وميض البرق |
12-07-2008 03:22 PM |
الـــــــهوى .. وما أدراك مالهــوى
[size="5"][center]
بســم الله الرحمـن الرحيــم
طبتم وطابـت أيامــكم فأما بعــد :
الهــوى ..وما هو الهـوى ..؟ أسبابه ؟ آثاره ؟ علاجــه ؟
يـطلق الهــوى علـى عـدة معان , نـذكر منهاا :
ـ ميـل النفــس إلى ماتشتــهى ..
ـ إرادة النفــس ما تحــب ..
ـ محـبة الإنسان الشيء وغلبــته علـى قلبــه ..
ـ عــشق الشيء وتمــكنه من القلــــــــب ..
حقـيقـة الحال أن هــذه المعاني متقاربــة المضــمون وإن اختلفت العبارة أو
اللفظ ..
إتباع الهـوى في ميزان الإسلام :
من الهـوى ما هو مذموم .. وهـو الذي عناه القرآن الكريم في قول الله تعالى :
(( ولا تتبع الهـوى فيضلك عن سبيل الله )) سورة ص 26 .
(( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هـدى من الله )) القصص 50
وقال الرسول علية الصلاة والسلام : الكيــّس من دان نفســـه , وعمل لما بعد
المــوت ,
والعاجز من أتبع نفســه هـواها وتمـنى على اللــه ..
ومن الهــوى ما هـو محمود . . وهـو الموافق لشــرع الله ومنــهجه , وهديه ,
وهـو الذي عناه
النبي صلى الله علية وسلم ـ بقوله :
لن يستكمل مؤمن إيمانه حتى يكون هـواه تبعا لما جئتكم بــه ..
أسباب اتباع الهـوى : عـدم التعويد على ضبط الهـوى منـذ اصغر .. قد يلقى
الصغير من أبويه حباً وحناناٌ مفرطاُ فوق
المطلوب بحيث يطغى هـذا الحب والحنان على تنمية الضوابط الفطرية
والشرعية التي لا بد منها لتنظيم الرغائب أوالدوافع وحينـئذ يكبر الإنسان
ويكبر معه الانسياق وراء العواطف والرغائب حتى لو كانت مخالفة للمشروع
إذ من شب على شيء شاب عليه , إلا من رحم الله عز وجل ..
والسبب الثاني .. مجالسة أهل الأهواء ومصاحبتــهم : فمن لا زم مجالسة أهل
الأهواء وأدام صحبتهم ,
فلا بد من تأثره بما هم عليــه .. لاسيما إذا كان ضعيف الشخصية , عـنده قابلية
التأثر بغيره من أولئك الناس .
وأُثر عن ابن سيرين قوله : لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم , ولا تسمعوا
منهــم ..
السبب الثالث .. ضعف المعرفة الحقة بالله والدار الآخرة .. (( وما قدروا الله حق
قدره )) الأنعام 62
السبب الرابع .. حب الدنيا والركون إليها مع نسيان الآخرة : وقد لفت المولى عز
وجل إلى هـذا في
قوله : (( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها , والـذين هم
عن آياتنا غافلون ,
أولئك مأواهـم النار بما كانـوا يكســبون )) يونس 7ـ 8
السبب الخامس .. الجهل بالعواقب المترتبه على اتّباع الهـوى : ذلك أن من جهل
محظور من المحظورات
وقع في هـذا المحظور .. دون أدنى إهتمــام أو مبالاة ...
آثار أتباع الهــوى ... آثاره ضارّه وعواقبـه مهلـكة .. إن صاحب الهـوى ..يـعزّ عليه
بل ويكبر في نفسه
أن يطيع غيره , خالقا كان هـذا الغير أو مخلوقا , بسبب أن هـذا الهوى قد تمكن
من قلبه وملك عليه أقطار
نفسه , فصار أسيرا لديه ودافعا له في نفس الوقت إلى الغرور , والتكبّر , وما
جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ,
فإما أن يطيع ربـّه , وأما أن يطيع نفسه وهواه وشيطانه , وهو ليس بمطيع ربّه ,
فلم يبقى إلا أن يكون مطيعا لهواه ,
ومن آثار إتباع الهوى مرض القلب ثم قسوته وموته .. قال الرسول علية الصلاة
والسلام : إن المؤمن إذا أذنب كانت
نكتة سوداء في قلبه , فإن تاب واقلع واستغفر صقل قلبه , وإن زاد زادت , حتى
يعلو قلبه ذاك الرّين الذي ذكره الله
ـ عز وجل ـ في القرآن (( كـّـلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) ..
ومن آثاره الإستهانه بالذنوب والآثام .. والاستهانه بالذنوب والآثام هي عين الهلاك
والبوار والخسران المبين ..
قال الرسول عليه الصلاة والسلام .. إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل
يخاف أن يقع عليـه , وإن
الفاجر يرى ذنوبه كذباب مـرّ على أنفه , فقال بـه هــكذا ...
والمتبع لهواه ركب رأسه وصار عبدا لشهواته لا ينفع فيه توجيه وإرشاد ولا يقبل
النصح ..
قال تعالى (( فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهواءهم )) القصص 50
ومن آثار اتباع الهوى .. التخبط وعدم الهداية إلى الطريق المستقيم .. ذلك أن
صاحب الهوى بعبوديته لشهواته
وميوله قد أعرض عن مصدر الهداية والتوفيق .. وصدق الله جلا وعلا .. الـذي
يقول :
(( أفرأيت من اتخذ إلـهه هــواه , وأضلّـه الله على علم , وخـتم على سمـعه
وقلبه وجعل على بصـره غـشاوة
فـمن يهـديه من بعد اللــه أفلا تـذكرّون )) الجاثية 23
ولا تقتصر هـذه الآثار الضارة على صاحب الهـوى بل كثيرا ما تتعداه إلى الآخرين
قال تعالى :
(( وإن كثيرا ليضلّـون بأهــوائهم بغير علم )) الأنعام 119
علاج إتباع الهـوى .. التذكير بعواقب إتباع الهوى فإن ذلك له دور كبير في تخليص
النفس من أهوائها
وشهواتها , ما دامت مخالفة لمنهج الله ورسوله صلى الله علية وسلم ,
الإنقطاع التام عن مجالسة أهل الأهواء .. والشهــوات ..
التعريف التام بالله عزّ وجل حق المعرفة .. فإن ذلك يولد محبة الله وإجلاله في
النفس ويربي النفس على مراقبة
الله وخشيته .. والطمع في جنته ورضوانه والخوف من ناره وعقابــه ..
مجاهدة النفس وحملها قسـراً على التخلص من أهوائها وشهواتها من قبل أن
يأتي يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً ..
والأمر يومئذٍ لله .. التـذكير بأن السعادة والراحة والطمأنينة والفوز إنما هي في
اتباع المشروع لا في إتباع ما تملي النفس
وما تهـوى .. وصدق الله العظيم إذ يقول (( فمن اتّـبع هـداي فلا يضلّ ولا
يشـقـى )) طه 123 ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .... وـم ـيض [/size] [/center]
|