![]() |
آداب الخلاف ( 1- 5 )
حينما يجتمع أفراد من البشر في مكان معين تنشأ بينهم ألفة بسببها يحافظون على اجتماعهم فلا ينفض عقده ولا يهن أمره .. وهذه الألفة سببها التفاعل بين الأفراد ؛ فاحتكاك بعضهم ببعض به ينشأ بينهم تآلف, ويمتد الجوار في المكان ليشمل الجوار النفسي والجوار الاجتماعي .
والجوار النفسي هو جوار العاطفة .. به تنشأ العلاقات الحميمة داخل المجتمع ؛ فتنمو الصداقات وتتكون الأسر .. أما الجوار الاجتماعي فهو جوار العقل حيث يشعر الجميع أن هذا المكان الذي اجتمعوا فيه له من الحرمة ما يجعلهم يحافظون عليه ويدرؤون عنه ما يفسده , وكما أن في الجوار النفسي تنشأ عاطفة عند الفرد يدرك بها ما يلائمه , فكذلك في الجوار الاجتماعي ينشأ عقل عند الأفراد يدركون به ما يلائمهم جماعة ويُعنون به أكثر من عنايتهم بما يلائمهم أفرادًا .. وهذا الذي نقرره هنا ليس سحقًا للفرد وإلغاء له لمصلحة المجموع كما هو الحال في الأنظمة الشمولية المستبدة وإنما تهذيب له كي يتحقق التعايش بين الأفراد في المكان الواحد .. والتعايش هو أدنى درجات الألفة ,, وأعلى منها التعاون ,, وأعلى من التعاون النصرة |
الساعة الآن 10:36 PM. |