد ولو لبعض الوقت وهُنا أرمِي إلى ( الذَّهَب )

إلى ( الكَأس ) ..الذِي كان قريباً منَّا فإذا به يذهَب لغَيرنَا ..

ولكن أليست الحياة قاسية .. أليست غير منصفة ..

ولكن لا نملك سوى ان نقول الحمد لله على كل حال ..

أحياناً تكون أنت ( الأول ) أو ( البَطَل ) إسمياً وشرعياً

ومكانياً وأمام الآخرين ..

حَسَب مايقوله تاريخك المشرِّف ولكنك في حقيقة الأمر

وفي الواقع الفعلي..أنت ( ثانياً ) ..

ان لم تكن ثالثاً وأكثر من ذلك من حيث راحتك النفسية

عن وضعك الذي أنت فيه .. ومن حيث الإهتمام بك ..

والحُرص عليك ومداراة مشاعرك وتقدير دورك وتضحياتك

من قبل الأطراف الأخرى ..

المشكلة احياناً انك تشعر في قرار نفسك وتتأكد ان مرتبتك

الحقيقية او مكانك الحقيقي والفعلي هو (الأول ) ..

من حيث المِستَوَى المميز..الذِي تقوم به..والإخلاص الكبير

الذي هو صِفة ملازمة لك..والحرص الشديد الذي هو سمة

من سمات شخصيتك كـ ( منتَخَب ) ..

ولكنك مع ذلك تجد نفسك ( ثانياً ) رسمياً ووضعياً ..

وأمام الآخرين ورغماً عنك .. لأن ما تقوم به من عمل

مضنِي وجهد متميز ..

يُجيَّر (ينسب) بأسم غيرك الذي هو ( الأول ) إسمياً ..

وهنا تكمن قمة الإحباط ومنتهى خيبة الأمل بل التعاسة

بكل معانيها وصورها وأشكالها ..

وربما خفَّ الألم قليلاً حينما تعلم ان هناك من يعرف ..

تلك الحقيقةوحجمك الحقيقي .. ودورك الفعلي ..

وإن لم يكن بيده شيء ..

حينما تعلم ان هناك من يشعر بك ويحسُّ بما تعانيه ..

من قهر ولو بالسَّكوت إزَاء بطولة هِيَ أصلاً لكَ ..

إن مشكلة قبولك بأن تكون ( ثانياً ) يترتب عليها الكثير

من الأمور التي لا تستطيع ان تحسبها بشكل جيد ..

لأنها مسألة توفيق من الله عز وجل ..

وأنت حتَّى مجرَّد أن تتنازل .. وتقبل بأن تكون ( ثانياً )

فهذا أيضاً لا يضمن لك تحقيق ما تريد .. ووفق ما تريد

ما لم تكن واثقاً من حقيقة ( المُسَابقَة ) التِي تفكِّر بها

وتعرفها بشكل أكيد ..

لأنها نفسك التي تخاطبها .. وعقلك الذي تفكر به ..

ومستقبلك ( الكرَوِي ) الذي تحلم به ..

إذاً المسألة ليسَت في حصولك على المركَز ( الثَّانِي ) ..

بل فيما سوف يترتب من أمور قد تجعلك تعيد النظر في قرار

الموافقة عليه ..

وليست المسألة على المال إذاً لحُلَّت أمور كثيرة ..

ولكن حتى المال نفسه لا يحل مشكلة احياناً ولا يريح قلباً

وبيني وبينك أخي الأستاذ لبقدِير ( اليَزِيد ) ..

الإنسان منَّا إذا ما حسب مثل هذه الأمور المستقبلية ..

بهذه الطريقة الحسابية الدقيقة فسوف يتعب كثيراً ..

ولن يصِل إلى نتيجة ( كرَوِيَّة ) تريحه!!

بل سوف يطوف به المقام وهو مازال في منتصف الطريق ..

ولكن من رحمة الله بنا إننا لا نفكِّر كثيراً في كل الأمُور ..

ولاّ لأصبحنا في حالة هو أعلم بها .. ثم ان الإنسان منّا

لو حاسب نفسه بإستمرار لماذا مثلاً أبي يحب أخي ..

أكثر مني ولماذا هو ( أولاً ) في كل شيء ..

وأنا ( ثانِي ) فسوف يتعب كثيراً .. ولن يرتاح ..

ثم من قال ان المركز ( الأول ) .. أو المرتبة ( الأولى )

هي إيجابية في كل شيء ..

بل على العكس فلو نظرنا لها من منظار آخر لوجدنا انها ..

اي المرتبة ( الأولى ) ليست كذلك لأنها تحمّلك ..

أكثر من طاقتك .. وتستوجب منك أشياء وسلوكيات معينة

لا تتناسب وشخصيتك أو لا تستطيع الإيفاء بها ..

ثم من قال لكَ إن أصحاب المراتب ( الأولى ) مرتاحون ..

في كل شيء..بل على العكس أعانهم الله على ما هم فيه

خاصة في وظائف معينة وحساسة تستوجب طاقة ذهنية ..

وجسمية عالية ويقظة ..

نحنُ كبشر كثيراً ما نعترض ونتضايق ..

كوننا نشعر بأننا لسنا اصحاب إلمكانة ( الأولى ) ..

كالمُنتَخَب العُمَانِي .. ولكننا ومن دون ان نشعر ..

نساهم نحن أنفسنا في تلك المكانة ( الثانية ) او ( الثَّالثة )

وبقِيَ أن اقول إن الحكم الهولندِي أقفل عن ضربة جزاء صريحة

لـ ( نايف هزازي ) في الوقت الذِي كان فيه النزال يلفظ أنفاسه

الأخيرة ولكن ماذا نفعل .. لمن نشكِي ظلمنا سوى لله وحده؟

/

/

/

إنتـَـر