![]() |
صرخة من عاصمة الشهادة , جنين تموت عطشًا
صرخة من عاصمة الشهادة , جنين تموت عطشًا حذر رئيس بلديه جنين من تفاقم أزمة المياه في المدينة ومخيمها والقرى الغربية خاصة في ظل الحصار المشدد المفروض على المنطقة التي عانت بشكل بالغ خلال الأسبوعين الأخيرين من نقص شديد في المياه محملا سلطات العدو المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة والمعاناة وأوضح المتحدث أن مدينة جنين التي تتربع على بحيرة من أكبر بحيرات المياه الجوفية في الأراضي الفلسطينية تموت اليوم عطشا وذلك جراء استمرار سلطات العدو بمنع البلدية من حفر آبار جديدة داخل حدودها، تمكنها من تجاوز الأزمة الخانقة التي يعيشها الأهالي، جراء النقص الحاد في كميات المياه . وذكر المتحدث أن أزمة المياه بلغت ذروتها، أثناء العملية الصهيونية الأخيرة في المدينة ومخيمها نهاية الشهر المنصرم والتي استمرت 16 يوما خاصة وان العدوان يتزامن مع عطل فني كان أصاب المضخة الرئيسية لبئر 'السعادة' المغذي الرئيسية للمدينة والمخيم والقرى الغربية بمياه الشرب والاستخدام المنزلي . وأفاد المتحدث أن أطقم المياه التابعة للبلدية حاولت إصلاح العطل إلا أنها لم تتمكن لعدة أسباب من أبرزها أن تلك العملية هي من اختصاص مهندسين من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية [USAID]، ممن عرقلت سلطات الاحتلال وصولهم لأكثر من شهر ونصف وإزاء ذلك اضطر المواطنين لشراء صهاريج من أجل التزود بالمياه، إلى حين سماح سلطات الاحتلال للمهندسين الأميركيين بالوصول إلى البئر المعطلة عن العمل، وهو ما حاولت تلك السلطات عرقلة حدوثه، وماطلت في تمكين المهندسين من الحضور حتى الرمق الأخير . الهجوم الصهيوني على جنين أدى لتفاقم الأزمة خاصة بعدما منعت قوات الاحتلال خلال الأيام الأولى أصحاب الصهاريج من إيصال المياه إلى المواطنين المحاصرين داخل منازلهم وأوضح المتحدث بعد أن اشتدت معاناة المواطنين وبعد اتصالات كثيرة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، وافقت سلطات الاحتلال على السماح لثلاثة صهاريج مياه بالتنقل خلال ساعات النهار داخل المدينة والمخيم، من أجل إيصال المياه للمواطنين، والتخفيف مؤقتا من معاناتهم الناجمة عن أزمة المياه . خلال ذلك بدأت منظمة 'كير' الدولية بتنفيذ مشروع على نفقتها يقضي بتزويد أهالي المدينة والمخيم بالمياه داخل منازلهم، وذلك في حملة قال عثمان عباس مدير مكتب المنظمة في جنين، استهدفت تخفيف معاناة المواطنين في هذه الظروف الصعبة حيث تولت الفعاليات الشعبية إلى جانب البلدية الأشراف على توزيعها على المواطنين .إلا أن سائقي الصهاريج تعرضوا لاعتداءات جنود الاحتلال مرات عديدة .ويرى المتحدث أن سبب أزمة المياه يتمثل في السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال التي تستولي على الآبار والمياه الجوفية الفلسطينية، وتمنع الفلسطينيين من حقهم حتى في الاستفادة من مياههم ويضيف إن جنين التي اشتق اسمها من الجنة والجنان، ما عادت كما كانت قبل الاحتلال جنين الخضراء المتربعة على مرج بن عامر، والتي احتضنت أكبر عدد من البساتين الخضراء المقامة على مقربة من الينابيع الكثيرة، وتبدو اليوم أكثر عطشا، وقد اختفت بساتينها وسمتها الزراعية وجفت ينابيعها. وبين انه بعد الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية في يونيو عام 67، اقدم الاحتلال قبل كل شئ على السيطرة على جميع مصادر المياه، وردمت الآبار السطحية وأحكمت سيطرتها على المياه الجوفية، ومنعت الفلسطينيين من ممارسة حقهم المشروع في استخدامها وأضاف عندما تم التوقيع على اتفاقيات أوسلو، اتفق الجانبان الفلسطيني والصهيوني في البند رقم '40' من الاتفاقية الانتقالية، الخاصة بالمياه في الثامن عشر من أيلول عام 95، نصت تلك الاتفاقية على السماح للفلسطينيين باستخدام 196 مليون م3 سنويا، بينما سمح الصهاينة لأنفسهم باستخدام 483 مليون م3 سنويا ونص البند الثاني الفرعي من البند '40' من الاتفاقية على أن تأخذ منطقة جنين مياهها من حوضين، الأول الشمالي الشرقي يستخرج منه 42 مليون م3 سنويا، والغربي 22مليون م3 سنويا، بحيث يكون مجموع كميات المياه المخصصة لتلك المنطقة 66مليون م3 سنويا .ومن الأسباب الأخرى الهامة قيام قوات الاحتلال بتدمير متعمد لشبكات المياه والبنية التحتية اكثر من مرة منذ مطلع العام الجاري . ورغم الظلم الواقع على جنين من حيث كميات المياه المتاحة للأهالي، إلا أنهم لم يتلقوا الكميات التي سمحت اتفاقيات أوسلو لهم باستخدامها، حيث يشير المتحدث إلى أن مصادر المياه في ظل الأوضاع الحالية محدودة، تتمثل ببئر جنين رقم '2'التي تنتج حوالي 4000م3 يوميا، حصة المدينة منها 400 م3، والباقي من نصيب مجلس الخدمات للقرى الغربية، وذلك في حال عدم وجود أعطال كهربائية أو فنية . |
الساعة الآن 01:38 AM. |