منتديات الـــود - ·#·@·$1--•(-•صـــــور منــــــــــوعه •-)•--·$·@ ·$

http://www.al-wrd.com/up-pic/uploads/fc2576f57c.jpg

( وَردَة نَدِيَّة ) ..

أعتقد كلاً منا بحاجة للترفيه عن نفسه بين حينٍ وآخَر لزيارَة مثل هذهِ الحدائِق الغنَاء

والبسَاتِين الخَضرَاء لغَسل همومه وإستِعَادة ذاته والإختلاء بنفسه على نحو ..

يجعله كما لو وُلِدَ من جدِيد ..

بحَاجَة لزِيَارَة مثل هذهِ الأمَاكِن الجِمِيلَة الخَالِيَة من ضَجِيج الدُّنيَا وَصَخب السّيَّارَات

وإزعَاج المَارَّة وإستِنشَاق أجواء نظيفة خالية من أدخِنَة المَصَانِع وعَوَادِم القِطَارَات

ومخلَّفَات الحَضَارَة بكل مافِيهَا من سمُوم وإرهَاصَات ..

بِحَاجَة لكَي تَسِيرِي لوحدكِ وَعَلَى مَهَل وَسَط هذهِ الحَدِيقَة الغَنَّاء وبينَ ورُودهَا

ذَات الألوَان الهَادِئَة .. وبإذنٍ صَمَّاء لاتستمِعُ لشَيء بإستِثنَاء زَقزَقَة العَصَافِير ..

التِي تلفُّ من حولكِ مُحتَفِيَة ً بمَقدمكِ مهللة ًبكِ سَعِيدَة ًبمَجِيئُكِ ..

ولِسَان حالهَا يقُول لكِ إبقِ لأطوَل فَترَة مُمْكِنَة ولاتُغَادرِينَا قَبل أن نرتَوِي من خَطوَاتكِ

الوَئِيدَة وَنظرَاتُكِ الذّابِلَة وَبَسمَات ثَغرِكِ التِي تَجعَلنَا نَسبَح ونحَلِّق فِي فَضَاء وَاسِع

لاتحده حدُود ولاتُعِيقِه عَوَائِق !!

أمَّا حِينَمَا تُدِيرِي نظركِ عنهَا .. فأنهَا تَصفَع بجنَاحَيهَا بكُل ما أوتِيَت من قِوَة لتقُول لكِ

لِمَ أدَرتِ النّظَر عنِّي؟

وهل نحنُ سَيِّئِين لكَي تنظرِي لغَيرِنَا؟

بإختِصَار شَدِيد أستَادَة ( مِسْك ) سَوفَ تَشعُرِي بنوع مُختلِف من التّجديد فِي حَيَاتُكِ

المهم ألا تصتصغرِي أي مُبَادَرَة مَهمَا كَانَت بَسِيطَة فِي نظركِ لأن مَردُودهَا النّفسِي

عليكِ وعلى كل من يُمَارسهَا اكثَر من رَائِع!!

وليسَ بذَلك وَحَسب بل حتَّى تِلك الورُود الحَمرَاء ذَات الرّوَائِح العَطِرَة هِيَ الأخرَى

تَدعُوكِ وتطلب منكِ تِكرَار الزِيَارَة لَهَا كل ماسَنَحَت ظرُوفِكِ .. بل الأكثَر من ذلك ..

تشعُر تلك الورُود بالغِيرَة فِيمَا بَينهَا .. لأن كل وَاحِدَة منهَا تُرِيدُكِ لهَا .. لوَحدهَا ..

أليسَ الأحيَاء تحُب التّملك والتَّفَرُّد؟

وربَّمَا حَصَل بينهَا خِلاف وَقَطِيعَة بسببكِ .. وأنتِ تسيري بينَ ذلك البُستَان تجدِي ..

