ثلاث من الورد .. على ضفاف نهر الود ..
 

فسحرت عيناي حمرة أوراقها الغنجيه .. وعطر زهورهــا الاريجيه ..

أظهرت على ملمسها الديباجي قطرة جمال .. واخفت في جذورها بحر الكمال ..

اقتربت منها بجلاء .. ودنت لي بخفاء ..

كلما اقتربت منها ..

تسارعت كأطياف سراب فلا أجد أثرها في عيناي ..

إنما أجد أثرها في إحساسي .. معطرة بها أنفاسي ..

وكلما حاولت الابتعاد عنها .. لازمتني أطيافها ..

وحينما تأخذني نوازع الدهر أجد لمسة حانية من ألطافها ..

أحببتها بصمت .. وهمت فيها بلا همس ..

.
.
.

دنوت من الوردة الثانية ..

فتكحلت عيناي برقة قطوفها .. ولين كفوفها ..

هي ..روح طفل .. تمثلت في حورية .. تمثلت في قطوف زهرية ..

اقتربت منها فهرعت لي ..

ناجيتها .. فخاطبتني ..

اغليتها .. فجننتني ..

ولكن .. آهـــ ..

حينما وقعت عيناي على قطوفها تلامس أطياف مبعثرهـ ..

حينها ارتفعت منها نفسي متحسرهـ ..

وعن دروبها منهجرهـ ..

.
.
.

دنوت من الوردة الثالثة ..

فدنت أطيافها في كياني ..

ناجيت أطيافها .. فناجت أطيافي ..

لامست إحساسها .. فلامست أنفاسي ..

همست في مشاعرها .. فجننت أشعاري ..

جمالها في حياها .. وعذريتها هي سر صفاها ..

أسرتني .. بلا قيد .. وحاصرتني بلا صيد ..

اقتربت منها أكثر .. وزاد نبضها في قلبي وعسكر ..

رسمت لعيناي النور .. وعطرت في محياي معنى السرور ..

وفجأهـ ..

نبضي عطش .. وبخنجر الآهـ خدش .. والى دار الحزن فرش ..

قد مالت وردتي الغالية .. وتوقف نبضها شامخة عاليه ..

قد ماتت .. ولكن لم يمت نبضها في وريدي .. وأطيافها باقية في روحي ..

رحلت وبقيت أطيافها تظللني .. وبعبق قطوفها تعطرني ..

رحلت وجعلتني أسيرا بجمال ذكراها .. ومسجونا في أسراب غلاهـــا ..

.
.
.

تعدد الزهر .. وتمازجت عذوبة النهر .. ولن أنساك يا وجه القمر ..


بقلمي ..