كل وَردَة تُنَادِيكِ .. وتطلُب منكِ أن تَأخذِيهَا مَعكِ كَي لاتُفَارقكِ .. وربَّمَا شَعَرتِي بأنهَا

تسألكِ قَائِلَة مَارَأيُك فِينِي؟

ألستُ جَمِيلَة ولا أقلُّ بمَكَان عن جَمَالُكِ؟

وقَد تَقُول صَحِيح إنّكِ أفضَل شَأناً عَنِّي من حَيثُ الأنَاقَة ومن حَيثُ الوِشَاح الذِي تَرتَدِينه

ومن حَيثُ الحُرِّيَّة التِي أنا مَحرُومَة ًمنها ومن حَيثُ إنِّي حَبيسَة هَذَا البُستَان ..

الذِي لن أخرُج منه مَالَم تَتَكَرَّمِي عليّ مَشكُورَة وتأخذِينِي مَعكِ بينَ أحضَانُكِ الدَّافِئَة

ولكِن أيُّهُمَا أفضَل أنَا ذَات الرَّائِحَة العَطرَة الرَّبَّانِيَّة التِي وَهَبَنِي بِهَا الله والتِي تَجعَل

كُل من يَقتَرِب منِّي يَضِع أنفه فَوقِي ليُسعَد بِرَائِحَتِي ..

أم أنتِ التِي ليسَ فِيكِ من رَوَائِح ألاّ إصطنَاعِيَّة تكلفكِ الكَثِير والكَثِير من مَبَالِغ مَاليَّة

طائِلَة لاتُحصَى بالأرقَام الحِسَابيَّة؟

وأيُّهُمَا أفضَل أنَا التِي أستَحُمّ بمِيَاه الأمطَار العَذبَة أم أنتِ التِي تستَحمِّي بِمِيَاه البِحَار

المَالِحَة؟

صحيح والحَدِيث لازَالَ لِي أنَا الوَردَة أنيي لا أستَحُم لشهور أحياناً في فَصل الصَّيف

وحَرَارته الحَارِقَة حَيثُ إني لا أجِد مِيَاه ولكن الا يكفِينِي فَخراً أن أستَحِمّ طوَال الوَقت

حينما تومِض البرُوق وَتصِيح الرّعُود وتسقُط الأمطَار وشُكراً؟

/

/

أختكِ الشَّقِيَّة ( وَردَة نَدِيَّة )

الأستادة القديرة ( مِسك الرُّوح ) ..

أتري تلك الوردة الجميلة,.

القابعة هناك,.

وسط الورود,.

أتشاهديها جيداً ..

أتتخيليها؟

/

/

رغم أنها وردة ..

كبقية الورود,.

لا تفرق عنها ..

كما هو ظاهرها ..

الاّ انني ..

أراها مختلفة,.

متميِّزة,.

لافتة للنظر!!

/

/

لها شكل آخر,.

مختلفة عنها..

لها طعم آخر,.

وكأنها ليسَت منها ..

/

/

أتعرفي لمَ هي مُختلِفَة؟

لمَ هي متميزة؟

لأنها منكِ أنتِ ..

تمثلك أنتِ ..

فأنتِ فقَط ..

من أهداني إيّاها ..

بكلمات رقيقة ..

فأشعرني بجمالها ..

وأنتِ من قدّمها ..

ولازالَ يقدِّمهَا لِي ..

بإبتسامة حلوة ..

بإيادٍ سخيَّة ..

فأحسسني بقيمتها,.

/

/

أنتِ من بادرني بفكرتها,.

فأشعرني بأن الحياة,.

مبادرات حلوة,.

لا تنقطع ..

وخِلتهَا كذلك !

طالما أردنا ..

الإحساس بها ..

طالما أردنا ..

أن نحسُّ بالسَّعادة,.

/

/

نعم ..

أنتِ المبادرات الحلوة ..

وهكذا أريدُكِ أن تكونِي ..

روحاً جميلة ..

دائمة التجدد ..

والحيوية ..

وقلباً كبيراً ..

ينبض بالعطاء ..

والتضحية ..

وإبتسامة رائعة ..

ليست ككل الإبتسامات ..

فهل هذا كثيراً عليَّ؟

.